ثلاث كلمات سيئة السمعة

القس. أيمن لويس

 بقلم :القس أيمن لويس حنا
التبشير، الشهادة، الجهاد 1- 3 

كثيرون من الذين يكتبون عن المسيحية في وسائل الإعلام المتداولة، من  خارج الكنيسة، أو من غير المسيحيين، يؤخذ عليهم أنهم يكتبون ويفتون و يشرحون ويطرحون ويُجمعون في أمور العقيدة والإيمان المسيحي، بطرق وأساليب منها الجارح والمهين، ومنها الساذج والمضحك، وذلك لأنه  عادة ما يكون التناول ركيكًا، يغيب عنه المعرفة الصحيحة، والدقة في سرد المعلومة،  لأنه ببساطه يوصّل لنا رسالة أن الكاتب لم يقرأ شيئًا عن المسيحية من مصادرها، بكل فروعها وتنويعاتها، بدءًا من الكتاب المقدس، مرورًا بالتفاسير و شهادات الآباء، والتاريخ الكنسي، وكتب الفكر اللاهوتي .... الخ .

 وإذا قرأ لم يفهم، وإذا فهم، لغرض في نفس يعقوب، يجرد المعلومة من الحقيقة، أو يقدمها مبتورة.
 ومن المعيب أيضًا أن الحوار بين الأديان، عوضًا عن أن يتسم بآداب الحوار، وبأسلوب متحضر، مظهرًا روح السماحة، والوداعة، كإعلان تطبيقي لعقيدة المتحدث، نجد الحوار عبارة عن صياح وتناحر، لا يلبث أن يتحول إلى غوغاء وشجار، ثم إتهامات بالإزدراء، خصوصًا إذا كان المتحدث مسيحيًا يقدم فكر نقدي، حتى وإن كان الحوار بإسلوب علمي متأدب، و موثق بآراء العلماء المذكورة بالمراجع، لأن الحساسية المفرطة فى هذا الجانب، والعواطف الثائرة  تغيّب العقل وتشله، فلا تفكير، ولا تحليل، ولا ردود مقنعة قادرة على إثبات أن الإعلان النبوى قادر على إقناع وإشباع نتاج الفكر البشرى.

 هناك كلمات تعني للبعض أمرًا ذو قيمة هامة، بينما نجد أن نفس الكلمات تعني لفريق آخر، أو لفئات أخرى، معنى سيئ أو سلبي، وهذا نجده داخل المجتمع الواحد الذي يتحدث بلغة واحدة، ومن هذه الكلمات كلمة "التبشير" .

كنت قد بدأت منذ فترة بالكتابة في هذا الموضوع، وبسبب تتابع الأحداث كان التأجيل عدة مرات، و لكني أجد أن الظروف مواتية الآن لطرح هذا الموضوع، خصوصًا بعدما فجر "محمد حجازي" مفاجئته المدوية، فى سابقة هى الأولى من نوعها، بالنسبة لمجتمعنا فى جرأة وشجاعة تُحسب له، ومنذ  ذلك الحين أصبحت كلمة "التبشير" مادة أو موضوع أساسي في المادة الصحفية.

وإن كان هذا المقال قد سبق نشره في جريدة الطريق والحق منذ عدة سنوات، الإ أنني أري أنه يحتاج إلي إعادة نشر في الوقت الراهن، بسبب الموضوع الذي يؤرق مضاجع مجتمعنا بين الحين والآخر، وهو موضوع "التنصير"، وخصوصًا بعد تناول هذه القضية من خلال فضائية الـ" بي بي سي العربية"، بسبب ما يثار عن التزايد الملحوظ في عدد المتحولون إلي المسيحية.

ورغم أن الفيلم الوثائقي "متنصرون"، تم صناعته بهدف تأكيد أن التنصير يتم كخطة غربية، وأن القصة من البداية وحتى النهاية هي مسأله أرزاق و هبر، وليس في الأمر شئ يتعلق بالضمير الروحي للإنسان، وكأن مسألة العقيدة هي سلعة في سوبر ماركت كما ذكر بالفيلم !!، وأن هناك من يشترى وآخر يبيع، الإ أن طرح الموضوع في حد ذاته أمر جيد.

كما ينبغي أن نشيد بجرأة القس "وجيه" راعي الكنيسة الإنجيلية للأقباط الإنجيليين بلندن، وقدرته الجيدة علي تقديم الردود المقنعة، والأفكار المنظمة، رغم صغر الفرصة المتاحه له كضيف ببرنامج (مالايقال).

المسيحية وحرية الفكر والإعتقاد :
قبل التناول التحليلي لكلمة وموضوع "التبشير"، من المهم أن نبدأ بهذه المقدمة لهذا الموضوع ..
 إن الإيمان المسيحي يمنح الإنسان الحرية الكاملة في الإيمان، فحرية الإيمان إحدى الركائز الأساسية في العقيدة،  و مرات أسمع مفكرين دينين، من غير المسيحيين، ينسبون هذا الأمر إلى أديانهم، ولكن عندما نحلل ما يتكلمون به  في ضوء النصوص الدينية، والحجج التي يسوقونها، نجد أن ما يتكلمون به ما هو إلا نتاج لمشاعر عاطفية، تخلو من الموضوعية والمنطق.

فعندما نقول أن في الإيمان المسيحي حرية العقيدة والإعتقاد، نعني هذه الكلمة بحق، وبكل أبعادها، وبكل ما فيها من مضمون، فعلى سبيل المثال لا تجد دولة أو نظام من الدول التي تسمى أنها مسيحية، تمنع دخول أي كتاب ديني آخر غير الإنجيل إلى بلادها، أو أنها تعتبر الدعوة أو التبشير لعقيدة أخرى من المحظورات و الجرائم، التي تصل إلى حد التهديد لأمن و سلام الدولة، فنجد هذه الدول تسمح بحرية الفكر والعقيدة.

هذه الدول تمنح هذه الحرية لأن أساس تكوينها الفكري والثقافى قد بني على حرية الإنسان و قبول الآخر، وذلك مستمد  من جذورعقيدتهم الدينية المسيحية، لذا فهي تحارب أي تمييز عنصري سواء ديني أو غيره، اقرأ في جريدة "الطريق و الحق" عدد 23 أغسطس 2007 هذا الخبر ( الدول المسيحية تتصدر قائمة الحريات الدينية في العالم )، وما يؤكد هذا أننا لا نجد في الإيمان المسيحي أي نصوص لأحكام أو حدود لمن يرغب في إستبدال دينه، فلا وصاية في المسيحية، ولا ولاية لأحد على غيره،  فالدين لله والديان هو الله، ونحن في الأرض أحرار، وهناك زمن للدينونة والقصاص، و من المشاهد الواردة في الكتاب المقدس التي تؤكد ما نقوله،  أن هناك كثيرون قد ارتدوا عن السيد المسيح، وعن نبوته، وهنا نجد أن المسيح يستدير ليسأل التلاميذ ( الحواريين ) أيضًا، وأنتم ماذا ترغبون.. دون تهديد أو وعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور . ( يوحنا 6: 66 – 67 ) .

 فالإيمان المسيحي كما يمنح الفرد  الحرية في إختيار العقيدة التي يؤمن بها، فهو يمنح الإنسان الحرية الكاملة أيضًا للخروج من هذه العقيدة، وهذا الإيمان متى رغب وعندما يريد،  والحساب في اليوم الأخير أمام عرش الديان العظيم.

فالمسيحية ليست طُعمًا لإصطياد الفريسة، وليست فخًا أو شركًا ما أرهب الوقوع فيه، إنها ليست سجنًا مؤبدًا، لمن لم يرتضي به فالبديل هو حكم الإعدام، والباب للدخول ضيق يجب أن لا يدخله إلا من فهم العقيدة، وآمن بها، وهذا الإيمان لابد أن يكون له ثمر في حياة الإنسان الذي قبله، فيتعلم الحب والصدق والعدل، ويشتهي القداسة ويتسربل بالوداعة،  أما الخروج فما أوسع الباب وأرحبه.

والفهم الصحيح المتعارف عليه لحرية العقيدة والفكر، يعني أنه لا سقف، ولا حدود في التفكير في الأمور الروحية الخاصه بالله، سواء بالتحليل أو النقد أو القياس العلمي أو منطق الفكر، فنحن نؤمن أن الله القادر القدير الرحيم، يتحمل أخطاء الأبناء، ويتحلى بطول أناة، فيمنح الفرص في صبر منقطع النظير، وهو قادر أن يحمي ذاته، وتنزيله، وكلامه، و المتجاوزون إنما يذخرون لأنفسهم غضب الله يوم الدينونة، لذا سمح المسيحيون بحرية النقد، ولم نسمع إدانتهم لإنسان بتهمة التطاول على الذات الإلهية، ولم يطالبوا يومًا بإهدار دم إنسان بتهمة إزدراء الدين، وما حدث في القرون الوسطى المسماه بعصور الظلمة، كان تجاوزًا للعقيدة، ثبت تعارضه مع نصوص الوحي بالكتاب المقدس، بهذا المنطق أفهم حرية العقيدة والإعتقاد، وأعتقد أن كثيرين يوافقونني الرأي، وكل ما يُقال عن أن هناك تهديدات يتعرض لها المرتد عن الإيمان المسيحي، ماهو الإ كلام كذب وإفتراء، ولا يوجد نص واحد في الكتاب المقدس أو في أقوال الآباء يأمر بذلك.

التبشير : إن هذه الكلمة بالنسبة للمسيحيين كلمة هامة وأساسية في العقيدة المسيحية، وهي لفظة تكررت كثيرًا في كتاب الله "الكتاب المقدس"، بينما نجد نفس الكلمة بالنسبة لشريحة أخرى من مجتمعنا، وهي الأكثرعددًا تحمل معنى سئ، لذا نحتاج أن نعرف معًا ماذا تعني هذه الكلمة بالنسبه للمسيحيين؟ وماذا تعني للآخر؟ و لماذا ؟

أولا : التبشير والمسيحيون : لقد وردت كلمة التبشير بمشتقاتها في الكتاب المقدس بعهديه أكثر من ( 62 ) مرة، و بعيدًا عن التعقيدات اللغوية في بساطة، يعني المسيحيون بهذه الكلمة، حمل الخبر السار أو الرسالة المفرحة  للآخرين، و هذا الخبر هو ( قد تم الخلاص بموت المسيح على الصليب و قيامته و صعوده إلى الأمجاد ليكون لك نصيب في الحياة الأبديه و التمتع بغفران الخطايا )، وحول هذه البشارة تتمركز العقيدة المسيحية ورسالة الوحي، فتوصيل هذه البشارة المفرحة هي مسئولية كل مسيحي حقيقي، وهي أمر كتابي، ووصية، كما أنها رسالة الكنيسه في العالم حسب أمر المسيح " إذهبوا إلى العالم أجمع و أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " (مرقس 16 : 15 ).

والتبشير يشمل الكرازة، وهو شرح حياة الإيمان المسيحي الذي اكتمل أركانه بعمل المسيح، وهذا التبشير يتم ليس لزيادة عدد أتباع الديانة المسيحية، ومن هنا وجب علينا معرفة الدوافع التي يتحرك بها المسيحي من جهة عقيدة التبشير.

الدافع الأول: هو المحبة، حيث أن المسيحي الحقيقي يؤمن أن رسالة الخلاص المقدمة في خدمة التبشير، هي رسالة إنقاذ لمن يقبلها من الهلاك الآتي، لضمان الحياة الأبدية في السماويات، إذًا فالتبشير، أي التبليغ بعمل المسيح، يُقدم عادة بلغة الحوار الهادئ، ودوافع المحبة الخالصة دون ترهيب أو جبر أو قصر، ودون التعرض لديانة المستمع، أو التقليل أو الطعن في عقيدته، ولكن المبشر عادة ما يتعرض لبعض الأسئلة لذا يجب أن يكون معدًا و مؤهَلاً لتقديم الإجابات المقنعة، عملاً بقول الكتاب المقدس "مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة و خوف" (1 بط 3: 15 )، وأحيانًا يتطلب الأمر الدخول في مقارنات بين الأديان، وبما أن المبشر هو مروّج لفكر، إذًا هو على ثقة و قناعة بما يؤمن به، ولا عيب أن يكون فخورًا بهذه العقيدة و ملمًا بحجتها.

الدافع الثاني : في ضوء مفهوم المسيحي لمبدأ حرية العقيدة والإعتقاد في مقدمة المقال، يمارس المسيحي رسالته التبشيريه ومن هذا المبدأ أيضًا فهو يرى أنه من حق الآخر أن يقدم دعوته، ولكن بنفس الإسلوب والشروط وهو الحوار الهادئ، و لا يرى المسيحي أن هذا التبادل الفكري والثقافي يمثل له خوف أو تهديد، فقط أن يكون هناك مبدأ تكافؤ الفرص و عدم الإزدواجية في المعايير. 

ثانيا : التبشير و الآخر : و إن كانت هذه الكلمة تحمل هذا المعنى وهذا المضمون عند المسيحيين، إلا أن نفس الكلمة في مجتمعنا ومنطقتنا، تحمل معنى آخر ومضمون آخر، أنها تعني دق طبول الحرب ، وإطلاق جيوش التجسس، إنها تتعدى حالة الحوار الفكري الديني، إنه هجوم الأعداء وخطط و تآمر الإستعمار، مع أن الأمر كله مسأله دينية، والعجيب أن نرى أن هذه الجموع تعطي لنفسها الحق لتقديم الدعوة الخاصة بدينها في كل ربوع العالم، وهي تفعل ذلك دون قيد أو شرط، ولكنها تغلق أبوابها ومنافذها أمام أي ثقافة دينية أخرى، وتعتبر الأمور الدينية من قضايا أمن الدولة، لذا فنحن دائمًا في حالة طوارئ وتوتر لأي ثقافه دينية أخرى .

و في جريدة "المصري اليوم" في عددها الـ(1166 )، في مقالة للأستاذ "أبو العلاء ماضي" قرأت ما يثير الدهشة لدرجة الضحك، والعجيب أنه يصدر من فئات المثقفين فيذكر الكاتب المذكور " لقد اصطدمت بقيادة كنسية مصرية كاثوليكية  في ندوة في "المانيا"، حين قال كلامًا معناه  أن من حقي أن أنشر إيماني بين الناس !!!؟ "، و لست أعلم هل هذا التصريح من هذا الكنسي يستحق هذا الصدام ؟ والذي اقتضى الأمر أن يعتذر له !!، ولست أعلم لما الإعتذار !!، فالدعوة تقدم في كل بقاع الأرض بكل حرية و في بلاد كل الأديان، وكل الجنسيات دون أن نسمع غضبًا من أحد، إن هذا التعامل مع الآخر و بهذا الإسلوب، هو نوع من التعصب والإنغلاق المقيت، قد ولى عهد هذا الإنغلاق في عصر العولمة والتكنولوجيا، لأن الحدود المغلقة قد انفتحت، وسوف تنفتح أكثر،  البقاء لمن لديه القدرة على مجاراة الإنفتاح، ولمن لديه الإجابات المقنعة،  و الحوار المنطقي، وقبول النقد، وتقديم معالجات واضحة وصريحة، دون الإلتفاف حول الحق، وتقديم حقائق ثابتة دون مراوغة أو هروب من المواجهة الفكرية، فمن يملك الحق لا يخشى سؤال اللئيم، ومن يثق فيما يملك، لا يخاف من سوق المنافسة، ومن يعرف الحقيقة لا يخشى المواجهة.
 
أشاع البعض في مجتمعنا أن التبشير والكرازة، هي حملات صهيونية، بينما يوجد من المسيحيين من يقومون بتبشير و كرازة حتى اليهود، ليؤمنوا أن المسيح هو بالحقيقة المسيا المنتظر، وهؤلاء المبشرين يواجهون صعوبات من اليهود.

 يشيع آخرون أن التبشير هو حملات عدوانية أو استعمارية، مع أن المسيحية لا تدعو لتكوين أمة أو دولة، وهل عندما فتحت الدول المسيحية أبوابها لغير المسيحيين، وذهبوا وهاجروا إليها طواعية، وحملوا عقائدهم، وهناك منحوا الحرية لتقديم دعواهم، هل إعتبرتهم هذه المجتمعات أعداء ؟

 يقول آخرون أن هؤلاء المبشرون يأتون بخبث لشراء الفقراء، مستغلين فقرهم، مستشهدين بذلك بما عمله المبشرين من عمل خير، يبنون المستشفيات، ويشيدون المدارس، ويوصلون المياه النقيه للفلاحين والفقراء، ويحاولون الإرتقاء بالمناطق العشوائية والمنكوبة ... الخ.

 نعم كان يفعل المبشرون كل هذا، ولا زال، ليس بهدف مغرض، بل بدافع المحبة التى ذكرناها سالفًا ، والتي يأمرهم بها الوحي المقدس ( إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكما " امضيا بسلام استدفئا واشبعا، و لكن لم تعطوهما حاجة الجسد، فما المنفعه ؟ هكذا الإيمان أيضا إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته ) (رسالة يعقوب 2: 15 - 17 .)

 والمبشر يقدم عمل الخير للجميع دون قيد أو شرط ، إن عمل الرحمة والمحبة غير مشروط في المسيحية ... لمزيد من المعرفه إقرأ ( لوقا 10: 25 – 37  ) إنها ثقافة المحبة في المسيحية، والتي لازالت تمارسها الشعوب ذات الأكثرية المسيحية،  فمثلاً ما فعله المسيحيون في "البوسنة و الهرسك" و "أفغانستان"، و في "الصومال"، و "السودان"، وجميع الدول الفقيرة، فنجد عطايا ومساعدات المسيحيين من الدول الغنية ترسل لكل بؤرة ومنطقة فقيرة بغض النظرعن دينها،  و إيمانها، وثقافتها، لأنه لا يوجد نص واحد في الكتاب المقدس يقول أن خدمة المسيحي لا يجب أن تقدم  إلا للمسيحي، بل يعلمنا وحي الله أن نفعل الخير للجميع، وإن جاع عدوك فأطعمه.

 إن عمل التبشير متهم ومظلوم بشهود زور زوّروا التاريخ، وقلبوا الحقائق، أعماهم التعصب، فمنحوا لأنفسهم حق الدعوى بكل الطرق والوسائل، بينما حرموا على الآخرين حقهم في التبشير، الذي يمارس بوداعة الحمام و قوة الروح، إن أيدولوجية التبشير تكمن بما ورد في زكريا (4: 6 )" لا بالقوة ولا بالقدرة، بل بروحي قال رب الجنود " ، فما نسمعه و نقرأه ويتردد عن المخططات التبشيرية، والمؤسسات والمنظمات التبشيرية، والحملات الصليبية، أمر مثير للإستغراب.

 كما صرّح أحدهم تحت قبة البرلمان المصري، أن حملة التوعية  لمضار عادة ختان الإناث، ما هي إلا تنفيذا لأجندة الهيئات التبشيرية، والحركات الصهيونيه !! ولست أعلم ما هي العلاقة بين هذا وذاك، فالتبشير هو فقط رسالة دينية ، و فكر ديني، وتوجه أفراد بغية في طاعة كتابهم، وتنفيذًا لأوامر إلههم،  لذا لم يكن يومًا الكارزون أو المبشرون، جيوش و جنود، والحروب الصليبية ليست حملات تبشيرية بل كانت حروب سياسية تحاول التستر خلف الإيمان المسيحي، وهو منها برئ.

 إننا ننتظر اليوم الذي تصبح فيه كلمة "التبشير" كلمة ليست سيئة السمعة في مجتمعنا كما الدعوة أيضًا.

و أخيرًا ... يلح علي سؤال للكنيسه وللمسيحيين 00   يا إلهي .... ما هذا الصمت المطبق طول هذه العقود، وعدم محاولة تقديم إيضاح أو شرح للمجتمع، لتصحيح الصورة والمفاهيم عن التبشير، هل هو الخوف أم العجز أم التراخي؟ 

pas_ayman@yahoo.com