محمد بربر
في الدقهلية: لن يدخل اللجنة سوى حامل كارنيه "الحزب الوطني"، وطرد مندوبي المعارضة، والاعتداء على الموكلين.
تسويد الصناديق لصالح وزير الأوقاف.. ومواطن يسأل: "لما الصناديق شفافة.. موجودة ورا الستارة بتعمل ايه؟!!
شاهدت البلطجية وهم يعتدون على المندوبين في اللجان: (311،312،313), ومندوب لجنة(154) يؤكد:" مصر رايحة في داهية".
فى بورسعيد: المخبرين يزورون الانتخابات، وأمين الوطني في تصريحات خاصة: "الحزب الوطني يقدم نموذجًا مُشرِّفًا للعملية الانتخابية".
بعدما فتحوا محاضر اللجان بعيدًا عن مندوبيهم.. المرشحون المستقلون يطالبون بإعادة الانتخابات، وعدم الاعتداد بالنتائج!
كتب: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون
اليوم الذي مرَّ عصيبًا، لم يكن من الأمر السهل ترتيبه, انتخابات الشورى، ووعود المرشحين، ونزاهة الانتخابات التي طالما رددها الحزب الوطني، معلنًا أنه "لا تزوير"، ومؤكدًا على مبدأ "الشفافية والنزاهة"، وما تعرفه أنت –عزيزي المصري– عن شعاراته المعهودة, من العبث في مثل هذا المناخ أن تجلس لتقرأ ما تبثه وكالات الأنباء، أو تأتيك تليفونات من مصادرك الخاصة لتنقل لك أخبارًا جديدة عما يحدث في الدوائر البعيدة والنتائج الأولية, وكان القرار الحاسم: النزول إلى الدوائر الانتخابية الأكثر منافسة وسخونة, والسفر إلى محافظات شهدت في الانتخابات السابقة الأحداث الجسام, ناهيك عن طبيعة الأهالي التي يغلب عليها تحدي الحكومة، ولكل محافظة ظروفها.
سافرت إلى الدقهلية مساء أمس حتى أستطيع التواجد في اليوم الانتخابي من بدايته, وشاهدت ما لم يكن في حسباني مشاهدته, ثم انتقلت لمحافظة دمياط، والتقيت بالمرشحين والأهالي الذين أجمعوا على أنه: "مفيش فايدة", وكان لي في بورسعيد في نهاية اليوم مسك الختام، حيث التزوير المباح, اسمح لي أن أكون موضوعيًا، وأدعوك الآن لترى معي ما حدث هناك, فإلى هناك:
تسويد اللجان كان العامل المشترك الأوحد بين دوائر محافظة الدقهلية، والتى شهدت إقبالاً ضعيفًا من المواطنين عامة، وإن بدأ مؤيدو المعارضة أكثر فعالية ومشاركة, ورصدنا تقفيل اللجان الآتية: (411،412،312،315،316)، حيث تم طرد مندوبي اللجان بعد التوقيع على محضر فتح اللجنة، وإثبات حضورهم، بالرغم من تجمهر الناخبين أمام المقار الانتخابية, والأمر الذي أثار الناخبون هو الاعتداء على بعضهم من قِبَل البلطجية الذين يقومون بالتعدي على الناخبين، تحت أعين الأمن، دون أي تدخل منه.
وبعدما اتصل بي مصدر بدائرة "المنزلة" ليؤكد لي حجم التزوير هناك, انتقلت وبسرعة حيث تجمهر المواطنون ليحتجوا على رفض توكيلات الشهر العقاري للمندوبين, وقال "أدهم حمدي" المحامي، ومندوب "رضا سميح"، مرشح الوفد لـ "الأقباط متحدون": منذ الصباح الباكر وهم مصرون على التزوير، حيث قاموا بطردي والزملاء الموجودين، وهددونى بالاعتقال بعدما رفضوا توكيلات الشهر العقاري, ثم أغلقوا بعد ذلك جميع اللجان.
وأضاف حمدي: أرسلت بلاغات عاجلة للجنة العليا للإنتخابات حتى تحقق فيما حدث اليوم، وطالبت بعدم الاعتداد بالنتائج، وسوف أقوم أنا وزملائي بإرسال رسالة شكر للسيد "صفوت الشريف" على ما تحقق من وعوده بنزاهة الإنتخابات.
إذن.. هناك في الدقهلية وحدها 14 لجنة تم تقفيلها وتسويد البطاقات لصالح الوطني, لكن سيطرة الحزب الوطني لم تقف عند هذا الحد فقط، بل وصلت إلى منع دخول الناخبين غير الحاملين لكارنيه الحزب الوطني، كما أكد لي عدد من الناخبين الواقفين –دون جدوى– أمام لجنة 371.
وفي المنصورة.. حاولت كثيرًا الاتصال بالأمين العام للحزب الوطني بالمحافظة، لأعرف تعقيباته على الأحداث, لكن طيلة الساعة ونصف كان الرد واحدا: "ربما يكون مغلقًا"!!
مشهد أخر كان غريبًا , ففي دائرة "طلخا" تم تسويد البطاقات لصالح وزير الأوقاف، الذي احتفل بفوزه في شوارع دائرته, ولما سألت مندوب لجنة 154 عن رأيه فيما حدث، كانت إجابته: "مصر رايحة في داهية إن شاء الله".
في "بورسعيد".. الوضع يبدو مختلفًا قليلاً عن الدقهلية في تأثير المعارضة وتجمهر الناخبين, حيث عربات الأمن المركزي هى سيدة المشهد، و(يافطات) الحزب الوطني في معظم الشوارع تعلن –بلا جدال– على سيطرة الحزب الوطني في بورسعيد على مقاليد الأمور.
ذهبت إلى مديرية أمن بورسعيد لأجد كفاءة وأمانة الشرطة، حيث أول خبر يصلني وأعرف أن اللواء "صلاح البرادعي" مساعد وزير الداخلية ومدير أمن بورسعيد، قد أمر بإلغاء جميع البطاقات التي تم تسويدها لصالح مرشحي الوطني، ويبلغ عددها 12200 صوت، وتم تكليف ضابط شرطة بالتحفظ عليها، وتسليم رؤساء اللجان ملفات جديدة تم فتحها أمام المرشحين المستقلين.
وذكر "رامي كمال" -مراقب تابع لإحدى منظمات المجتمع المدنى– أن خطوة مدير الأمن جاءت بعد علمه بما أقدم عليه بعض المخبرين وأمناء الشرطة في دائرة "القبوطي"، حيث قاموا بتزوير البطاقات لصالح مرشح الوطني، وحينما حاول أحد المرشحين المستقلين القبض عليهم، حاولوا التعدي عليه، ثم لاذوا بالفرار.
وقام المرشحون المستقلون بتحرير مذكرة إلى رئيس اللجنة العامة لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، لإثبات واقعة تزوير ثلاثة لجان بدائرة القبوطى وحدها.
وأكد المهندس "محمود المنياوي" أمين الحزب الوطني ببورسعيد أن الحزب يقدم نموذجًا مشرفًا للعملية السياسية، ويتعاون مع بقية الأحزاب الأخرى دائمًا، وإن كانت الانتخابات لا تعرف سوى فائز واحد، فمن المؤكد أنه سيكون أقوى الأحزاب.
ونفى "المنياوي" حدوث أي إجراءات تزوير على الرغم من قرار اللواء "صلاح البرادعي" مدير أمن بورسعيد، والذي –تقريبًا– لم يسمع بعد "المنياوي" عنه.
وفي دمياط.. كانت الانتخابات أشبه بمسرحية هزلية، حيث طلب الضباط من الأهالي الانصراف والذهاب إلى أعمالهم حتى لايضيع اليوم بلا جدوى، خاصًة وأن شائعة انتشرت صباح اليوم الإنتخابي بعدم وجود انتخابات في دمياط، وهو الأمر الذي كذَّبه بسرعة المرشحون المستقلون.
وفي مدرسة "عبد الهادي الإمام" بـ "ميت الشيوخ" لوحظ أن الصناديق ليست زجاجية بل خشبية قديمة، وغير مغلقة بالشمع الأحمر، كما لايوجد الحبر الخاص بالعملية الإنتخابية, وشهدت المحافظة إقبالا ضعيفًا من المواطنين، في نفس الوقت الذي تم فيه منع مندوبي جمعيات حقوق الإنسان من دخول أي لجنة انتخابية, بالإضافة إلى عدم وجود كشوف للناخبين ببعض اللجان, الأمر الذي جعل الجميع يزعم وجود تزوير جماعي لصالح الوطني.
وفى سياق متصل، أكد "رفقي الصوالحي" المرشح المستقل بالدائرة الثانية "فارسكور والزرقا" أنه وجد تلاعبًا باللجان، حيث تم تسويد البطاقات لصالح مرشح الوطني الدكتور "رمضان الدسوقي"، الأمر الذي نفاه أمين الوطني بالزرقا.
وكان "الصوالحي" قد تقدم بثلاثة طعون على اللجان الانتخابية أرقام: (205،197،191).
"محمد الحمامي" المرشح المستقل عن الدائرة الأولى "بندر ومركز دمياط وكفر سعد" (عمال)، قال لـ "الأقباط متحدون": ما يحدث في انتخابات الشورى عبارة عن تمثيلية هزلية، حيث تلقيت تهديدات بالفصل من عملي في شركة مياه الشرب بدمياط، لأنني أعمل بعقد مؤقت، وذكر "الحمامي" أن الحزب الوطني يسعى للتلاعب وتسويد البطاقات منذ بداية اليوم الانتخابي ليضمن نجاح مرشحه.
http://www.copts-united.com/article.php?A=18615&I=461