ماريان جرجس
بقلم: ماريان جرجس
لم اتخيل قط فى يوم من الايام انى سأعود الى الكتابة بعد شهور من الانقطاع عن قلمى الذى احببته طيلة عمرى بذلك الموضوع ولكن فى الحقيقة هو لُب الانقطاع الذى حرمنى مما احب بل من الحياة كلها ..قد يكون مفاجأة ما سارويه لكم يا اعزائى ولكنها الحقيقة بعينها والله على ما اقوله شهيد..
بعدما انتهيت من دراستى بكلية طب جامعة القاهرة و ابتدأت سنة التدريب التى نسميها سنة الامتياز وقد سميت بهذا الاسم لما لنا من حق او امتياز فى التدريب الفعلى الطبى وهى سنة بلا درجات او امتحانات لكن تدريب فقط ( كما يزعمون) ولكنها شرط اساسى للحصول على الشهادة ..شهادة البكاريوس ولن اتحدث عن ما حدث فى نتيجة دفعتى دفعة نوفمبر 2009 لطب القصر العينى على مراى ومسمع واذا كنت فى بلد اخر لطالبت باعادة تصحيح الاوراق واعادة النتيجة ولكن هيهات فنحن من اصحاب تفصيل النتائج بمهارة ..و منذ فجر شهر مارس وهو اولى شهور تلك السنة صدمت صدمة كادت تودى بحياتى ومن هنا بدات المأساة ..فتخيلت اننى سابدا عملى كطبيب تحت التمرين اشاهد عمليات او عيادات ولكن وجدت ما يصفعنى على وجهى ويفقينى فهذا ليس بمتاح وليس مسموح لى ابدا واكتشفت ان وظيفتى هناك لا تخرج خارج تلك المهام :_
1-توصيل اكياس الدم والبلازما
2 –الوقوف على شباك التذاكر وكتاب الاستقبال والتضرع لهم بتخليص اوراق المرضى
3-توصيل انابيب فارغة لوازم المعامل والتحاليل
4-استلام وتوصيل اشاعات من مكان لاخر او من طبيب نائب لاخر
5-لا مانع من مشاوير شخصية للنواب وشراء ادوية من الصيدليات وتوصيلها
6-لامانع من خروج الطبيبات فى ساعة متاخرة او الفجر حتى لتوصيل انابيب معامل من مستشفى ابو الريش مثلا الى القصر العينى وهى مسافة 10 دقائق او اكثر ولامجال للرفض او الامتناع
وتعتبر تلك الامثلة امثلة عقيمة وغير كافية على مانراه هناك لان الحقيقة هناك تختلف كثيرا فالاعتراض او حتى الرجاء هناك فى المشاوير الليلية للطبيبات قد يعاقبن عليها بزيادة نبتشياط المشاوير كما نطلق عليها وذلك له تفسير بالطبع
اما الخروج فجرا -فى بلدنا الحبيب -للطبيبات امن جدا جدا جدا لا يستدعى تعطيل بضعة من المشاوير غير الهامة
ام هو تاكيد للعالم اجمع على ان شوارعنا فجرا لاتحتوى مطلقا على شاب ساكر او ساهر واحد لا نعرف سبب وجوده فى تلك الساعة !
وذلك على عكس مايحدث فى مستشفيات وزارة الصحة التى توفر التدريب للطباء مثل الجلاء التعليمى واحمد ماهر التعليمى الخ ولكن السبب الحقيقى هو افتقار القصرا لعينى الى شريحة من العمال بمرتباتنا الزهيدة التى لا نريدها ثمنا لكل ما نراه من اهانة هناك
واياك عزيزى القارئ ان تقل لنفسك انها خير او ثواب نكتسبه فى تلبية اغراض المرضى الثكالى هناك فسيكون ذلك اكبر خطأ تقع فيه ...فالمرضى هناك هم حقل تجارب لنواب صغار لا يعرفوا اى شئ عن الطب وايضا حقل لنواب زائرون وهم نواب من شتى البلاد يدفعون كل شهر راتب للجامعة لكى يتعلموا و يعودوا الى بلادهم ..فلم ابك على حالى هناك قدر ما بكيت على ما يحدث فى المرضى وسيحرقك قلبك اكثر اذا كان مريضك طفل رضيع ذنبه انه لم يجد واسطة اونقودا يحصل بها على سرير فى المستشفيات الخاصة وساعرض لحضراتكم بالتفاصيل والصور تلك المأساة ان شاء الرب فى المقالات المكملة
ولكنى اعود الى مأساتى ومأساة 2000 طبيب امتياز داخل تلك الصومعة وبالطبع ستسالونى لماذا لم ترفعى شكاوى الى المسئولين؟ وسأقول لسيادتكم
بالطبع لم نتاخر وهم يعلمون طبيعة عملنا جيدا وقالها لنا عضو لجنة الامتياز فى دورة الاطفال الدكتور المسئول : (لو مش عاجبكم الشغل ده اقعدوا فىبيتكم)!!
وقالها لنا مسئول مستشفيات جامعة القاهرة : (دى سنة نظير ما اتعلمتم ببلاش 6 سنوات)
وقالتها لى نائبة سودانية زائرة عندما كنت الموصلاتى فى عيادة النزلات المعوية ليلا الساعة 2 بعد منتصف الليل عندما ترجيتها الا تبعثنى ب 5 -6 مشاوير فى الشارع ليلا الى معمل بعيد لان معمل مستشفى المنيرة لا يعمل بعد 1 ظهرا
قالت(لو فى عامل يرضى يجى ياخد 230 ج بدلكم كننا جبناه)
لن اتحدث عن اهانة النواب لنا وكأنهم يفرغون شحنة فينا والاستغلال ولا حتى معاملة التمريض ولن اتحدث كثيرا عن مستوى نواب القصر العينى المفترض انهم اوائل الدفعة وعن اخطاء طبية فادحة لا يحاسبون عليها وتخُفى فسوف ارفق لكم فى كل سلسلة من ذلك الموضوع بعض من الادلة التى توافرت لدى ولكنى اناشد كل واحد منكم ..الى اين نحن ذاهبون ؟اذا كنا هكذا فى بداية الطريق؟
لا اعلم ماذا تريد منى االبلد التى احبتها؟فاذا كان الطبيب يهان لتلك الدرجة ويصل لى تلك البهدلة فماذا ننتظر منه؟
لا عائد مادى ولا معنوى؟
هل سيكون الرد خطة من الخارج او مؤامرة مثلا علينا؟؟؟
ام سيكون تخطيط عدوانى؟
لا اعتقد ابدا اننا سنجو من فيضان الدمار الذى سيغمر مصر بعد كلهذا
اغيثونا بالله عليكم اغيثونا
يتبع.....
صورة الجلوكوز الفضائى اختراع من القصر العينى
الحامل الجديد اسمه (جلوكوز السماء)تم بيع الاختراع لكل مستشفيات العالم تقريبا بعد ان احدث ضجة في جميع الاوساط الطبية, واثبت كفائته وادائة المتميزين
والاختراع المبهر يوفر المميزات التالية
( توفير درجة حرارة مناسبة للجلوكوز) (نفس درجة حرارة اللمبة)
( التحكم في درجة حرارة الجلوكوز (اطفي لمبة وولع لمبة)
( استخدام عجلة الجاذبية الارضية بصورة افضل (15.3 بدلا من 9.8)
استخدام ظاهرة الاشعاع الحراري في افساد الجلوكوز (عشان هو كدة كدة بايظ, فلما المريض يموت ينفع يكون عندنا حجة)
كما هو موضح في الصورة, اجبار المريض المسكين علي ان يكون في وضع جلوس, وهو وضع صحي افضل خصوصا في حالات الجلطة والشلل
الجلوكوز اتجاهه دخول وخروج من المريض وليس دخول فقط (انظر الصورة),
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=18734&I=464