محمد بربر
"محمد توفيق": * لماذا ترك الناس كل شئ وحصروا آمالهم فى كرة القدم؟!
* كانت "مصر" ترفع شعار "يحيا الهلال مع الصليب" والآن الشعب يهتف "عايز تهده هات له جدو".
كتب: محمد بربر - خاص الاقباط متحدون
هى دى "مصر" سنة 1919، عندما كانت ترفع شعار "يحيا الهلال مع الصليب"، وتهتف "نموت نموت وتحيا مصر"، و"عاشت مصر حرة مستقلة"، و"سعد سعد يحيا سعد".
أما "مصر" فى 2010 فترفع شعار "الحق فوق القوة.. والأمة فوق الحكومة.. والأهلى فوق الجميع"، وتهتف "ارقص يا حضرى"، و "عايز تهده هات له جدو"، و" عايز تغيظه هات له زيزو"..!، ليتحول شعب من أقدم شعوب الدنيا إلى جمهور..
بهذه السطور يعرّف الكاتب الصحفى "محمد توفيق" الوضع فى مقدمة كتابه "مصر بتلعب"، الصادر حديثًا عن دار المصرى للنشر والتوزيع.
وقد نظّمت مكتبة "عرابى" حفل توقيع، وندوة للكتاب تحدث فيها المؤلف "محمد توفيق"، والكاتب الصحفى "محمد هشام".
ثقافة اللعب وثقافة إقامة الثورات
وصنّف المؤلف كتابه إلى ستة فصول, وفى كل فصل يطرح "توفيق" سؤالاً محوريًا؛ ليوضح للقارىء ما وصلنا إليه في أسلوب سرد مشوق، متطرقًا لجميع مناحي المجتمع المصري السياسية، والرياضية، والفنية؛ ليربط بين ثقافة اللعب وثقافة إقامة الثورات.
وأضاف الكاتب: إن "مصر" تركت كل شئ: العلم، الثقافة، الزراعة، الصناعة، الفن، وتبحث فقط عن هدف الصعود لكأس العالم، وأن هناك من يصنعون المال...ومن يصنعهم المال...وبين هذا وذاك فقراء يشاهدون الفريقين.
كرة القدم أفيون الشعوب
ووصف "توفيق" لعبة كرة القدم بأنها "أفيون الشعوب"، حيث يرى أنها والأفيون وجهان لعملة واحدة، كلاهما يخدر الناس ويتحكم فى إنفعالاتهم.
ثم طرح "توفيق" التساؤل الأهم فى كتابه وهو: لماذا ترك الناس كل شئ وحصروا آمالهم فى كرة القدم؟!
ويجيب "توفيق" مؤكدًا على أن الناس لا تفهم الأدب، ولا تهتم بالشعر، ولا تعنيها الفلسفة، ولا تُقبل على العلم، ولا تثق فى السياسيين.
"مصر بتلعب"...وصف لحالة البلد
هذا وقد تحدث المؤلف عن كتابه قائلاً:"مصر بتلعب" لا ينتمى إلى الأدب الساخر، وليس من باب الفكاهة، كما أنه لا يندرج تحت الموضوعات الصحفية. بل هو وصف لحالة البلد. مؤكدًا أن أبطال المصريين فى العصر الحالى هم لاعبو كرة القدم، مثل: "حسن شحاتة"، و"حسام حسن" و"محمد أبو تريكة" و"عصام الحضري" و"عمرو زكى".
التصفيق قديمًا وحديثًا
ومن جانبه تحدث "محمد هشام عبية"، الصحفى بجريدة الدستور، عن التصفيق- والذى أورده المؤلف فى كتابه - بصفته مهمة من المهام التى يفعلها دائمًا الجمهور المصري. موضحًا أن التصفيق الذي أصبح مهنة يمارسها البعض- وربما كثيرون- الآن، كان فى البداية من أهم مجالين وأخطرهما، وأكثرهما تأثيرًا واستحواذًا علي الجماهير، السياسة والرياضة، ولذا فإن الكتاب لا يجد فارقًا كبيرًا بين "الشيخ حسن"، الذي يذهب ليشجع الأهلي، أو أي فريق آخر يطلبه بالجبة والقفطان والعود، وبين الهتيفة الذين يقوم مرشحو الإنتخابات بتأجيرهم للهتاف بأسمائهم علي طريقة "حرافيش نجيب محفوظ"، وقد اكتست سوقية وابتذالاً "اسم الله عليه...اسم الله عليه."
http://www.copts-united.com/article.php?A=19122&I=473