جرجس بشرى
•"محمد عبد الملك محمود": على الدولة أن تراقب الشوارع وتراقب هؤلاء الناس وتحاسبهم.
•"محمد جلال": الدولة مسئوليتها أن تراقب المجال العام، ولكن "باين عليها مش فاضية"، الفساد شاغلها عن مراقبة الشارع..
•"حافظ عويس حافظ": مشكلة عدم الإنتماء لـ"مصر" سببها عدم إهتمام الحكومة بالبسطاء والغلابة.
•"نخلة": إن الذين يرفعون علم سعودي أو إسرائيلي على أرض "مصر" إنما يسقطون ويهينون علم بلدهم معنويًا أمام الكل، وعلى السلطات المصرية في حال علمها بهذه الإنتهاكات أن تتخذ اللازم.
تحقيق: جرجس بشرى - خاص الأقباط متحدون
رصدت صحيفة "الأقباط متحدون" ظاهرة باتت تنمو بشكل ملحوظ في الشارع المصري، وهي رفع أشخاص لأعلام المملكة العربية السعودية على واجهات محلاتهم التجارية وفي الشوارع. ولقد رأت الصحيفة من جانبها أن تخترق هذه الحدث عبر هذا التحقيق الصحفي الميداني، وترصده وتكشفه للمسئولين على الملأ، وتبين الدوافع والأسباب التي دفعت ببعض هؤلاء الأشخاص لرفع علم غير علم بلدهم على أرض "مصر"، وكذلك الآثار القانونية لهذا العمل.
ولاءهم للسعودية أكبر من ولائهم لمصر
في البداية أكد "محمد عبد الملك محمود" أن من يقومون برفع العلم السعودي أو علم أي دولة أخرى غير دولة "مصر"، إنما يعبرون عن ولاءهم للدولة التي رفعوا علمها، لأنهم وجدوا فيها خيرًا ولقوا فيها راحةً لم يجدوها في بلدهم، ولكنه عاد وقال: أنا لا أوافق على أن يُعلّق أي علم في شوارع "مصر" غير علم بلدي "مصر"، وعلى الدولة أن تراقب الشوارع وتراقب هؤلاء الناس وتحاسبهم.
واعتبر "محمود" أن من يقوم بتعليق علم غير علم "مصر" وعلى أرضها يقول بطريقة غير مباشرة إنه ليس مصريًا، الأمر الذى يُعتبر خيانة لـ"مصر" من وجهة نظره.
"أنا معرفش إنه علم "السعودية"
وقال أحد الأشخاص الذين يرفعون علمًا سعوديًا على واجهة محله وشهرته "كامبا" لـ " الأقباط متحدون": إنه رفع العلم دون أن يدرى إنه علم السعودية، وإنه رفعه فقط لأنه مكتوب عليه"لا إله إلا الله" تبركًا به.
وقال "كامبا": إن انتمائه الأول لـ"مصر" وليس لبلد العلم، ولو حصل وحدثت حرب بيننا وبين "السعودية" مثلاً سيقف ويدافع عن بلده؛ فمصر أولاً.
وأضاف "كامبا": "أنا ممكن أقص السيفين بتوع السعودية اللي على العلم وأخلي لفظ الجلالة!"
الدولة "مش فاضية من الفساد" علشان تراقب المجال العام
وقال "محمد جلال" تعقيبًا على كلام الشاب "كامبا": إن الدولة مسئوليتها أن تراقب المجال العام، ولكن "باين عليها مش فاضية"، الفساد شاغلها عن مراقبة الشارع.
وأشار "جلال" إلى خطورة رفع علم سعودي على أرض "مصر" مؤكدًا إن هؤلاء الذين يرفعون مثل هذه الأعلام لا يوجد لديهم انتماء للبلد، لإحساسهم بعدم أخذ حقهم فيها. بخلاف الدول الأخرى التى تجد فيها كل شخص يفتخر بعلم بلده فهو يحبها لأنها تهتم به وتعطيه كافة حقوقه.
وأضاف "جلال": "لو عملت تي شيرت هنا في "مصر" عليه علم "مصر" مش ها تلاقي حد يلبسه ولا حد ها يشتريه، لدرجة أن هناك مصريين بيلبسوا تي شيرتات عليها علم "أمريكا!"
هؤلاء "خونة" ولازم يتحاكموا
وقال "حافظ عويس حافظ"، وهو "بائع" مجاور لأحد العمارات التي ترفع علم السعودية: إن الذى يرفع علم غير علم بلده على أرضها لا يوجد لديه أي إنتماء لـ"مصر" "والمفروض إنهم يتحاكموا"، وإن الحكومة يجب تنزل وترى الشارع وتراقب ما يجرى فيه.
وأكد "حافظ" أن مشكلة عدم الإنتماء لـ"مصر" سببها عدم إهتمام الحكومة بالبسطاء والغلابة، وقال حافظ بالحرف الواحد: "أنا راجل بياع على باب الله، ومتزوج وعندي طفلين، وواخذ شقة إيجارها 450 جنيه، ومراتي عندها إعاقة ومهدد بالطرد من المنزل، المفروض الرئيس ينظر للغلابة نظرة عطف لأن الغلابة دول هم سنده وقت الشدة...أنا من(3) شهور اللحمة ما دخلتش بيتي، وأولادي صغيرين وعايزين يتغذوا، والمفروض الحكومة والريس يهتموا بينا ويشعروا بينا."
القانون يجرّم رفع علم غير علم الدولة في الشارع
ومن جانبه أكد الناشط الحقوقي "ممدوح نخلة"- رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان- أن الأشخاص الذين يقومون برفع علم غير العلم المصري على أرض "مصر" يخترقون المجال العام المصري، وينتهكون سيادته الوطنية، وأنهم يجب أن يعاقبوا بالحبس وفقًا لنص المادة الرابعة من القانون (144) لسنة 1984 م الخاصة بالعلم المصري، حيث تنص المادة على أنه "يُعاقب كل من أسقط أو أعدم أو أهان بأي طريقة كانت العلم المصري أو شعار لجمهورية مصر العربية، وكان ذلك علنًا أو في مكان عام أو مفتوح للجمهور، بالحبس مدة سته شهور، وبغرامة لا تزيد عن مائتين جنيه."
وأكد "نخلة" أن الذين يرفعون علم سعودي أو إسرائيلي على أرض "مصر" إنما يسقطون ويهينون علم بلدهم معنويًا أمام الكل، وعلى السلطات المصرية في حال علمها بهذه الإنتهاكات أن تتخذ اللازم، وتقوم برفع هذه الأعلام، وإلا تكون متواطئة مع هؤلاء الأشخاص.
وألمح "نخلة" أنه سيقوم برفع جنحة مباشرة على أي مؤسسة عامة أو خاصة ترفع علم سعودي أو أي علم آخر على أرض "مصر".
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الرصد لهذه الظاهرة كانت بحداثق المعادي، وشارع 9 ، بجوار مترو الأنفاق وما بعدها، وأيضًا شارع "حسن بكر" بحداثق المعادي.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19172&I=474