نادية كاظم
بقلم: نادية كاظم
العراق البلد العريق بالحضارة ، مازال يئن من نير الظلم الذي وقع عليه من كل حدب وصوب ، ابتداءا من الدول العظمى وانتهاءا بالدول الصغيره المجاوره التي كانت ولا تزال تعيش من خيرات العراق والتي لولا العراق لما قامت لها قائمه .
لقد اهدتنا تلك الدويلات مقابل خيراتنا الكثير من السيارات المفخخه والمجرمين القتله الذين ذبحوا العراق واهل العراق من الوريد الى الوريد حسدا وخوفا من ان ينهض العراق بعد حروب الدمار التي خاضها بقيادة الطاغية المستبد ،ليعيش عهدا ديمقراطيا جديدا تسوده العدالة والحرية وينعم بالخيرات العظيمه التي وهبها الله في كل شبر من ارضه ، فكل ذرة تراب من ترابه ثراء متنوع الخيرات ، ابتداءا من النفط والمعادن الثريه والاثار القديمه التي لا تزال في رحم الارض المعطاء علاوة على ذلك خصوبة ارضه وغزارة مياهه وانتهاءا بالانسان المبدع فيه .
لقد كشفت تلك الدول عن اطماعها بوجه سافر وبلا حياء ، فايران المسلمه تريد من العراق تعويضات الحروب التي قام بها الطاغية الذي دمّر العراق وقتل عباقرة العراق وزج بشبابهم في حروب هوجاء احرقت الاخضر واليابس وبدون رغبة وارادة شعبه ، وسفّر الابرياء بحجة التبعيه الايرانيه بعد ان استولى على ممتلكاتهم ولم يكتف بذلك فقام بحجز فلذات اكبادهم ودفنهم احياءا في المقابر الجماعيه،فاصبح في كل بيت نائحه ، وامتدت يده الخسيسة على الشعب الكردي في انفاله السيئة الصيت ، ولم ينج من بطشه حتى اقرب المقربين اليه من عشيرته وال بيته . فزرع الخوف في قلب كل عراقي صغيرا كان ام كبيرا ، فعانى الشعب ماعانى من ظلمه وجبروته .
فالجارة ايران تطالب الحكومه العراقيه الحاليه بدفع فاتورة تلك الحرب الحمقاء التي لا ناقة للشعب العراقي فيها ولا جمل بدفع الف مليار دولار من لقمة عيش شعبنا المظلوم الذي لا زال يعاني من الفقر والتشرد والمرض. فليس من الانصاف ان تقتص ايران من الشعب المظلوم بدل ان تمد له يد العون والمساعده له للتعبير عن حسن الجوار والرابطه الاسلاميه ، لا ان تعاقبه على حماقة رئيس ذهب الى مزبلة التاريخ فتطالبه بتعويض مالي هو احوج مايكون اليه ، فمن يعّوض ملايين الارامل واليتامى والثكالى التي خلفتها حروب المجرم لتلك السنوات السوداء التي عصفت بشعب العراق ؟
والمؤلم ان ايران تتدخل بالشأن العراقي بشكل سافر ، بضربها القرى الحدوديه الامنه في كردستان العراق ومحاولتها زرع الفتنة والتفرقة الطائفيه بين العراقيين من خلال السموم التي تبثها في كتبها التي تتصدر مكتبات العراق التي تنبش فيه التاريخ فتؤكد على احداث عفى عنها اصحابها ان صحت تلك الوقائع والاحداث ، فماذا تريد ايران من احياء تلك الخلافات من ابناء العراق النجباء الا التقاتل والبغضاء ؟
ان احتلال ايران لبعض حقول ابار النفط العراقيه وتحويل مجاري مياه الانهار التي تنبع من الاراضي الايرانيه والتي كانت تصب في الاراضي العراقيه ، لهو الدليل الواضح على الاطماع الايرانيه في خيرات العراق .
رغم كل هذا صدرت ايران للعراق المخدرات والادويه المنتهيه الصلاحيه والاغذيه الفاسده ، امعانا منها بتدمير العراق كي لا تقوم له قائمه ليقف في مصاف الدول المتحضره .
اما الكويت فقد كانت خلف حروب صدام مع ايران تمده بالمال ويمدها بالبنين، وبعد ان اختلف البائع والشاري اقتص منها فدخل اراضيها لتصفية حساباته ، فامتدت ايادي العرب (الغيارى ) لنجدتها ففتحوا الارض وشقّوا البحر( للغزاة الكفرة ) كما يسمونهم لحد هذه اللحظة والى ابد الابدين والذين اصبحوا سندهم المنيع (من دون الله ) في غزو العراق ، وامتدت الايادي المجرمة من كل ارض الاسلام تقتل المسلم والمسيحي والصابئي وتشرد وترّوع وتيتم اطفال العراق ، نعم لقد اصبح القتل بلا هويه هو شعار التكفيريين ، فكل عراقي دمه مباح ، لقد صبّت الكويت كل حقدها الدفين على صدام بأهل العراق ، فحوصر الشعب البرئ سنوات عديده وذاق مرارة الجوع والحرمان . وعندما سقط الطاغيه ،انتقمت منهم بشخص صدام ، ونسيت رابطة الدم والدين والتاريخ والجوار ،نسيت كل ما يمكنه ان يطفئ لهيب الحقد ،ولم تكتف بهذا بل طالبت العراق بدفع ثمن جرائم صدام ، فأي عدل هذا ؟ واين الحكمة فيما يصنعون ؟
اما الجاره المسلمه تركيا فلقد امتدت يدها الى العراق لقصف شمال العراق بين فترة واخرى بحجة متابعة فلول حزب العمال التركي داخل الاراضي العراقيه ، اضافة الى ذلك قامت بتحجيم كمية المياه لنهري دجله والفرات من خلال انشاء عدد من خزانات المياه من اجل تصحير ارض العراق .
ان اصرار ايران وتركيا والكويت على مواقفها العدوانية تلك ومطامعها في خيرات العراق قد تولّد حروبا اخرى لا سمح الله ، فعين الحكمة ان تغلقا ملف صدام القذر والى الابد ، وتنظرا الى المستقبل نظرة ايجابية كي تسير عجلة الزمن بالعراق العظيم الى الامام ليعم خيره على الجميع.
ان الدول الاوربيه (الكافره ) تهب لنجدة اية دولة تتعرض لازمة اقتصاديه او كارثة طبيعيه ، حتى وان كانت تلك الدوله ليست من منظومتها فمتى نسمو باخلاقنا ، لتصبح الوحدة الانسانية هدفنا في الحياة؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=19221&I=475