بقلم: عصام نسيم
قام المسيح... فكيف للموت أن يمسك رب الحياة؟؟
قام المسيح... فكيف لا يقوم وهو رب وواهب الحياة؟؟
قام المسيح... فهو الحق والقيامة والحياة.
بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية، فبعد الانكسار جاءت بالانتصار وبعد الاحزان جاءت بالفرح وبعد الضعف جاءت بالقوة.
فالقيامة انتصار :
فقد كان هناك مشهدان قبل وبعد القيامة الفرق بينهم عظيم, المشهد الأول فيه المسيح يُذل يهان يضرب يلكم يبصق عليه يحمل صليبه ويصلب ويموت موته شنيعة وسط سخرية واستهزاء الجميع.
والتلاميذ خائفون هاربين يخشون اليهود واستمروا هكذا في العُليّة وسط حالة من الذهول وعدم تصديق ما حدث ولكن تأتي البشارة بالقيامة المجيدة من مريم المجدلية تعلن انتصار رب المجد على الموت وتعلن أن طريق الآلام كان نهايته ليس الصليب فقط ولكن كانت القيامة المجيدة فقد قام المسيح معلناً الصرخة الخالدة
أين شوكتك يا موت؟؟ أين غلبتك يا هاوية؟؟
والقيامة أيضاً فرح بعد حزن:
لقد قال رب المجد لتلاميذه (الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح.. أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح (يو 20:16).
فقد كان التلاميذ حزانى بعد أن صُلب رب المجد معلمهم وراعيهم، ولكن العالم كله قد فرح بهذا الصلب وهذا الموت الخلاصي فبه خلص العالم من خطية إبليس وأصبح ليس هناك سلطان للموت للإنسان المؤمن بالسيد المسيح لينعم بخلاصه المجاني.. ولكن حزن التلاميذ لم يستمر بل تحول إلى فرح, ولكن كيف تحول إلى فرح؟ تحول الحزن إلى فرح بخبر القيامة المجيدة وعندما رأوا السيد المسيح له المجد قائم من الأموات ويقف أمامهم ليملأ الفرح الإلهي قلبهم وينعمون بالسلام الإلهي من السيد المسيح نفسه.
((ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم.20 ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه. ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب)) يو 19:20.
ففرح التلاميذ لم يكن فرح عادي يزول بزوال الموقف ولكنه فرح استمر معهم طوال حياتهم بل وأصبحوا يعطون هذا الفرح لكل من حولهم أيضاً وهكذا دائماً من ينعم بأمجاد القيامة يعيش في أفراح وبهجة مستمرة مصدره رب المجد نفسه.
القيامة قوة:
القيامة قوة لم تغير حياة التلاميذ فقط بل قوة غيرت العالم كله فبقوة القيامة خرج صوت التلاميذ وأقوالهم إلى أقاصي المسكونة كلها وبهذه القوة تغير العالم كله وأصبح الإيمان بالسيد المسيح وبموته وبقيامته يملأ العالم كله في سنوات قليله بلا أي قوة مادية ولكنها فقط قوة القيامة وكما يقول بولس الرسول (لأعرفه وقوة قيامته في 10:3).
القيامة رجاء:
فقد كانت القيامة رجاء للأرواح البارة التي ماتت في العهد القديم عليى رجاء هذه القيامة ليتحرروا من قبضة إبليس ومن ظلمة الجحيم وكما نردد في تسبحة القيامة (المسيح قام من بين الأموات بالموت داس الموت والذين في القبور انعم لهم بالحياة الأبدية).
كذلك أصبحت القيامة رجاء لكل إنسان خاطئ ليقوم ويحيا مع المسيح وكما يقول الرسول بولس (استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح.. أف 14:5) فقد أعطانا السيد المسيح بقيامته رجاء باقي لنا نعيش به لنسلك في قيامة مستمرة من موت الخطية.
وأخيراً القيامة هي رجاء كل إنسان مؤمن يعيش على أمل أن يقوم كما قام المسيح في نهاية العالم، فقد قيل على السيد المسيح (ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.... ا كور 20:15,,, أيضاً يقول المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه... ا كور22:15.
فالسيد المسيح هو باكورة الراقدين من حيث أن قيامته لا يكون بعدها موت وقيامه بجسد ممجد وقيامة أبدية ويقول عنها بولس الرسول (عالمين إن المسيح بعد ما أقيم من الأموات لا يموت أيضاً. لا يسود عليه الموت بعد رو 9:6).
وهكذا القيامة هي انتصارنا وقوتنا وفرحنا ورجاءنا، والرب قادر أن يجعلنا جميعاً نحيا أفراح وأمجاد هذه القيامة المجيدة.
ولكل مسيحيي العالم نقول:
إخرستوس انيستي أليثوس انيستـي
المسيـــح قام بالحقيـقة قـام
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=1924&I=52