إذا فسد الميزان اختل الاتزان

مجدي جورج

فى أزمة المحامين والأزمات الأخرى
بقلم: مجدى جورج
قيل في الامثال ان السمكة تفسد من رأسها والفساد انتشر فى مصر بدرجات مخيفة حتى اننا وصلنا فى معدل الشفافية الى المركز 111 من بين 180دولة  وهذا الترتيب يظهر مدى انتشر الفساد والمحسوبية والرشوة والواسطة ...الخ.
وسبب أزمة المحامين المشتعلة حاليا مع القضاة  من وجهة نظرى هو الفساد المستشرى فى البلاد حيث ان الازمة المشتعلة حاليا سببها الاساسى الفساد الذى جعل المحامى إيهاب محمد ساعى الدين المتهم بالتعدى على مدير نيابة ثان طنطا  باسم محمد عبدالسميع أبوالروس والمحكوم عليه الان بخمس سنوات  يحرم من مكانة افضل من مكانته كمحامى حيث انه كان  من الاوائل على دفعته فقد حصل على الترتيب الخامس على دفعته وكان لديه امل ان يكون وكيل نيابة بينما مدير النيابة باسم ابو الروس حاصل على مقبول والواسطة هى التي أوصلته الى هذه المكانة وعندما دخل المحامى إلى مدير النيابة لأمر ما لقي معاملة سيئة من الأخير فما كان منه الا إن احتد على ابو الروس معايرا اياه بان الواسطة هى السبب التى جعلته يصل الى هذه المكانة التى لا يستحقها.

طبعا لان المنظومة كلها فاسدة فالكل تكاتف ووقف مع مدير النيابة ضد هذا المحامى وضد زميله الذي استنجد به وبسرعة البرق صدرت ضدهما الاحكام ولكن لان هذا المحامى لم يستسلم ولانه من اصحاب الصوت العالى فقد نجح فى تحويل الامر الشخصى الى قضية تهم كل المحامين وانتقل الامر من طنطا الى كافة النقابات الفرعية للمحامين فى كل مكان واعلن الجميع عن تضامنهم مع زميليهما المهددان بالسجن.
قلنا منذ فترة طويلة ان قضائنا ليس عادل وقلنا انه متحيز وان ميزان عدالته مختل  قلنا كل هذا عندما واجهناه نحن كاقباط ولكن لم يسمع لنا احد.
واجهنا هذا الميزان المختل فى الكشح حيث قتل 21 قبطى بدون ان يعدم احد وكانهم قتلوا انفسهم بانفسهم. واجهناه فى سمالوط عندما حكم القاضى على المسلم قاتل القبطى بسنة مع ايقاف التنفيذ اى البراءة.واجهناه عندما وقفت مريم راجى المتهم باهانة وكيل نيابة وذلك عندما قام القاضى بضربها على وجهها وقام باتلاف سى دى يحوى معاكسة وكيل النيابة هذا لها على تليفونها المحمول.

واجهناه عندما قال احد القضاة لاحدى المتنصرات انه لو كان بحوزته سكين لقطع رقبتها فى الحال.
لم نواجه القضاء المتعصب  والفاسد والغير عادل فقط بل واجهنا الشرطة وقلنا انها فاسدة ايضا واجهناها فى  مسلسل الاسلمة وخطف القاصرات واجهناها فى تعنتها فى بناء الكنائس واجهنها  عندما قام  احد المخبرين بقتل الشاب القبطى ملاك سعد عزيز بقرية تتا بالمنوفية  ولم نسمع عن اى محاكمة للمخبر الذى قتله الى يومنا هذا .واجهنا الشرطة فى الاف المواقف وفضحنا توجهاتها ولم يسمع لنا احد.

واجهنا كل هذا وحدنا وقلنا لأهلنا وجيراننا من المسلمون هلم نواجه الفساد معا هلم نصلح بلادنا معا  ولكنهم تركنا نواجه كل هذا وحدنا ظنا منهم انهم بمناي عن هذه الامور وان هذا لن يطولهم ابدا ولكن للاسف كانوا مخطئين فى حساباتهم  فقد  جاء الدور عليهم فبالامس هاهى الشرطة تقتل بدم بارد الشاب المسلم  خالد سعيد من الإسكندرية وترمى بجثته امام منزل ذويه  .واليوم  هاهي العدالة التى قلنا انها غير عادلة تتكاتف لتقف ضد المحامين وتصدر احكام سريعة على اثنين منهما وهاهم المحامون يرفعون اللافتات التي تقول "اذا فسد الميزان اختل التوازن " و"اذا فسد الوازن اختل التوازن" وقد بح صوتنا فيما سبق بالقول ان القضاء فى مصر ليس نزيه ولا يعرف معنى العدالة  وها هم المحامون بأنفسهم  فى كل ارض مصر يرفعون اللافتات التى تقول هذا كى تدرك مصر كلها ان الأقباط كانوا على حق .

Magdigeorge2005@hotmail.com
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع