عماد توماس
• القس رفعت فكري: أنا ضد الطلاق حتى لعلة الزنا في حالة توبة المخطئ، لكننا أمام مشكلات حقيقية تحتاج إلى حل.
• كلام "المصري اليوم" مبالغ فيه.. لا يوجد أصلاً مشروع للقانون، فحتى الآن لا يوجد غير سببين للطلاق هما علة الزنا وتغيير الدين.
• أيهما أفضل للمخطئ؟ أن يتزوج مرة ثانية أم نقول له لا تتزوج ويتحول إلى الإسلام أو يزني؟
• هل نطالب من لا يعرف طريق الكنيسة أو يذهب إليها في المناسبات فقط أن يعيش ويطبق محبة المسيح.
أجري الحوار: عماد توماس – خاص الأقباط متحدون
تعقيباً على ما نشرته جريدة "المصري اليوم" يوم السبت 11 أبريل 2009 تحت عنوان "الكنيسة الإنجيلية تعتمد قانوناً جديداً لزواج المطلقين مايو المقبل.. واستحالة العشرة ضمن أسباب الطلاق" ولإزالة اللغط الحادث حول هذا الخبر إلتقى "الأقباط متحدون" مع القس رفعت فكري -السكرتير الثاني لسنودس النيل الإنجيلي وراعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف، في حوار خاص لتوضيح صحة أو كذب هذه الأخبار المتواترة، وفي هذا الحوار يعرض القس رفعت فكري خفايا ما حدث في المؤتمرين الذين عقدهما السنودس بشأن مشروع القانون المقترح للطلاق والزواج الثاني في الكنيسة الإنجيلية، وتكوين لجنة عليا للبت في المشاكل الزوجية المطروحة، وموقف "الأطفال" في حالة انفصال الزوجين.
** قسيس رفعت... كيف بدأتم التفكير في مشروع قانون للطلاق والزواج الثاني في الكنيسة الإنجيلية؟
* لا بد أن نعترف أن هناك مشكلة في العلاقات الزوجية وعدد كبير من المسيحيين لديه خلافات مع الأسر، ومشروع القانون الموحد للطوائف المسيحية لم تبت الدولة فيه، والكنيسة الأرثوذكسية تقوم بتغيير لائحتها فغيرت لائحة 38 ومنذ شهرين أضافوا الزنا الحكمي لأسباب الطلاق، ففكرت الكنيسة الإنجيلية في دراسة هذه المشاكل الواقعية ووضع حلول لها، ولأن الكنيسة الإنجيلية ديمقراطية لا يمكننا أخذ قرار فوقي لذلك قمنا بعقد مؤتمرين الأول في بورسعيد والثاني في القاهرة.
** من كان المدعوين في المؤتمرين؟
* الدعوة وجهت للجنة التنفيذية للسنودس (رئيس السنودس، السكرتارية، الأعضاء، رؤساء المجالس)، وطلبنا من كل مجمع أن يرسل 3 أشخاص يكونوا ممثلين لكل أطياف الكنيسة "إمرأة، علماني، شيخ" لم يحضر كل الناس بالطبع، حضر عدد قليل، وفي مؤتمر كلية اللاهوت بالعباسية قدم البعض أوراق بحثية، مثل ورقة الدكتور القس صفوت البياضي عن "الأحوال الشخصية للطوائف المسيحية والنظرة الإنجيلية الكتابية" وقدم الدكتور القس إكرام لمعي ورقة عن "الزواج والطلاق في المسيحية - رؤية لاهوتية كتابية" وقدمت الدكتورة نادية حليم ورقة بعنوان "الأسرة في مهب الريح" بالإضافة إلى ورقة الدكتور القس منيس عبد النور وورقة الدكتور القس مجدي صديق أستاذ العهد القديم بكلية اللاهوت الإنجيلية.
** الأسماء التي ذكرتها معروف عنها أنها تؤيد هذا القانون المزمع اعتماده؟
* مؤتمر بورسعيد قُدمت فيه كل الآراء وكان هناك معارضة كبيرة سواء من المنصة أو الحضور، وفي مؤتمر القاهرة الذي عُقد في كلية اللاهوت فتحنا الموضوع للباحثين والمتخصصين بالأسرة ولم نصدر قرار أو قانون، ولا حتى مشروع قانون.
** ماذا عن ما نُشر في صحيفة "المصرى اليوم" باعتماد الكنيسة الإنجيلية لقانون جديد لزواج المطلقين في مايو المقبل؟
* هذا كلام مُبالغ فيه ولا أعتقد أن القس صفوت قال ذلك، ربما محرر المصري اليوم فهم ذلك لكن هذا لم يحدث، فلا يوجد أصلاً مشروع للقانون، فحتى الآن لا يوجد غير سببين للطلاق هما علة الزنا وتغيير الدين، لكن في نفس الوقت نحن نناقش الموضوع وندرسه، السنودس "المجمع الأعلى للكنيسة المشيخية" يتكون من 8 مجامع في محافظات مصر، المجامع تتكون من الكنائس والكنائس بها مجالس، المجامع تدرس الموضوع وترسل نتيجة المناقشات للسنودس وفي النهاية رأي الأغلبية يُطبق.
** متى يتوقع الإنتهاء من هذا المشروع؟ وهل سيكون ملزم –في حالة الموافقة عليه- للمذاهب الإنجيلية الأخرى؟
* ليس أقل من سنتين، لأننا سننشر الأبحاث في كتاب وسوف يصل هذا الكتاب للمجامع للدراسة وتعود الآراء للسنودس الذي يقوم بناء على الدراسات التي وصلته بإصدار القرار، نحن ككنيسة مشيخية غير مسؤلين عن أي مذاهب إنجيلية أخرى، نحن نتحدث على مستوى السنودس الإنجيلي فقط، السنودس سيعرض المشروع على المجلس الملي ومتوقع أن يجد معارضة، تشكيل المجلس الملي به أغلبية من الكنيسة المشيخية، ومن المتوقع في النهاية أن يوافق عليه المجلس الملي.
** لماذا إذاً وافقت الكنيسة الإنجيلية على القانون الموحد للأحوال الشخصية للطوائف المسيحية؟
* القانون ضعيف جداً وركيك، واضح فيه احتواء قوي للبابا شنودة لرؤساء الطوائف المسيحية الأخرى، وفيه بند خاص بموضوع التبني والإصرار عليه يبدو أنه أحد الأسباب لعدم قبول المشروع لأنه يتعارض مع الشريعة الإسلامية، المشروع ركيك فيه عبارات وعظية، وعبارات تقلل من شأن المرأة، بالإضافة لبعض المصطلحات التي تحتاج لتحديد وتوضيح مثل مصطلح "الصلاح" و"الرضا" و"حالة مريبة" و"سوء السلوك" وأعتقد أن من قام بتمثيل الطائفة الإنجيلية لم يكونوا على المستوى المطلوب.
** بعض المؤيدين لهذا المشروع يخشون من فكرة وجود اللجان كنوع من الوصاية على الناس؟
* قوانين الزواج مرتبطة بالدولة والكنيسة فالعقد مدني وكنسي، يوجد توجه داخل السنودس مع الدولة المدنية لكننا لسنا في دولة دينية ولا مدنية، إذا رفضت الوصاية فلا بد أن تكون في دولة مدنية، ولدينا قرن من الزمن حتى نصل لذلك، لذلك نحن فكرنا في إنشاء لجنة عليا ستكون ممثلة لكل قطاعات المجتمع، تتكون من رجال قضاء، ومحامين، وأطباء نفسيين من رجال ونساء، هي لجنة عليا يختارها السنودس أعتقد أنها بنسبة كبيرة ستكون محايده، تدرس كل مشكلة على حدة وإذا وجدت هذه اللجنة أن هؤلاء وصل بهم الطريق إلى طريق مسدود تعطيهم طلاق.
** هل ستعطي اللجنة "زواج ثاني" للطرف المخطئ أم غير المخطئ؟
* أنت لن تستطيع بسهولة أن تعرف الطرف المخطئ من غير المخطئ، إذا افترضنا هناك طرف مخطئ، أيهما أفضل أن يتزوج مرة أخرى أم نقول له لا تتزوج ويتحول إلى الإسلام أو يزني، الكنيسة دورها أن تحتوي الناس الضعفاء، إذا كان ذلك خطية فهو مسئول أمام الله، نحن نرتكب كل يوم العديد من الخطايا فالزنا خطية والنظرة الشريرة أيضاً خطية.
** ماذا عن الأطفال بعد انفصال زوجين؟
* هذه مشكلة حقيقة، هناك قوانين للتعامل مع الأطفال بداية من سن الحضانة، أؤكد لك أن الطلاق ليس حلاً، أنا ضد الطلاق حتى لعلة الزنا في حالة توبة المخطئ، لكننا أمام مشكلات حقيقية تحتاج إلى حل، هذه اللجنة اختيار الطلاق سيكون بالنسبة لها أهون الشرين، وأفضل البدائل المتاحة.
** أحد قراء موقع "الأقباط متحدون" قال تعليقاً على الخبر المنشور بالمصري اليوم "هل يُعقل أن من يعرف محبه المسيح لا يحب أقرب الناس له ويتحمل زوجته"؟
* المسيح في كلامه للتلاميذ قال أن ليس كل الناس ستفهم هذا الكلام، فمن يعيش الحياة المسيحية هو من يفهم ويطبق المحبة المسيحية، فهل نطالب من لا يعرف طريق الكنيسة أو يذهب إليها في المناسبات فقط أن يعيش ويطبق محبة المسيح؟!!
** سؤال أخير... متى سينعقد السنودس الإنجيلى ومَن المرشحين لرئاسته؟
* السنودس سينعقد هذا العام في المنيا يوم 11 مايو، والمرشحين للرئاسة هم القس سليمان صادق عن مجمع القاهرة، والقس محسن منير والقس ناجي ابراهيم من مجمع أسيوط.
من ناحية أخرى في لقاء سريع لـ "الأقباط متحدون" مع الدكتور صفوت البياضي، نفى صحة الخبر المنشور بجريدة المصري اليوم.
http://www.copts-united.com/article.php?A=1927&I=53