مايكل فارس
•فوجئت بطلب من بطرك الروم الأرثوذكس بأن أقدم استقالتي متحججًا بـ"سوء الإدارة"، فقلت له: ياغبطة البطرك حسب دستور المجلس إن الأمين العام ينتخب لمده (4) سنوات.
•بطرك الروم قال: "مش مهم الدستور"(دستورمجلس كنائس الشرق الأوسط).
•من تسبب في المشكلة هو من يحلها، فإن كان للبطرك مطالب فوق دستور المجلس ننفذها أم نحترم الدستور.
•كنائس المجلس تشارك بـ(64) ألف دولار، من ميزانية مليون و(200) ألف دولار تمويل من الخارج.
•في اجتماع هام سنة 2009، لم يحضر بطرك الروم الأرثوذكس، وفوجئت برسالة مِن مَن يمثله يطلب فيها إقالة اللجنة المالية، وإقالة الأمانة العامة للمجلس.
•بعد الأزمة المالية العالمية، دافع عنى المطران "جورج صليبا" من الكنيسة السريانية، قائلا: وما ذنب الأمين العام إذا قل التمويل؟
أجري الحوار: مايكل فارس - خاص الأقباط متحدون
لم يكن انسحاب الكنيسة القبطية من مجلس كنائس الشرق الاوسط قرارًا بلا عشوائيًا بل أسباب أو مقدمات، فالإهانات المتكررة التى تعرضت لها الكنيسة القبطية من بطريرك الروم الأرثوذكس، ومحاولاته لإضعاف المجلس، وضربه عرض الحائط بدستور المجلس، وإهانته الأخيرة للأنبا
"بيشوي"...الخ، كلها من الأسباب التى دفعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لاتخاذ هذا القرار.
ولكشف الحقائق، وإلقاء الضوء على هذه الأسباب وغيرها، كان لنا مع الدكتور "جرجس صالح" – أمين عام المجلس - هذا الحوار:
* ماهي الأسباب الحقيقية لأزمة انسحاب الكنيسة القبطية من مجلس كنائس الشرق الاوسط؟
- بداية أشكر صحيفة "الأقباط متحدون" لإهتمامها بالموضوع؛ وأنا لم أتحدث لأي صحيفة منذ تفاقم الأزمة 20 ابريل الماضي، وهذا أول حديث يصدر عني بذلك.
أنا عملت أكثر من ستة سنوات كدورة أولي، وبالإجماع أخذت دورة ثانية، وأعلم ما هي حقيقة تعطيل رسالة المجلس من البعض.
أولاً - تولي البابا "تاؤفيلس" بطريرك الروم الأرثوذكس رئاسة المجلس في عام 2007، وكان الصدام الأول بيني وبينه في الإجتماع الذي عُقد في "انتلياس" مارس 2004، حيث قلت أن هناك توصية من الجمعية العامة أن الرؤساء الفخريين مثل قداسة البابا "شنودة"، والدكتور "سليم صهيوني"، والأنبا "يوحنا قلتة"، والبطرك "زكا" بأن يكون لهم دور ولقاء كل فترة، ولو عقدت اللجنة التنفيذية في البلد الداعية مثل "لبنان" أو "مصر" أو "سوريا" يحضرون تلك اللقاءات، ولكني فوجئت ببطرك الروم ثار جدًا ورفض هذه التوصية، وقال: لو تم ذلك سيكون هذا "النادي المصري" ويشهد علي ذلك الدكتور "صفوت البياضي" لأننا رددنا وقلنا: كيف يكون "نادي مصري"؟ فهناك فترة تكون فيها الإستضافة لـ"مصر"، وتارة "لبنان" و"سوريا"، وهكذا.
وطالب الكاثوليكوس بحذف التوصية وحذفتها، وكنت غير مستريح لذلك؛ لأننا كنا سنستفيد بخبرات هؤلاء الرؤساء الفخريين.
الصدام الثاني، بعدما حدد البطرك اجتماع بعد اجتماع اللجنة التنفيذية في مارس 2008 في "انتلياس" بـ"لبنان"، وكانت رغبته فى أن يكون الإجتماع التالي بـ"قبرص" فرفضت؛ لأن الظروف المالية لم تسمح بذلك، وأقترحت أن يكون بـ"لبنان"، وفوجئت بإتصال هاتفي من البطرك شديد اللهجة، وبه هجوم علي ذلك، وقلت فيها إنه ليس قرارًا ولكنه تشاور مع رؤساء المجلس، واقترح الكاثوليكوس أن يكون الإجتماع في ضيافته، وكذلك المطران "بولس مطر" ممثل الكنيسة المارونية بـ"لبنان" اقترح بأن تكون بضيافته أيضًا، والدكتور "صفوت البياضي" اقترح أن يكون الإجتماع بـ"مصر"، وكان في ذلك الوقت المجلس يدفع تذاكر السفر للحضور، واقترحت أن تتحمل الكنائس مصاريف السفر للمثليها، ورسخت مبدأ أن كنيسة "قبرص" تستضف إجتماع اللجنة التنفيذية، وقبلت ذلك مشكورة.
* هل تصاعدت الأزمات مع المطران بعد ذلك؟
- نعم، حيث بدأت منذ نوفمبر2008 الازمة المالية العالمية، والتي تأثر بها المجلس، واجتمع وقتها "الممولون" وطالبوا بمشاركة أكثر من الكنائس الأعضاء من حيث التمويل بحيث تزداد قيمة "اشتراك العضوية" للكنائس كأن تغطي الكنائس 30% من ميزانية المجلس، ويدفع الممولون الباقي، وكل كنيسة تدفع حسبب عدد أعضاءها، وكان اشتراك العضو في الكنيسة (300) دولار، ثم رفعناه ليكون (500) دولار، ورفعناه مرة أخري لتدفع كل كنيسة ممثلة (18) ألف دولار مقسمة علي أربع عائلات كنسية (الكنيسة القبطية مثلا ستة آلاف، والارمينية ستة آلاف، وهكذا) فتكون مشاركة الكنائس (64) ألف دولار، وهذه نسبة ضئيلة بالنسبة لميزانية المجلس، وهي مليون و(200) ألف دولار.
* من أين تأتي ميزانية المجلس؟
من تبرعات أشهرها تبرعات كنيسة "السويد"، والألمانية اللوثرية، والفلندية، وهي كنائس تمول النشاطات المسكونية، بالإضافة للجمعيات المهتمة بالنشاطات العالمية، وقضايا حقوق الإنسان.
* هل طلبات الممولين إذن هي التي أثارت الخلافات؟
ليس بالضبظ، فهم أرادوا أن يشعروا بمشاركة الكنائس حتي لا يظهروا إنهم يتلقون التمويل فقط، ومنذ نشأة المجلس منذ عام 1974 لم تدفع الكنائس تمويلًا، وكان يأتي التمويل من الخارج، ثم تأتي وتطالبهم بذلك...سيكون إرهاق مادي بالنسبة لهم.
* ما هي الأسباب الحقيقية والأزمات التي أدت لضعف المجلس؟
- اهمها التمويل، بالإضافة إلي أن الإهتمام بنشاطات العمل المسكوني نفسه قلت لدي الدول والكنائس عن سابقتها في السبعينيات والثمانينيات، وكل المؤسسات المسكونية كذلك، مثل مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس أوروبا.
والأزمة الثانية إنه منذ عام 1975، كان هناك مشروع إعمار "لبنان"، وكانت التمويلات تاتي "غير محدده الصرف"، وكان المجلس يحدد أوجه صرفها؛ وفقا للمتطلبات، مثل أنشطة الشباب، وبرنامج الحوار الإسلامي المسيحي، وبرنامج حقوق الإنسان، والآن تأتي التمويلات محددة لنشاط معين، الأمر الذي جعلنا نصرف منها علي المرتبات.
الأزمة الثالثة إن عدد الموظفين كان كببرًا، والمصروفات علي الشئون الإدارية كانت باهظة حيث تكلّف 60% من الميزانية، وقالوا: لا يجب أن تزيد عن 30% ، ولكن هذا كان قبل مجيئى، وأنا لم أعين أحدًا غير سكرتيرة في أحد أقسام الدياكونية "العدالة الإجتماعية"..ثم جاء قرار بالإستغناء عن بعض الموظفين بقرار من لجنة الإدارة والمال، وتأكيد من اللجنة التنفيذية جعلتهم يختاروا من لا يريدونه حتي لا يُقال أن الأمين العام للمجلس هو من اختار موظفين، وأبقي علي موظفين، فكان القرر للجنة التنفيذية.
وحدّدنا إجتماع 15/7/2009؛ لتحديد الموظفين، وبحث أزمة التمويل، ولكن بطرك الروم الأرثوذكس لم يحضر، وففوجئت برسالة مِن مَن يمثله يطلب إقالة اللجنة المالية، وإقالة الأمانة العامة للمجلس أي الأمين العام، وباقي الأمناء الفرعيين، وطلب أن يتم قراءة الرسالة قبل الإجتماع، ولكنه لم يناقش وتم رفضه، وبحثنا كيفية إيجاد مصادر تمويل وتخفيف عدد العاملين.
وجاءت الأزمة الأخري بعد الأزمة الإقتصادية العالمية، حيث نسقت مع الكاثوليكوث "آرام"، ومع المطران "بولس مطر"، ومع الدكتور "صفوت البياضي"، وأرسلت لمطران القدس لعقد اجتماع ولكنه لم يحضر، وأرسل مندوبًا عنه وليس رئيسًا لكنيسة، وهذا مخالف لدستور المجلس، ولكن احترامًا له جلس المندوب مع الرؤساء لبحث الأزمة.
وقال لي رؤساء الكنائس: إنه منذ 15 يناير 2009 يريد البطريرك "ثاؤفيلس" بطريرك الروم الأرثوذكس، أن يقيليني من المجلس.
ونستكمل باقى الحوار فى الجزء الثاني
http://www.copts-united.com/article.php?A=19309&I=477