مصر.. العاصمة المستقبلية للتصميم وصناعة الأثاث العالمية

 يدفع جيل جديد من المصممين الذين يجمعون بين الحرفة التقليدية والتصميم العصري مصر لأن تصبح عاصمة مستقبلية لتصميم وصناعة الأثاث

ولمصر تاريخ طويل في العمل الحرفي الذي تتناقله الأجيال داخل ورش العمل العائلية.
إلا أنه ومنذ قرون اتسمت أعمالهم الحرفية باعتماد أسلوب الزخرفة المعروف محليا باسم "لويس فاروق"، تيمناً باسم الملك فاروق، الذي كان يحظى بالشعبية إبان القرن العشرين.
 
والأسلوب المقصود هنا هو أسلوب "الملك لويس الخامس عشر" الفاخر واللافت للأنظار، والذي اتسم بالديكورات الفخمة والمنحنيات الكثيرة الغنية بالزخارف العديدة رفيعة الذوق.
 
المصممون المصريون الشباب أخذوا في التخلي عن هذا الأسلوب ، ويتجهون حالياً نحو شيئاً أقل تقييداً وأكثر انفتاحاً.
ففي الأسبوع الماضي، نظمت العاصمة المصرية القاهرة معرضاً للتصميم، برعاية المصممة الإيطالية باولا نافوني تحت شعار أسبوع التصميم المصري +20 Egypt Design، بحيث يمكنه المساعدة في تحويل القاهرة إلى "ميلانو الشرق الأوسط."
وخلال المعرض، الذي تزامن مع المعرض الدولي للأثاث والمفروشات المنزلية بين الثالث والسابع من الشهر الجاري، كانت الشركات العالمية تعرض منتجاتها جنباً إلى جنب مع التصاميم المصرية المحلية.
وقالت شهيرة فهمي، المهندسة المعمارية والمصممة لـCNN إن المصممين المصريين أخذوا بالتحول عن تقليد المنتجات والتصاميم الأجنبية إلى تطوير رؤيتهم الخاصة.
وقالت: "في الماضي كنتم ستجدون أساليب وأنماط مختلفة كلها مقلّدة، أما الآن فالبيئة تغيرت ويمكنكم القيام بأشياء جديدة، إلى حد مضاهاتها ومنافستها للغربية."
وأوضحت فهمي أن القفزة العمرانية الهائلة في دبي ومناطق أخرى في الشرق الأوسط عملت كمحفز للتجريب، ذلك أن القفزة العمرانية أدت إلى تدفق المصممين الأجانب الذين أدت تصاميمهم المتقدمة والمتطورة إلى تقدير التصاميم النوعية ذات الجودة العالية وزادت من قبول الأساليب الحديثة والمعاصرة.
وأضافت أن هندسة العمارة والتصميم الداخلي والأثاث تغيرت عما كانت عليه قبل 10 سنوات، مشيرة إلى أن هناك طلباً متزايداً الآن على المصاممين المعاصرين لتقديم شيء جديد، فالناس لم تعد تحتاج إلى أو تطلب أشياء كلاسيكية.
من جهته قال كريم مختجيان، المسؤول في ستوديو التصميم "ألكيمي" إن التصميم المصري بدأ يطور نفسه وهويته المستقلة الخاصة به، مضيفاً أنه لا يعلم ما إذا كان لدى المصريين أسلوبهم التصميمي الخاص، إلا أنه أكد "هناك قصة محددة وخاصة تنبع من المنطقة يمكن تقديمها.. ذلك أن مصر، من الناحية الثقافية، غنية جداً بالعديد من العناصر، ولا فهناك إمكانية كبيرة جداً فيما يخص التصميم."
وقال كريم وشهيرة إن النجاحات الأخيرة في تصميم المفروشات والأثاث المصري يعزى إلى المجلس التصديري للأثاث، الذي ساهم في إقامة "أسبوع التصميم المصري.
رئيس المجلس، أحمد حلمي قال لـCNN إن المجلس كان يعمل على تحديث صناعة الأثاث والمفروشات المصرية، التي توظف نحو 600 ألف موظف، وأنه عمل على زيادة قيمة الصناعة من 46 مليون دولار عام 2004 إلى 320 مليوناً عام 2009.