مادلين نادر
بقلم: مادلين نادر
أصبح الدكتور القس "إكرام لمعى" ضيفًا شبه دائم على الفضائيات، وفي الصحف خلال الفترة الأخيرة، ينتقل بين هذه وتلك، عارضًاَ وجهة نظره المثيرة للجدل حول قضية الزواج الثاني للمسيحيين، وفور الإعلان عن تشكيل لجنة لإعداد مشروع موحد للأحوال الشخصية لغير المسلمين، تفجرت الإختلافات، بدايةً من أنباء تحدثت عن وجود اسمه ضمن اللجنة المشكلة لإعداد القانون، وما توقعه البعض من إثارته لمشاكل قد تعطل مشروع القانون، ثم الإعلان عن تدخل الكنيسة لرفع اسمه من اللجنة.
ولا أحد يملك معرفة الحقيقة: هل كان ضمن أعضاء اللجنة أم لا؟! خاصة أن الكنيسة تنفى التدخل في اختيار الأعضاء وعمل اللجنة، بينما يؤكد الدكتور "اكرام" أن هناك تدخلًا- بغض النظر عن وجود الدكتور "إكرام" من عدمه- داخل اللجنة، لكنه صاحب موقف يدافع عنه بقوة.
إضافةً إلى مكانة الدكتور "إكرام" في الكنيسة الإنجيلية، فهو رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، وأحد القسوس المعروفين في النشاط العام، كما أن الدكتور "اكرام لمعى" من أنصار مدرسة تأويل النص الديني، وهو بذلك يصطدم - في أغلب الأحيان - مع رجال الدين الأرثوذكس، الذين يرون أن د. إكرام يخرج عن النص كثيرًا، وأن رؤيته قد تتعارض مع الكتاب المقدس نفسه.
وأدى ذلك إلى وجود حالة من عدم الإرتياح في التعامل بين الجانبين، انعكست على تصيد الأخطاء والتصريحات في بعض الموافق والتى يستغلها بعض الصحفيين لـ"تسخين الجو".
نعود إلى أبرز مواقف الدكتور "اكرام لمعي"، والتى تكشف عن آرائه، ونبدأ من رؤيته للزواج الثانى والطلاق، فهو يرى أن "سنودس النيل" الإنجيلى، يتعامل مع النص الدينى من منطلق الإجتهاد الذى أجراه المسيح فى النص عندما قال: إن الوصية من أجل الإنسان وليس الإنسان فى خدمة الوصية، وعلمنا بأن النبى "داود" أكل القربان المقدس، الذى لا يحل أكله إلا للكهنة لأنه جاع، الوصية لا تقتل الإنسان بالجوع والإحتياج، فالوصية لإسعاد الإنسان وليس لشقائهم».
ومن ثم يختلف مع الكنيسة حول مطالبة الكنيسة القبطية بمنع الطرف الزانى فى العلاقة الزوجية من الزواج مدى الحياة، خلافًا للمادة (69) من لائحة (38)، والتى تقر بأنه يجوز لكل من الزوجين بعد الحكم بالطلاق أن يتزوج من شخص آخر، الإ إذا نص الحكم على حرمان أحدهما أو كليهما من الزواج.
فمحاولة البعض لمنع الزانى من الزواج مدى الحياة - على حد رأى لمعى - أمر يتناقض مع تعاليم المسيحية، ومبدأ التوبة والغفران، فإذا كان الله يقبل التوبة أفلا تقبلها الكنيسة.
وأضاف "لمعي" في تصريحات صحفية للزميل "يوسف رامز" بجريدة الشروق: إن شروط لائحة (38) التسعة للطلاق أتت لتبعد الناس عن الزنى، بدلاً من أن تعاقبهم الكنيسة بعد أن يرتكبوه، وقال: "دور الكنيسة منع الناس من الزنى، فعندما يصدر حكم بالحبس سبع سنوات أو عشرين سنة أو أكثر على امرأة متزوجة، وزوجها شاب فى مقتبل عمره، أفلا أحكم له بالطلاق، أليست الوقاية خير من العلاج؟".
وبعيدًا عن الزواج الثانى والقانون الموحد لغير المسلمين، يؤكد الدكتور القس "إكرام لمعى" أن البروتستانت يعتبرون العذراء من أعظم الشخصيات، لكنهم لا يؤمنون بما يُقال عن معجزاتها أو ظهورها علي الأرض، أو حتي وجود شفاعة لها، مشيرًا إلي أن روح العذراء موجودة في السماء كباقي الأموات، ولا يوجد ما يدعو لظهورها علي الأرض. وأن ظهور القديسين بعد موتهم هو تراث مصري قديم، مأخوذ من الفرعونية التي صبغت أديان "مصر" كلها بعادات شفاعة القديسين، والأولياء، وزيارة الأضرحة، إضافة إلي أن مسألة ظهور العذراء بالذات كانت نوعًا من تخدير الشعب المصري عقب هزيمة ١٩٦٧.
وهذا الأمر أثار غضب قيادات الكنيسة الأرثوذكسية الذين يشددون دائمًا على أن الظهورات حقيقة غير قابلة للتشكيك، وهو أمر إلهي.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19589&I=484