نواب الوطنى والإخوان

جرجس وهيب

بقلم: جرجس وهيب 
 ونحن على أعتاب انتخابات مجلس الشعب، والتى ستجرى أواخر العام الحالي،  لابد من تقييم تجربة مجلس الشعب الماضية، وخاصةً أن هذا المجلس شهد أكبر وجود لكتلة الإخوان المسلمين فى تاريخ المجلس منذ انشائه، والمقارنة بين فكر أكبر كتلتين برلمانيتين داخل المجلس، وهما نواب الحزب الوطنى الديمقراطى-  والذين يمثلون أغلبية ساحقة داخل المجلس- ونواب كتلة الإخوان المسلمون- الذى يمثلون ثانى أكبر قوة بمجلس الشعب - ويبلغ عددهم ( 88) نائبًا.

سأبدأ بنواب الإخوان المسلمين، الذين عملوا، ويعملون بكل قوة، نحو فكرة إحياء الدولة والخلافة الإسلامية، أكثر مما يعملون لصالح "مصر" والمصريين. ويكفى أن مرشدهم السابق "مهدى عاكف" قال: "طظ فى مصر" عندما سُئل عن أى تعارض بين مصلحة مصر القومية، ومصلحة أى دولة إسلامية أخرى، فكان رده:  "طظ فى مصر"، وهم لا يمانعون من وصول مسلم ماليزي، أو أندونيسي، أو هندي لحكم "مصر"، بينما يرفضون بكل قوة وصول مسيحي مصري للحكم، ولا يوافقون على انشاء كنائس بالمدن الجديدة، ولا يسمحون بترميم الكنائس القائمة،  والكنائس التى تتهدم لا يسمحون باعادة بنائها مرة أخرى.

 هذا كلام رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان فى مجلس الشعب فى حواره مع المرحوم "مجدى مهنا" على قناة "دريم" عقب فوزهم بـ (88) مقعدًا بمجلس الشعب. ونواب الإخوان طوال السنوات الخمس الماضية، وهى عمر مجلس الشعب، لم يتبنوا قضايا المواطنين بقدر ما تبنوا قضايا الأمة العربية والإسلامية،  والقضايا الدينية الإسلامية، فطوال السنوات الخمس نظّمت جماعة الإخوان المسلمين، المئات من المظاهرات والإحتجاجات؛ من أجل فرض الحصار على الفصيل الثانى منها، وهم حماس وحزب الله. بل وصل الأمر إلى جمع مئات الملايين من الجنيهات للاخوة فى "غزة" من خلال عدد من النقابات التى تسيطر عليها الجماعة. كما نظمت الجماعة الكثير من الوقفات الإحتجاجية؛ من أجل حزب الله.

 فى المقابل من ذلك لم تحرك جماعة الإخوان المسلمين ساكنًا داخل مجلس الشعب، من أجل قضايا البطالة، والإسكان، والصرف الصحي، والغلاء، ومشاكل الفلاحين مع الأسمدة، ونقص مياة الري، وسوء حالة رغيف الخبز، ومشاكل المواصلات، وسكان القبور والعشش، وانهيار نظام التعليم فى مصر. بل انصب اهتمامهم على القضايا ذات الطابع الدينى، مثل قضية وزير الثقافة الفنان :فاروق حسني" عندما عارض فكرة ارتداء الحجاب، فأقاموا الدنيا من حوله، وجروا لثورتهم كافة فئات المجتمع من طلاب، وأطباء، ومهندسين. بل جروا الحزب الوطنى نفسه إلى الصدام مع وزير الثقافة، وفى محاولة الوزير لإرضائهم، قال كلامًا أُخذ عليه بعد ذلك فى معركة "اليونسكو".

ففى محافظة "بنى سويف" أربعة نواب للإخوان، فماذا فعلوا للمحافظة؟! لم يفعلوا شيئًا، مثلهم مثل نواب الوطني، واستسلموا لفكرة أن المسئولين لن يوافقوا لهم على أى طلبات؛ لأنهم نواب فى كتلة الإخوان. بل أن عددًا كبيرًا من مواطنى دوائر النواب، كانوا ينتظرون منهم الكثير، مما أصاب المواطنين بحالة من الضيق والضجر منهم، وأنا أؤكد أن الدولة لو تركت الإخوان يترشحون وينجحون عدة دورات متتالية، سينفض المواطنون من حولهم، وسيعلم الجميع أنهم تجار كلام وشعارات دينية...وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.