د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك عازر
ينتهي كل شهر عند اليوم الثلاثين، إلا أشهر يناير، ومارس، ومايو، ويوليو، وأغسطس، وأكتوبر، وديسمبر ينتهوا عند اليوم الواحد والثلاثين، وأخوهم الصغير فبراير له مَعَزّة خاصة، فهو دائمًا ما يترنح ما بين ثمانية وعشرين يوم، وتسعة وعشرين يوم، وطبعًا ده أكبر دليل على الكوسة والمحسوبية، فإشمعنى أشهر كده وأشهر كده، وإشمعنى فبراير هو المطية ومكسور الجناح؟!.
وأنا أشعر ساعات أنني فبراير، وساعات قليلة بأنني أغسطس، وغالب الأمر ما أكون نوفمبر، حاتقول لي إشمعنى نوفمبر دونًا عن كل الشهور التلاتينية، حاقول لك عشان هو شهر عيد ميلادي، فلما الناس تستغفلني وتظلمني أشعر أنني فبراير، وفي حالة العدل أشعر أنني نوفمبر، وقليلاً ما آخذ أكثر من حقي، بل نادرًا ما يحدث ذلك وأكون أغسطس.
ولا تنسى أن تبلع المقالة إذا رأيت مخبر بيقرب منك، وطلع موس وعور نفسك واخبط رأسك في الحيط، حاجة من الإتنين حا يحصلوا، إما يقبض عليك ويدخلك مستشفى المجانين، أو يكمل عليك هو ويخليك تبقى خالد.
لا تنسى أن دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة. ومصر لما بنوها جابوا حلواني؛ لإن المقاولين كانوا مشغولين بيبنوا الأهرامات، فبقت الأهرامات وأكلوا مصر. طبعًا مصر لم تقف في زورهم؛ لأنها لم تكن لفة بانجو بل كانت حتة بسبوسة، ولذا قصبتهم الهوائية سالكة، ومعدتهم خالية من الترامادول، فهم لا يحبون الحشيش، ويفضلون البقشيش، ويبيعون الأرض صحراء وعليك تعميرها. طبعًا الهاء هنا تعود على الأرض، وليس رأسك. فتعمير الرأس يؤدي لإسفكسيا الخنق، وتعمير الأرض يؤدي لزيادة رصيدك في "سويسرا".
ونحن بعد أن وقفنا حداد على موتى العرب، وعلى الجندي المجهول، وعلى رؤسائنا، وقادتنا، وإخواننا، وشهدائنا، وقفنا الآن حدادًا على كرامتنا، وعلى الحق والعدل اللذان ماتا، والبلد الآن يحكمها قلة من الأصدقاء والأقارب، ويبقون على بعض من باب الحفاظ على صلة الرحم، ويجاملون البعض مراعاة لعشرة العمر، فلا تجد أحد يحاسب صديقه إلا إذا أخطأ فيه. أما إذا أخطأ في غيره فأنا وابن خالتي أو وصاحبي على الغريب، فمات العدل قهرًا، وفي قول آخر حين ابتلع كابل كمبيوتر.
ولم يعد هناك شخص فايق في البلد، والكل ماشي على الله، فتواكلنا ولم نعد نتكل، فإتظلمنا ولم نفعل شيئًا، إلا أن ندعي على من ظلمنا.
وناصر أحبه الشعب، فقتل ولاده، وسجن من لم يُقتل؛ عشان كان خايف عليه من القتل. فاختار له التعذيب فقط، واليوم لم يحبني الشعب فضربتهم حتى ماتوا بين أيديا، وكنا بنحلم ببكرة بقينا نخاف من المخبر، وننتظر الأمل في عيون ولادنا ونخاف من سؤالهم.
طب ليه سكتوا لغاية ما بقيتوا كده؟ ولما مشيت الساعة للأمام فرحنا قلنا هانت، لكن واضح إن لسه فاضل كتير ما تسألنيش أد إيه؟ لكن الفاضل كتير، ونموت نموت وتحيا الشرطة.
المختصرالمفيد اقلع غماك يا تور وارفض تلف، اكسر تروس الساقية واشتم وتف، قال: بس خطوة كمان... وخطوة كمان، يا أوصل نهاية السكة يا البير تجف، وعجبي!.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19721&I=488