الكتاب فى مهب الريح !!

عماد توماس

بقلم:عماد توماس
تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بعد غد الخميس 23 أبريل باليوم  العالمى للكتاب ، يحمل شعار الاحتفال " القراءة من أجل المتعة" وأطلق بعض محبى القراءة حملة من أجل  تشجيع كل فرد عربي - وخصوصاً الأطفال والشباب والفتيات - على أن يخصص ثلاث ساعات أو أكثر أسبوعياً للقراءة من أجل المتعة والاستمتاع بالقراءة.

مثل هذه الحملات لا نكاد نسمع عنها إلا سهوا أو عابرا، وكأنها حملات ممنوعة، فلا توجد آليات واضحة  لتوعية الشباب الناشئ بأهمية القراءة فى سن مبكره، ولا يدعم الأهالى أبناءهم فى مساعدتهم على الذهاب إلى المكتبات أو شراء كتب خاصة لهم وتكوين مكتبات منزلية صغيرة، وكل من أصدر كتاب يعرف معوقات النشر والطباعة والتسويق، فالكتاب أصبح سلعة نادرا ما تباع أو تشترى، إلا بعض الكتب التى تصنع ضجيج مصطنع من أجل جذب الذبائن بطرق غير شرعية. بالاضافة إلى ان القراءة أصبحت "وسيلة" وليست "غاية" فالطالب يقرأ الكتاب المدرسى ليس حبًا فى القراءة ولكن سعيًا نحو الشهادة، ولعل ظهور الانترنت قد ساعد فى تخفيض نسبة قراء الكتبن لكن يظل الكتاب صاحب البريق الذى لا يضمحل مع عوامل التكنولوجيا.

كما أن ارتفاع تكلفة الكتاب فى ظل الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها العالم أجمع، أصبح معطلا للكثير من القراء فى اقتناء الكتاب، وحسنًا فعل البعض بتنظيم سوق لتبادل الكتب المستعملة، رغم أنى على المستوى الشخصى لا يمكنى أن افرط فى آى كتاب حتى لو قرأتة أكثر من مرة!!

ولا تتعجب إذا وجدت إزدحام على مطاعم الأكل وتجد مكتبات الكتب تعانى من التهوية والهدوء الغير مرغوب فيه. وعندما زرت أحد الدول الأوربية ـ أعجبنى ان أرى العديد من الأشخاص يمسكون كتابا فى ايديهم سواء أثناء ركوبهم المواصلات العامة وخاصة "المترو" و "القطار" وهناك أشخاص لا ينامون إلا إذا قرءاو بضعة صفحات من كتاب

مصر التى أخرجت لنا نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب ، والعديد من الكُتاب والمفكرين والمثقفين وصاحبة أكبر ثانى معرض للكتاب عالميًا، وأكبر مشروع فى الدول العربية  للقراءة للجميع تعانى من اندثار القراء، وندرة من يشترون الكتاب وإرتفاع نسبة الأمية التى بلغت بحسب الاحصائيات التى تضمنتها تقرير ناقشته لجنة التعليم بمجلس الشوري منذ عدة أيام  إلى " ‏17‏ مليون مواطن،‏64%‏ منهم بالمناطق الريفية و‏69%‏ منهم اناث ويوجد‏8.2‏ مليون أمي في الفئة العمرية من‏15‏ إلي‏45‏ سنة‏"
فمن المؤسف أن دولة مثل اليايان إستطاعت أن تمحو أمية آخر شخص لا يعرف الكمبيوتر بينما نحن لم نستطع محو أمية 17 مليون مواطن !! بل أن معدل قراءة الشاب الصيني بلغ ٤٠ كتاباً في السنة في مقابل ١٠ كتب فقط للشاب الأوروبي، ولا تسألنى عن معدل القراءة للشاب المصرى!!

لا يفوتنى الإشادة بما تفعلة وزارة الثقافة من خلال مهرجان القراءة للجميع، فأنت تستطيع أن تقتنى العديد من الكتب المميزة بسعر زهيد واقتصادى

نقول أخيرًا، إن القراءة مفتاح لنهضة الشعوب، فلا يستطيع آى شعب أن ينهض من غفلته بدون القراءة، فعلى الاهالى تشجيع أبناءهم على القراءة منذ الصغر، وعلى وزراة التربية والتعليم أن تربى التلاميذ على حب القراءة من خلال فتح المكتبات المدرسية لهم، وتزويدها بالكتب من مختلف الاتجاهات، وعمل مسابقات فى تلخيص الكتب والمعلومات العامة. وأيضًا على رجال الدين تزويد دور العبادة بالكتب النافعة وتشجيع المترددين على القراءة.

الأمر جد خطير، فلا مستقبل لامة تبعد عن الكتاب، ولا آمل لشعب لا يقرأ !!