الاهرام
الجميع يعلم أن الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس هو أكبر مؤيد للمصالحة الداخلية الفلسطينية برعاية مصر سواء داخل قطاع غزة أو علي الساحة الفلسطينية بالكامل.
وهو أيضا أحد أكبر المؤمنين بضرورة الحفاظ علي علاقات استراتيجية مع مصر بما لها من ثقل سياسي ودبلوماسي لدرجة جعلته يدخل وفيما يشبه الحرب المفتوحة والعلنية مع أطراف أخري داخل حماس وغيرها من الفصائل, ولذلك فقد شعر الكثيرون بالصدمة من الأزمة التي تفجرت مؤخرا بين الرجل ووزارة الخارجية المصرية بعد نشر تصريحات منسوبة له يقلل فيها من شأن العمل الدبلوماسي المصري, لذلك كان من الضروري أن تلتقي الأهرام به لمعرفة حقيقة ما يحدث.
* ماهي حقيقة الأزمة الحالية بين حماس و مصر فيما يتعلق بالتصريحات التي نقلت علي لسانكم عن دور الخارجية المصرية في ملف المصالحة الفلسطينية ورد السفير حسام زكي المتحدث باسم الخارجية وما تبعها من ردود فعل من الجانبين؟
{ هذه أزمة مفتعلة وأنا لست المسئول عنها فأنا عندما أقول أن ملف المصالحة لاتشرف عليه الخارجية لا أقلل تحت أي ظرف من الظروف من قيمة الخارجية المصرية, ولا أنفي دورها ودللت علي قولي بأن الملف ليس في الخارجية وبقولي أن جهة مصرية أخري لم اسمها أبدا هي التي تستضيفنا في القاهرة, وهذا لايعني وجود انفصال في السياسة المصرية, فمصر لاتتعامل بنظام الفصائل والكل يعلم أن هناك تكاملا وتنسيقا تاما بين جميع أجهزتها ووزاراتها, ولذلك فإن تحريف تصريحاتي يدل علي سوء نوايا متعمد من طرف الجهة التي نشرت التصريحات لأنني سبق أن قلت أكثر من مرة إن الخارجية المصرية لاتتعامل معنا مباشرة ولم يحدث أي رد فعل من الخارجية لأنني لم أتحدث عنها بسوء فالملف معروف وماحدث هذه المرة يعكس سياسة اعلامية للجهة التي حرفت الكلام ونشرته بشكل مثير.
وأحب أن أؤكد لكم أنه عندما وجدت أن القضية وصلت إلي مرحلة الاساءة الشخصية قررت التوقف وعدم الرد وعدم اللجوء للدفاع عن نفسي أو السباب وحاولت تطويق هذا الموضوع علي مستوي الإعلام وهناك شهود علي ذلك حتي لانعمل من هذه التصريحات أزمة ولذلك فأنا لست مسئولا عمن يحاولون اختلاق أزمة بحجة الرد علي تصريحات السفير حسام زكي والذي نكن له وللوزير أحمد أبو الغيط كل الاحترام لأنهما لا يمثلان نفسيهما ولكنهما يمثلان مصر بثقلها السياسي والتاريخي.
* قبل أزمة التصريحات الخاصة بالخارجية المصرية بأيام نقلت بعض وسائل الإعلام المحلية قولكم حماس لايمكن أن تنضم سياسيا لمصر لأن مصر حليفة لحركة فتح فما حقيقة ذلك؟
{ أولا: يجب أن تعرف أن الجريدة التي نشرت هذا الكلام هي جريدة القدس التي تصدر في رام الله والكل يعرف أن رام الله بها ماكينة اعلام تختلق الاكاذيب حول حماس وقادتها.
ثانيا: فإنك إذا عدت إلي أرشيف جريدة القدس علي مدي السنوات العشر الماضية لن تجد لي أي تصريحات بها وبالتالي فليس من المنطقي ان الجأ اليها لمهاجمة مصر وفتح معا.
ثالثا: لو عدت إلي وسائل الإعلام الأخري ستجد أنه جري نفي هذه التصريحات فوراختلاق صحيفة القدس لها وليس أنا الذي نفي ولكن كل الأطراف التي تعرف أنني لا أتعامل مع هذه الصحيفة ناهيك عن اتهام مصر بالانحياز لطرف ما.
وفيما يتعلق بكلامي عن عدم الانضمام إلي مصر أحب أن اقول إنه يوجد في مصر من يعتقد بضرورة ابقاء الحصار علي غزة لأنه اذا جري فك الحصار وقامت علاقات تجارية بين مصر وغزة فأن ذلك يعني انضمام غزة سياسيا لمصر والضفة الغربية إلي الأردن وتضيع القضية الفلسطينية وهذا كلام هدفه تخويف الشعب المصري والإبقاء علي حصار القطاع ولكن موقف حماس من مسألة ضم غزة لمصر سياسيا واضح, فالحركة تدعو ومنذ تأسيسها إلي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي كامل التراب الفلسطيني وبالتالي فمن غير المعقول أن تقبل اليوم ضم غزة لمصر والضفة للأردن فهذا معناه نهاية حماس لمخالفتها مبادئها.
فهذا كلام غير منطقي وخلفه اما جهل بموقف حماس, واما سوء نية متعمد بهدف منع وجود علاقة طيبة بين مصر وغزة وحسب معلوماتي فإن حجم التبادل التجاري بين مصر واسرائيل لايمكن مقارنته بحجم التبادل التجاري بين غزة واسرائيل والذي يصل إلي مايتراوح بين مليارين وثلاثة مليارات دولار وبالتالي فإن هذه العائدات تستفيد منها المستوطنات وتهويد القدس وهدم المنازل الفلسطينية وما إلي ذلك ولذلك فلماذا لاتكون مصر هي المستفيد من التجارة مع الفلسطينيين وليس اسرائيل وهذا لايعني كما قلنا أن نكون سياسيا جزءا من مصر, فنحن جزء من فلسطين ومشروعنا تحرير فلسطين واذا قبلت حماس بغير ذلك فلن تصبح حماس.
* من المؤكد أن القاء مسئولية غزة اقتصاديا علي مصر هو مطلب اسرائيلي ايضا وهدفه ابقاء الانقسام الفلسطيني قائما وعدم السماح بتواصل الضفة الغربية بقطاع غزة ومنذ اسبوعين تقريبا دعا وزير المواصلات الإسرائيلي للتخلص من عبء غزة والقائه علي مصر وبالتالي فإن قلق مصر خصوصا من النوايا الإسرائيلية مبرر فما رأيكم؟
{ اولا نوايا اسرائيل خصوصا رئيس وزرائها بنيامين نيتنياهو معروفة فهو يتكلم في كتابه' مكان تحت الشمس' عن خيار القاء مسئولية غزة علي مصر, ويقولها صراحة بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية لا في الضفة ولا في غزة وبالتالي نحن واعون لهذا الموضوع وأنا شخصيا رددت علي نيتانياهو في كتاب منذ عام1999 وموقفنا يرفض الطرح الاسرائيلي علاوة علي ذلك, غزة كانت تحت الإدارة المصرية بين عامي1948 و1967 ومع ذلك حافظت علي هويتها الفلســـطينية فما المبرر الان أن تسعي لكي تصبح جزءا من مصر, ومن يقول إن التبادل التجاري بين غزة ومصر أو الضفة والأردن يعني الموافقة علي المشــروع الإسرائيلي واذا أراد أي شخص وأن يكون جزءا من مصر أو من الأردن فهنا الخطورة فيجب ألا يحدث ذلــك إلا بعد تحـــرير فلســـطين ومن خلال اســـتفتاء شعبي فالتحرير يأتي أولا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19788&I=489