ميرفت عياد
الذى جمعه الله لا يفرقه انسان
• الزوج سند ومعين ورفيق درب فى مشوار الحياة.
• الزواج علاقة اجتماعية بين شخصين بهدف الإستقرار والتعاون والمشاركة فى تحمل أعباء الحياة.
• رباط الزوجية لا يمكن أن ينحل بسبب أى مشاكل قد تحدث بعد الزواج.
• الزواج سُنة من سنن الطبيعة.
• الزواج المسيحى يعنى تأسيس كنيسة صغيرة حية شاهدة لله بحياتها وسلوكها النقى، المحب، المعطاء، المضحى.
تحقيق: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
الزواج المسيحى هو ارتباط ثلاثى الأبعاد بين رجل وامرأة يجمعهما الله، "فالذى جمعه الله لا يفرقه انسا " (مت 19 : 6).
ومن هذا المنظور، يتحد الزوجان ببعضهما، لا يُفرقهما طلاق الإ لعلة الزنى، ولهذا فالزواج فى المسيحية ليس لهوًا، ولا مجرد علاقة اجتماعية، بل هو كيان روحي انسانى يقوم فيه الثالوث القدوس بتقديس الزوجان لكى يكونا جسدًا واحدًا بكل طهارة ونقاوة، كما أن الزواج فى المسيحية هو طريق يخلص فيه الزوجان للرب، وهو سعى مشترك من أجل حياة القداسة، ومن أجل بلوغ الملكوت الأبدي، هذا هو مفهوم الزواج المسيحي كما أراده الله.
تُرى ما هو مفهوم الزواج عند الشباب القبطى؟
هذا ما حاولت - صحيفة الأقباط متحدون – معرفته، عن طريق سؤال بعض من الشباب والفتيات عن مفهومهم الخاص عن الزواج.
الزواج علاقة صداقة
أجابت "ماريا" - خريجة كلية تجارة (23 عامًا)- قائلةً: أنا ابنة وحيدة لوالدى، وأعانى من وحدة شديدة، لذلك فالزواج فى نظرى هو علاقة صداقة وأخوة قبل أن تكون علاقة زواج، فالزواج بالنسبة لى هو الإرتباط بشخص أثق به، أبث له همومى ومتاعبى، يفهمنى ويحتوينى ويشاركنى أفراحى وأحزانى، فالزوج بالنسبة لى سند، ومعين، ورفيق درب فى مشوار حياتى الذى أسير فيه بمفردى.
المرأة ليست إناءً للشهوة
أما "ايرينى"- خريجة آداب فلسفة (27 عامًا)- فتبحث عن السترة والإستقرار، الإ أنها فى نفس الوقت تخاف من المجهول مع شخص غريب عنها، قد لا تتكيف معه لإختلاف طباعهما، ولذلك فهى تريد زوجًا يتوافق معها فى المستوى الإقتصادى والإجتماعي والثقافى، وأن يتمتع بعقلية غربية متفتحة، تحترم المرأة وتقدّر دورها فى الحياة، ولا تنظر إلى المرأة على إنها إناءً للشهوة.
علاقة مشروعة تهدف إلى الإنجاب
وترى "حنان"- طبيبة تبلغ من العمر ثلاثين عامًا- أن الزواج بالنسبة لها علاقة اجتماعية بين شخصين بهدف الإستقرار والتعاون والمشاركة فى تحمل أعباء الحياة، وهى علاقة مشروعة تهدف فى الأساس إلى انجاب طفل، وايجاد جيل جديد لإستمرار الحياة، وهذا الطفل هو الذى يتمركز حوله الزوجان، ويعيشان من أجل تربيته تربية سليمة، واسعاده، وتوفير كل متطلباته.
تجربة فاشلة..وخطبة سابقة
بينما أرادت "أمانى" (28عامًا)- خريجة احدى الكليات النظرية- أن تحكى عن تجربتها الفاشلة فى خطبة سابقة فقالت: إنها ارتبطت منذ حوالى ثلاث سنوات بشاب يكبرها بتسع سنوات، وهو خادم أُعجبت بتدينه وأخلاقه، ولكن عندما تم ارتباطهما، وجدته انسانًا بخيلًا جدًا، وهذا اتضح من تصرفاته المستفزة معها، مثل ادعاءه بأنه نسى محفظته لكى تدفع هى فاتورة المطعم، أو إنه نسى هدية عيد ميلادها فى التاكسى الذى كان يستقله، أو ادعاءه بأنه ليس لديه رصيد فى الموبايل؛ ليستغل كارت الشحن الخاص بها ، والحقيقة إنها لم تستطع أن تكمل مشوار حياتها معه، لأنه بخيل أيضًا فى مشاعره وعواطفه تجاهها، هذا وفى المقابل فهو نزيه جدًا مع نفسه، ويحب "يدلعها".
الزواج علاقة دائمة مدى الحياة
إن الزواج بالنسبة له علاقة دائمة مدى الحياة، هكذا قال "ماجد"- محاسب يبلغ من العمرثلاثين عامًا، وهو خريج أحد مراكز المشورة- حيث يرى أن الزواج رابطة ثلاثية بين الرجل والمراة والرب، والزيجة عبارة عن رحلة من الحب والتفاهم مع الشريك الاخر، يضحى كل منهما فى سبيل اسعاد الآخر، دون أن يقيده أو يسلبه إرادته، هذا أيضًا مع الإلتزام بحدود الإحترام والحب المتبادل، مؤكدًا على أن هذا الشريك لا يمكن الإستغناء عنه تحت أى ظروف، كما أن رباط الزوجية لا يمكن أن ينحل بسبب أى مشاكل قد تحدث بعد الزواج.
الزواج بدعة وخدعة
أما "عادل" (25 عامًا)- صاحب مشروع تجارى - فيرى أن الزواج بدعة وخدعة على حد تعبيره، وبمحاولة الإستفسار منه عن سبب وجهة نظره هذه، علمت أنه كان مرتبطًا بفتاة يحبها حبًا شديدًا، كانت جميلة جدًا، وهذا جعلها مغرورة جدًا، الإ أنه تحمل هذا لايمانه التام بأهمية الجمال فى اختيار شريك الحياة، واستمرت العلاقة بينهما شهورًا إلى أن سئمت الفتاة من حبه، وقررت الذهاب إلى آخر، الأمر الذى جعله يكفر بالحب، ويقرر عدم الزواج.
الزواج السبيل الوحيد لإشباع الرغبة
وقال "فادى" - طالب فى السنة الأخيرة من كلية العلوم- إنه شخص متدين لا يريد أن يغضب الله فى سلوكه، ولكنه فى تفس الوقت انسان يتعرض للكثير من الضغوط، خاصةً فى ظل الهوس الجنسى الذى تشتعل به الميديا الإعلامية حاليًا، مما يجعل الكثير من الشباب ينحرفون من كثرة الضغوط الواقعة عليهم، وإنه لهذا السبب يُعد الزواج هو السبيل الوحيد لإشباع تلك الرغبة دون أن يغضب الله، ولكن للأسف تحول الظروف الإقتصادية دون تحقيق هذا.
الزواج قيد من حرير
وأعرب "سامح"- مدرس (37عامًا) وغير متزوج- عن رأيه فى الزواج قائلا ً: إن الزواج هو سُنة من سنن الطبيعة، ولكنه فى نفس الوقت قيد من حرير يقيد به الرجل نفسه من أجل اشباع رغباته بطريقة مشروعه، لكن هذا الإرتباط يتبعه تحمل المسئولية، وحمل عبء مادى للإنفاق على الزوجة والاطفال، وهذا من شأنه ان يفقد الزواج متعته واستقراره، وفى بعض الأحيان يهدد باستمراره من كثرة الضغوط المادية التى تؤدى إلى كثرة المشاكل التى تحول دون استمرار الزواج.
الزواج هو احتياج إلى الطرف الآخر
الزواج فى رأى "جورج" - طالب جامعى فى السنة الأولى من كلية الفنون الجميلة- هو حالة من الإحتياج إلى الطرف الآخر، تشمل كل أنواع الإحتياج الجسدى والعاطفى والعقلى والإجتماعى والروحى، فهذا الغحتياج هو الضمان لإستمرار الزواج ونجاحه، بشرط ألا يكون احتياجًا مبنيًا على البخل واستنزاف الآخر، ولكنه احتياج وعطاء متبادل فى نفس الوقت.
زواج إلهى نقى وليس زواج نفعي استهلاكي
من جانبه أشار الدكتور "عادل حليم" إلى أن هناك العديد من أنماط الزواج، فمنها الزواج الإجتماعى وهو عقد اجتماعى قانونى بين شخصين قابل للإنحلال والفك، تحكمه العديد من العادات والتقاليد والموروثات الإجتماعية، وفيه ينظر كل شخص إلى الآخر على إنه كائن محترم ومهم له خصوصيته ورغباته وميزاته التى من أجلها تم الإرتباط كنوع من تبادل المنفعة بين الزوجين، والإشباع الجنسي والعاطفي؛ للوقاية من الإنحراف، واشباع الغرائز، وانجاب الأطفال، وغالبًا ما يكون هذا النوع من الزواج مستقرًا.
وهناك نمط أخر للزواج، وهو النمط دون الإنسانى، ويتميز بالأنانية المفرطة، والرغبة فى اشباع وارضاء الذات واشباع الشهوات دون النظر إلى احتياجات الطرف الآخر، وفى هذا الزواج تغلب المصالح الشخصية على أى اعتبارات أخرى، لذلك فهو فى أغلب الأحوال مبنى على المنفعة والإستفادة من الطرف الآخر، سواء من الناحية الحسية أو المادية، وبزوال المنفعة تتفكك رابطة الزواج.
أما النمط الآخير فى الزواج، فهو النمط المسيحي، وفيه يتم الإتحاد فى الرب يسوع عن طريق سر الزيجة المقدسة الذى يوحّد الاثنين فى شخص الرب، ويحوّل الحب الشهواني إلى حب مسيحي مبنى على التضحية وبذل الذات، مبني على العطاء أكثر من الأخذ، إنه زواج إلهى نقى، وليس زواجًا نفعيًا استهلاكيًا يقوم فيه كل طرف بإستهلاك الآخر دون أن يراعى احتياجاته، وهذا الزواج مستقر لأنه مبنى على الحب والعطاء، ولا يقبل الإنحلال أو الطلاق.
الزواج رابطة ثلاثية بين الزوج والزوجة والله
وأضاف القمص "ابراهيم رياض"- كاهن كنيسة العذراء بالدقى- أن القاعدة الأساسية فى أسرار الكنيسة، أن الروح القدس يحل فى المادة المنظورة ليهب المؤمن نعم وبركات غير منظورة، وفى سر الزيجة يحل الروح القدس على الخطيبان ويوحدهما فى رابطة ثلاثية تجمع بين الزوج والزوجة والله، وهذا الإتحاد لا يستطيع أى شئ فى الأرض أن يحله سوى خطية الزنا؛ لأنها عملية خيانة إلى الله والطرف الآخر معًا، وهذا من شأنه أن يشق الجسد الواحد إلى نصفين، مؤكدًا أن الزواج المسيحى يعنى تأسيس كنيسة صغيرة حية شاهدة لله بحياتها وسلوكها النقى المحب المعطاء المضحى، ومشيرًا إلى أن الله وضع قانون للأسرة المسيحية تمشى عليه لكى تتحول حياتها إلى أيقونة سماوية حين قال: "ايتها النساء اخضعن لرجالكن كما يليق في الرب، أيها الرجال أحبوا نساءكم، ولا تكونوا قساة عليهن، أيها الأولاد أطيعوا والديكم في كل شيء لان هذا مرضي في الرب، أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا"( كو 3 : 18 – 21).
http://www.copts-united.com/article.php?A=19801&I=490