أبو العز توفيق
كتب: أبوالعز توفيق- خاص الأقباط متحدون
فى الصباح الباكر ذهبت لحضور القداس بدير الشهداء بـ"أخميم"، وهو دير أثرى بُنى فى القرن السابع عشر الميلادى على النظام الباخومي، أى نظام الشركة الرهبانية، ويقع هذا الدير بين دير العذراء، و دير الملاك ميخائيل بـ"الكوثر"، ويبعد عن "سوهاج" حوالى ستة عشر كيلو متر تقريبًا، وقد تم العثور فى الدير على كمية كبيرة من النسيج القيطى والكتان مما كان يُستخدم كأستار وملابس للخدمة الكهنوتية. وكان يُستخدم أيضًا للأكفان.
وصف للدير
ويُعد دير الشهداء بـ"أخميم" المصدر الأكبر للنسيج الذى تداولته متاحف العالم، ولهذا الدير سور من الجهات الأربع من الطوب اللبن، يبلغ ارتفاعه سبعة أقدام تدعمها من الخارج دعامات قصيرة حدثية، ويتوسط السور باب فى متنصف الحائط الغربى، وجميع بواكى الصحن والخورس قباب منخفضة، ويتقدم الخورس ثلاثة هياكل:
الأول على اسم السيدة العذراء، وهو عبارة عن حجرة مربعة، وبه عقد مدبب عليه زخارف نباتية بالألوان الزيتية، وأشكال هندسية، وحجاب الهيكل خشبى وبه باب على شكل نصف قبة.
والهيكل الثانى على اسم الشهداء، ويُعد أكبر الهياكل وأكثرها انتظاما، وللهيكل سقف، وبه عقد مدبب وقد زخرف هذا العقد بزخارف بألوان مائية، بأشكال جماعات فى بعضها رسوم آدمية ونباتية، وأطباق نجمية غير مكتملة، وحجاب الهيكل خشبى، وبه باب على شكل حدوة حصان.
والهيكل الثالث على اسم الملاك "ميخائيل"، وهو عبارة عن حجرة مستطيلة، ويتوسط الهيكل مذبح بنائى، وتغطيه نصف قبة ترتكز على مثلثات كروية فى الجهة الشرقية، وعلى العقد المدبب زخارف بالألوان المائية على شكل أطباق نجمية، وزخارف نباتية، وللهيكل حجاب خشبى وبه باب، ويوجد بالدير بعض الأيقونات الأثرية جميلة جدًا.
مميزات الدير
ويُعد دير الشهداء، من أديرة الصحراء التى تشمل على مميزات عديدة، ولعل أهمها وجود سور من الطوب اللبن من الجهات الأربع، و فى مارس 1990 أثناء الحفر لغرس شجرة زيتون بدير الشهداء تم العثور على رأس لشهيد فى العشرينات من عمره، وشعر الرأس كما هو لم تسقط شعرة واحدة منه، وجلد الوجه لم يصبه الإ الجفاف، وأسنانه ناصعة البياض وكاملة العدد، واذنه اليسرى ولسانه مقطوعان.
كما يوجد خابور خشبى مدكوك أسفل الحاجب الأيمن، وهو موجود حتى الآن بدير الشهداء.
ويشهد الدير الآن تطويرًا كبيرًا، فقد تم بناء سور له على مساحة كبيرة، وبداخله مزرعة، كما تم أيضًا عمل مزار خاص بالدير لباقى أجساد الشهداء، والتى تم العثور عليها أثناء الحفر.
داخل المزار
دخلت مزار الشهداء، ووجدت أجساد الشهداء موضوعة فى صناديق زجاجية يراها كل الناس، وهذه الأجساد كما هى لم تر أى فساد، وآثار عذابات الرومان واضحة عليها، واندهشت لما وجدت أجزاء لشهداء تنزف دمًا حتى الآن، وأيضًا عندما وجدت شعر الشهيدة "أدروسيس" ينمو ويطول، كأنها على قيد الحياة لم تمت، وأيضًا وجدت شعر رأس وذقن الشهداء كما هو، ولم تسقط شعرة منه، حقًا إن الله يُكرم قديسه.
http://www.copts-united.com/article.php?A=19816&I=490