ما بين الزواج المدنى والدينى

صفوت سمعان

بقلم: صفوت سمعان
هل حان الوقت لقراءة ودراسة حكم المحكمة الخاص بالطلاق والزواج موضوعيا بعد أن هدأت العاصفة نسبيا بإصدار رئيس المحكمة الدستورية بوقف حكم المحكمة الإدارية العليا وذلك بعيدا عن الانفعال وسن السكاكين وبعيدا عن شحذ السيوف وبعيدا  تشنج المتعصبين لكل من يفكر أو يقول أو يبدى رائيا . واتسأل :- 
أولا-  كيف تضع الكنيسة قانون الأحوال الشخصية الموحدة للمسيحيين وهو يمس كافة ملايين الشعب المسيحى دون يشارك أو يؤخذ رأيه فى قانون يمس حياته وحياة أبناءه و أجياله فى المستقبل

ثانيا – فإذا كانت الدولة فى كثير من التشريعات وسن القوانين لا تراعى ولا ترى أى قيمة للأقباط وكأنهم غير موجودين فى الدولة المصرية أليس هذا ما تفعله الكنيسة أن تضع قانونا وتطالب الأقباط بقبوله دون أن يؤخذ رأيهم بالسلب أو الإيجاب فى موضوع يمس صميم حياتهم وكأنهم غير موجودين                                                                                               
 ثالثا – كيف ستتفق كافة الطوائف المسيحية على قانون واحد موحد للأحوال الشخصية وهم على خلاف عقيدى كبير بينهم  حيث تصرح كل كنيسة بان الطريق إلى المسيح والفردوس لن يمر إلا من خلالها ..فمن نصدق.. أليس دخول العرب إلى مصر واحتلالها كان بسبب خلاف الطوائف المسيحية وتناحرهم إلى حد الحروب بينهم مما اضعف الدولة المصرية .

رابعا – كيف تتنازل الكنيسة القبطية عن مبدأ التبنى مقابل تمرير القانون أليس هذا نوعا المساومة السياسية على  تعاليم المسيح  

خامسا – أن لائحة 38 التى حكم على أساسها القاضى كانت موجودة فى عهود باباوات كانوا فى منتهى القداسة والشفافية مثل البابا كيرلس السابق صاحب اكبر معجزات الم يكن يرى بشفافيته أن اللائحة 38 بها أخطاء ومخالفة تماما لتعاليم المسيح وكان يجب المطالبة بتغيرها 

سابعا – كيف تطلق الكنيسة أحد الزوجين وتسمح لأحدهما بالزواج والطرف الآخر بعقابه بعدم الزواج مدى الحياة... فمن منا يقبل أن تعاقبه الكنيسة بهذا الشكل المتعسف الذى يجعله يفقد أيمانه وينحرف لسد احتياجاته ... فعلى الأقل الذى يأخذ مؤبد يخرج من نصف المدة

ثامنا – لماذا يكون الطلاق إلا لعلة الزنى أولا وأخيرا ونهائيا فكلنا نعرف ان الزنا صعب جدا أثباته وكثيرا من طالبى الطلاق يحاول توريط  كلا منهما فى واقعة زنا بالباطل لكى يحصل على الطلاق بالباطل .

تاسعا – إذا كان لا طلاق إلا لعلة الزنا فالمقصود ان المتضرر من الزنا من حقه ان يطلب الطلاق ولكن يمكن ان يتسامح ويعفو حفاظا على الأسرة.. فإذا كان  لم يدن المسيح المرأة الزانية فكيف نحن ندين ذلك ... .

 عاشرا –  ماذا يفعل الذين تكون هناك بينهم استحالة العشرة وبشكل نهائى هل يقضى الواحد كل على الأخر أم يمارس كل واحد حياته ويشبع رغباته خارج أطار الزواج الشرعى ...وبذلك نتسبب له أن يعيش فى خطيئة اكبر ....
 
إحدى عشر - ماذا يفعل الذين تكون بينهم خلافات فى الفكر والمستوى ولا يطيقان بعضهم بشكل نهائى بسبب سوء اختيار وبسبب قلة خبرتهم فى التعامل لحداثة سنهم  هل يغيير أى منهما ملته أو يغيير ديانته بالكامل وبذلك نكون حافظنا على وصية  ووقعنا فى خطيئة اكبر من الحفاظ على الوصية... نحن نكون مسئولين عنها ونحاسب عليها لغلق الطلاق نهائيا واقتصاره على سبب واحد ....

اثنى عشر- وماذا عن البنات اللآتى تم تزويجهن بالإكراه و اللآتى  تم تزويجهن كبدل بين أخوة وأخوات بالإكراه هل أذا فشل زواجهن ألا يحق لهن طلب الطلاق !!!
وهل يعنى ذلك كله ان رجال الدين أصبحوا  مشرعين وقضاة وخصوم ..... فماذا يتبقى لنا غير الطاعة إلا يدفع ذلك إلى الاتجاه إلى الدولة الدينية حيث يطالب الطرف الأخر بتطبيق الشريعة

فلماذا لا يوجد قانون موحد للزواج المدنى وقانون للزواج الدينى وعلى الإنسان ان يختار ويكون مسئولا عن اختياره ....
ولا أقصد من المقال هو التشجيع على الطلاق وأباحته أو تشجيع الحكم الأخير ولكن لاننى سئلت كثيرين عن الإجابة على الأسئلة السابقة ولم أجد إجابة شافية وكان ردهم هذا ما نص عليه الإنجيل وكل واحد يشيل شيلته وليذهب أصحاب المشاكل إلى الجحيم ولذلك كتبت هذا المقال علنى أجد إجابة ...
و لذلك أرجو ان أجد إجابات واقعية ومنطقية ، فإذا كان عقل الإنسان هو جوهرة الجسد المضيئة  فإذا طرحت إجابات متشنجة ومتعصبة وسنت السكاكين وشحذت السيوف فهذا يدل على ظلام العقل وعقلية القطيع .

رئيس مجلس أدارة مركز وطن بلا حدود
للتنمية البشرية وحقوق الإنسان وشئون اللاجئين

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع