التأمين الصحي بـ"سوهاج"..شقاء وليس شفاء
أبو العز توفيق
كتب: أبوالعز توفيق - خاص الأقباط متحدون
هنا فى مستشفيات "سوهاج" ، نحن أمام جدران بلا أطباء، أو أطباء عاجزين – للأسف- عن تلبية احتياجات المرضى، فالأجهزة تستمر مُعطّلة، بل تستمر العديد من المستشفيات بلا عمل لعشرات السنين!!
واليوم نلقى الضوء على جانب واحد من جوانب الخدمة الطبية بمستشفيات "سوهاج" وهو جانب التأمين الصحي، والذى إن لم تخلو منه بعض المستشفيات فى "سوهاج"، وكان موجودًا، فهو موجود بمستوى غير إنساني على الإطلاق.
عدم وجود تأمين صحي
من جانبه، قال "عبده أفندي"- موظف فى مدرسة: إنه ذات يوم تأخر عن موعده، ولإستعجاله ذهب إلى المدرسة بـ"الدراجة"، وأثناء ذهابه وقع بـ"الدراجة" وأُصيبت ساقه. ورغم ألمه تحمّل وذهب إلى المدرسة وأخذ جواب تأمين صحي ذهب به إلى الوحدة الصحية، حيث قال له الطبيب هناك: إنه يعمل حديثًا بالوحدة، ولم يستلم "روشتات" تامين صحي بعد. وقام بتحويله إلى مجمع "العاشر من رمضان".
إعطاء الدواء دون كشف
واستطرد "عبده" قائلًا: إنه أخذ خطاب التحويل وذهب مستقلًا ثلاث مواصلات حتى وصل إلى المجمع، وهناك وقف فى الطابور حتى وصل إلى الشباك بعد ساعة، وقد تورمت ساقه. ثم قام بتسجيل اسمه، ودفع طوابع تأمين صحى أخرى غير الأولى، ثم ذهب إلى الدور الرابع لإنتظار الطبيب، الذى وصل فى الساعة الواحدة ظهرًا، وقد نظر إليه الطبيب دون كشف، وقال له: "ألف سلامة، خذ البرشام ده وأنت إن شاء الله تبقى زى الفل"، مشيرًا إلى أن الطبيب لم يكلف نفسه حتى بمسك ساقه، ومعرفة ما بها هل كسر أم ماذا؟
طول الإنتظار، وعدم مصداقية التقارير
وأوصح "عبده" أن ساقه تورمت بعد ذلك، ولم يستطع التحرك بها أو الذهاب إلى عمله، وإنه أرسل أرسل خطابًا إلى العمل بأنه مريض وملازم الفراش،
وعليه فقد حددت له المدرسة جلسة تأمين صحى، حيث ذهب إلى الجلسة بعد خمسة أيام محمولاً على أيدى أهله، حتى وصل إلى الطبيب بعد انتظار أربع ساعات، والذى نظر إليه (وهو نفس الطبيب السابق)، وقال له: إنه لم يشاهده من قبل، وكتب تقريرًا بأنه متمارض، الأمر الذى أدى إلى خصم خمسة أيام من راتبه.
وأشار "عبده" إلى أنه لم يستطيع الذهاب إلى العمل، وأرسل خطابًا مرة أخرى، وأن القصة ذاتها تكررت مع نفس الطبيب.
الكشف فى العيادة الخاصة لابد أن يكون أولًا !!!
وقال "عبده": إنه جلس بجوار رجل خبرة، وحكى له ما حدث، فضحك الرجل وقال له: "أنت لسة خام، كل مشكلة ولها حل"، فقال: وما هو الحل؟ فأجابه بأن عليه أن يذهب لعمل كشف خاص عند هذا الطبيب الذى كشف عليه فى المستشفى، وبعد ذلك يأتى إلى التأمين ليأخذ أجازة "زى ما هو عايز"، حتى إذا كان يعانى فقط من الإنفلونزا.
تنفيذ النصيحة
واختتم "عبده" حديثه قائلًا: إنه بالفعل نفّذ النصيحة، واستطاع أن يحصل على شهر أجازة، وبعده شهر آخر. مضيفًا: إذا كان الأمر بسيط هكذا فما فائدة الخصومات؟!!!
واقع التأمين الصحي
سيدي المسئول، ليست هذه حكاية من الخيال، ولكن هذا هو واقع التأمين الصحي بـ"سوهاج"، ونحن لا نقول الإ الحقيقية...فإذا أردت يمكنك أن تشاهد ذلك، فلا توجد أشعة سليمة، ولا طبيب يصل فى ميعاده، ولا كشف الإ بعد أن تكشف عند الطبيب فى عيادته الخاصة، وكل ما يحدث هو سلسلة من الإجراءات الرتونية، أولاً خطاب تأمين، ثم الذهاب إلى الممارس، ثم إلى الأخصائى، وإذا كان الإخصائى موجود فإما أن يكتب على مضاد حيوى، أو يرسل الشخص إلى عمل تحاليل، غالبًا لا تكون مضبوطة، وأما إذا حدثت المعجزة وحوّل الشخص إلى الإستشارى، فلا يمكن أن تجده مطلقًا؛ لأنه لا يأتى الإ خمسة دقائق فقط (لإنشغاله بالعيادة الخاصة).
أما إذا أراد الشخص أن يجرى عملية جراحية، فعليه أن يذهب لكل طبيب فى عيادته الخاصة أولا، حتى تتم الجراحة بنجاح.
إننى أسأل السادة المسئولين: هل ذهب أحدكم يومًا إلى التأمين الصحي، وجرّب بنفسه عذاب المواطن البسيط، الذى إذا لم يقدم الرشوة إلى الطبيب يُخصم من راتبه ويُدّعَى عليه إنه متمارض؟
هل ذهب أحدكم يومًا إلى مستشفى المعلمين، والتى لا تخدم أحدًا من المعلمين خدمة طبيبة سليمة؟
هل ذهب أحدكم إلى مستشفى "الهلال"، والتى هى بحق عبارة عن مأوى للفئران والقطط التى تخطف الأكل، وأكياس الدم، وقسطرة المسالك البولية. بالإضافة إلى الإهمال فى تعقيم غرف العمليات، وقد حدثت عدة حالات وفاة، وحالات إصابة بفيروس "سى" للمرضى نتجة لذلك.
هذا هو جزء من حال التأمين الصحى بـ"سوهاج"
وفى النهاية، هل يستحق المواطن السوهاجى كل هذا الظلم؟ وإلى أين يذهب المواطن المغلوب على أمره؟
فهل من إجابة لدى المسئولين؟!
http://www.copts-united.com/article.php?A=20186&I=500