محمد بربر
"أسامة درة": - أزمة الأقباط مع المسلمين سياسية، والمصريون لم يجدوا مشروعًا قوميًا يوحدهم.
- هناك من يعتبر أن الإخوان هم "الإسلام" نفسه, والمزاج السلفى للجماعة واضح فى برنامجها الإنتخابي.
كتب: محمد بربر- خاص الأقباط متحدون
أفكار عديدة وجريئة, وأحاسيس شاب يدوّن بحرية، متمردًا على قيود مجتمعه وجماعته. "أسامة" شاب من الإخوان طرح رؤيته التى تعكس حال أعضاء الجماعة, تراه يتحدث بصراحة نفتقدها فى معظم قيادات الإخوان، وهو لايدّخر جهدًا فى التأكيد على أنه ما يزال عضوًا بالجماعة, رغم أن أفكاره تمثل أفكار جيل مغاير.
"أسامة درة" مؤلف كتاب "من داخل الإخوان...أتكلم "- الصادر حديثًا عن دار العصر الجديد- يتحدث عن علاقته المبكرة بجماعة الإخوان قائلاً: "اعتبرت نفسي من الإخوان منذ لقيتهم، ومازلت عضوًا في الإخوان، ولم أجمد نشاطي. أعرف أنه يصعب تصور أن يقوم أحد الإخوان بالكلام بهذا الإنطلاق، بعيدًا عن الطريقة التي اعتاد الإخوان الكلام بها عن أنفسهم، دون أن يكون قد ترك الجماعة. لكن أنا فعلتها: مازلتُ في الجماعة، وأقول ما أريد كما أريد."
منهجية الجماعة
وعن منهجية الجماعة رأى "درة" – فى كتابه الأول - أن الجماعة أحيانًا تكون "جماعة دعوة"، وأحيانًا تكون "تنظيمًا سريًا"، مضيفًا أن زميله في الجماعة أحيانًا يكون «أخ» يستمتع بصحبته، ثم في موقف ما يصبح «مسئولاً» مكلفًا بمراقبته وإعطاء تقييم لأدائه، وأن إمامهم في الصلاة فجأة يصبح مرشحهم الإنتخابي، مؤكدًا أنهم أحيانًا يكونون تجديديين، وأحيانًا يغرقون في كتب التراث، وينافسون السلفيين في انغلاقهم، وأن من يتكلم مثله، أحيانًا يتم فصله أو تهميشه، وأحيانًا يتم استيعابه واحتضانه..
مؤلف الكتاب والأقباط
وحول موقفه من الأقباط- خاصة وإنه ضمّن كتابه رؤيته لموقف جماعة الإخوان من الأقباط، والعلاقة بينهما- قال "درة": المسيحي يري المسلم كافرًا، والمسلم كذلك يري المسيحي كافرًا، هذا أساسي في العقيدتين، وتجاهل ما تقوله العقائد له نتائج كارثية. فالفتي اليافع حين يسمع في التليفزيون إننا أمة واحدة، ثم يسمع في دار عبادته (المسجد أو الكنيسة) أن الآخر كافر، حينها سيشعر أنه تعرض لخدعة، وسينصت في الغالب لما يقوله الدين. وأضاف: علينا أن نعترف بالخلاف العقائدي الجوهري، ثم نقول لشبابنا: "أيها الشباب بيننا خلاف، لكن هذا لا يعني أن نتقاتل"..هذا يبدو مقنعًا أكثر. وقلت أيضًا إن السبب في الإحتقان هو النظام الذي أساء الإدارة، والكل في عهده في حرمان، ومعه لم نجد مشروعًا قوميًا يوحدنا.
برنامج الإخوان المسلمين
وأوضح "درة" أن برنامج الإخوان المسلمين يحتاج إلى تعديلات وإعادة نظر، خاصةً وأن هيئة العلماء الموجودة في البرنامج، والتي لها حق نقض القوانين، تشبه "مجمع الكرادلة" في الكنيسة الكاثوليكية بشكل غير مريح، مشيرًا إلى أن المزاج السلفي الضارب في الجماعة يبدو واضحًا فى برنامجهم الإنتخابى.
انتقاد بعض أفراد بالجماعة
وانتقد "درة" فى كتابه بعض أفراد الجماعة، مؤكدًا أن الجماعة بشر فيها من يعتبر نفسه صاحب الجماعة، و من يدافع عن الجماعة بطريقة تشعرك أن الجماعة هي الإسلام نفسه، أو من تشوه إدراكه للعالم تحت سياط جلاديه وهو في السجن.
محتوى الكتاب
يُذكر أن الكتاب يحتوى على خمسة فصول وهى "الإخوان..وطبيخ أمي" ، و"يا أيها الآخر..سلام"، و "هذا ما يسمونه اكتئاب"، و "حتى الإخوان يقعون في الحب "، و"بيني و بين الله", وقد قال المؤلف فى مقدمته: "تجاوزت خطاب الترويج والدعوة..إلى الكلام عما أشاء كما أحب ستسمعون لأول مرة، شابًا تربى داخل الإخوان لا يخشى أن يتكلم عن حياته العاطفية، أو عن الجنس، ولا يمتنع عن نقد الإخوان الذين يعتبرهم أهله".
http://www.copts-united.com/article.php?A=20294&I=503