أبو العز توفيق
احتفالات الدير بعيد قديسه "الأنبا بيشاي"
كتب: أبو العز توفيق- خاص الأقباط متحدون
يحتفل الدير الأحمر بعيد قديسه "الأنبا بيشاي" خلال شهر يوليو الحالي، وتبدأ الاحتفالات بصلاة رفع بخور عشية؛ ثم بعد ذلك يصطف الشمامسة ليقوموا بعمل دورة الأيقونة حول الدير، ويرأس الصلاة نيافة "الأنبا يوأنس" -الأسقف العام وسكريتر قداسة البابا والمشرف على الديرين الأبيض والأحمر- وبعد متنصف الليل يصلون صلاة التسبحة ،وفي الصباح الباكر تُقام صلاة القداس.
ويقع الدير في منطقة "أدريبا" الفرعونية القديمة، والتي تُعرف الآن باسم الجبل الغربي بسوهاج شمال دير "الأنبا شنودة" رئيس المتوحدين -والشهير بالدير الأبيض- بحوالي 4 كم غرب مدينة سوهاج، وحوالي 11 كم.
ويعد الدير الأحمر من أعظم الآثار القبطية، وقد بُني على طراز كنيسة القيامة بالقدس؛ وذلك في القرن الرابع الميلادي، ولقداسة البابا مقولة جميلة على الدير الأحمر تقول: "الذي لم يذهب إلى القدس عليه الذهاب إلى الدير الأحمر بسوهاج؛ فكأنه ذهب إلى القدس".
سيرة قديس الدير
وقد سُميّ الدير على اسم القديس العظيم "الأنبا بيشاي"، وهذا القديس كان قد وُلد بقرية "باصونة –بأخميم"، وفي شبابه صار يسلك بالشر، ولكن الله لم يتركه لشره، بل سمح له بمرض وأعلن له في رؤيا مشهد العذاب الأبدي؛ فرفع "بيشاي" نظره إلى السماء وصرخ قائلاً: "يارب.. إن شفيتني من هذا المرض أتوب وأرجع إليك من كل قلبي"؛ فشفاه الرب ونفذ "بيشاي" وعده للرب وانطلق إلى الدير ليلتقي "الأنبا بيجول" -خال الأنبا شنودة رئيس المتوحدين- في جبل "أدريبا"، وصار "بيشاي" قديسًا عظيمًا.
وللأنبا "بيشاي" تعاليمه ونسكياته بالمخطوط رقم 447 بالمتحف القبطي بالقاهرة، وله أيضًا مخطوطة رقم 438/50 -نسكيات الأنبا بيشاي"- بالدار البطريركية بالقاهرة.
الدير الأحمر شاهد على حضارة المصري القديم
ويعد الدير الأحمر شاهدًا على حضارة المصري القديم؛ فمثلاً الشكل الخارجي على شكل مستطيل، وهذا هو الشكل الذي تميزت به مساقط المعابد المصرية القديمة، أيضًا السور الخارجي يميل إلى أعلى، ونحت أعتاب المداخل الخارجية مستوحاة من المعابد المصري.
كما تظهر عظمة الفن القبطي في الأيقونات الآثرية الموجودة في الدير الأحمر؛ فهناك أيقونة القربانة المقدسة، وأيقونة للصليب والغطاء، وأيقونة الشبكة المطروحة في البحر؛ وهي عبارة عن شبكة حلزونية ودوائر تمثل السمك وحمامة تمثل الروح القدوس، وأيضًا توجد صورة لجدول الضرب القبطي، وأيقونة العشاء السري من القرن الثامن عشر الميلادي، وأيقونات آثرية أخرى جميلة جدًا.
أما الهيكل الآثري فيستعمل حاليًا ككنيسة، وهو على شكل صليب وقباب بازيليكا، وبجوار القباب توجد مغارتان؛ واحدة قبلية والأخرى بحرية كانتا سكنًا للرهبان في وقت من الأوقات، والجناح الشرقي للهيكل الآثري يوجد به تاج الأعمدة القبطي على شكل ورق العنب، مع وجه نسر في كل جانب منه يتوج كل أعمدة الهيكل، والجناح الشمالي يوجد به عمودان كبيران في الناحية الغربية البحرية، وتاج العمود من الفن القبطي ويمثل العرش الإلهي، والجناح الجنوبي وُجد به 12 عمودًا، وهم رمز لـ 12 رسول، ويوجد في منتصف الهيكل عمود رخام كان يستعمل للإضاءة بالشموع أو بالزيت كقنديل.
ومازال قصر الملكة "هيلانة" أم الملك البار "قسطنطين" قائمًا في قمة الجمال، وقد قامت ببناءه الملكة البارة لما علمت بتجمع الرهبان في هذه المناطق؛ فأمرت ببناء قصر لحماية الرهبان من أخطار البرية، ويرجع تاريخ هذا القصر إلى القرن الرابع الميلادي، ويتكون القصر من ثلاثة أدوار ويوجد به السور الآثري، كما يوجد بداخل السور أيضا كنيسة آثرية صغيرة باسم السيدة "العذراء مريم"، وتم العثور على كنيسة قديمة بداخل السور الآثري أيضًا، كما توجد خارج السور منطقة آثرية بها بئر آثري وبقايا قلالي قديمة، وبعض الأنشطة مثل طحن الغلال ومعصرة زيتون.
تطوير الدير
والدير الأحمر يشهد الآن تطورات كبيرة؛ فقد تم بناء سور حول الدير على مساحة كبيرة جدًا، كما توجد استراحات للزوار مكونة من أربعة أدوار، وتوجد مزراع نباتية وحيوانية وقاعة اجتماعات وورشة بلاط وصيدلية ومكتبة، وقد تم بناء كنيسة باسم القديس "الأنبا كاراس" السائح، وكنيسة بداخل مزرعة الدير باسم القديس "الأنبا بيشاي والأنبا بيجول".
وقد تم اعتماد مبلغ 30 مليون جنيهًا من هيئة اليونيسكو بالاتفاق مع جامعة جنوب الوادي لتطوير الدير وجعله مزارًا سياحيًا عالميًا، وقد بدأ العمل فيه منذ سنتين تقريبًا من خلال بعثة إيطالية لترميم الرسومات الجدارية بالدير.
http://www.copts-united.com/article.php?A=20329&I=504