صنع فى الصين

مريم حليم

بقلم: مريم حليم
بدايةً، معذرة لقرائنا الأعزاء عن البداية الصينية البحتة لعنوان مقالى، ولكن عندما نتكلم عن "الصين"، ومنتجاتها التى غزت العالم أجمع، ومنها شقتى المتواضعة كجزء من هذا العالم أيضاً، أتكلم عن هذا الإنسان الصينى ضعيف البنيان، جبار العزيمة.
 
هذا الإنسان الذى لم نكن نعرف عنه إلا الإبتسامة المتواضعة، وطريقة التحية الصينية الشهيرة، عن طريق الأفلام، أو كشعب بعيد عنا، أو كما كنا نعلم عن عجائب الدنيا، ومنها سور الصين العظيم.
 
فجأة، وبدون مقدمات، غزت "الصين" العالم، وبالطبع أقصد بقولى بدون مقدمات من عندنا نحن، أما هم فقد استعدوا لهذا الغزو بدرجة إمتياز.
 
فعندما كنا نرى الإعلانات الموجّهة لنا بالعافية "اشترى المصري، واحمى صناعة بلدك" كانوا هم يقولون: "اشترك أنت وزملائك فى شبر أرض، واحنا هنساعدك على التصدير"
 
نعم، هذه هى الحقيقة، فالشاب عندنا لا يكاد يفكر فى بداية مشروع صغير حتى يبدأ هاجس التصاريح والتراخيص المعرقلة التى تجعله يرجع منكس الرأس، ليسمع على تليفونه الصيني، أو تليفزيونه الصيني "أغنية كوكب الشرق تفيد بإيه ياندم وتعمل إيه ياعتاب" من كل الذين خذلوه فى بلده.
 
 أما الصينيون فقد بدأوا بالولاعات، والمنتجات البلاستيكية الرخصية، وانتهوا بأحداث أنواع السيارت والمتوسيكلات التى تنافس نظيرتها الأمريكية والأوربية بشراسة.
دخلوا ببضائع صغيرة تُحمل على الكتف، وانتهوا بآلاف الحاويات فى الموانى، يسافر إليها التجار المصريين عائدين بها.
 
لم يبخلوا فى الدعاية الجيدة لبلدهم، ودخلوا بتأشيرات سياحية ليكونوا ثانى يوم أمام بيتى ليقولوا لى: "معايا جهاز العروسة..بلكنة عربية مكسرة كثيرًا، ومنظمة قليلا" 
 وهى عبارة عن ألياف صناعية صُنعت من أردأ الخامات، ماذا حدث؟؟ 
 
ماذا حدث لنرى غزوًا إقتصاديًا لم نشهده من قبل من عشرات السنين؟
 
انظروا حولكم لتجدو سيارات تجرى فوق الأرض، وموتوسيكلات تطير كالصقور،  
دراجات نارية سعرها لا يساوى بوتاجاز حديث، أو ثلاجة، يطير بها الأطفال كالصاروخ لا يلحقهم أحد. فهذه لعبة جميلة اشتراها له أبوه هدية الإبتدائية!!
 
من صنعه (الموتوسيكل) يسير قى طرق مخصصة فى بلده، ونحن نذهب به لنشترى علبة كبريت. 
ولو ع الماشى خبط واحد ولا اثنين مفيش مانع، فالمجرم معروف، وهو حلاوة الصينى. وهى الماركة التى انتشرت بها المتوسيكلات نسبة إلى التاجر الذى  أدخلها إلى "مصر"، ولا لوحات، أو إشارة لمالكه.
 
وهناك العشرات من تلك المشاكل، فهذه للمحمول، وهذه للأدوات الكهربائية، وهذا للأجهزة الطبية... 
أنا لا أعارض منتج أو صناعة، ولكننى أعارض الإستخدام العشوائى غير الآمن وغير المحسوب.