جرجس بشرى
بقلم: جرجس بشرى
برغم وعود الحكومة المصرية بقصر العمل بقانون الطوارئ بالبلاد على جرائم الإرهاب والمُخدرات فقط، إلا أنه ما زال هناك بعض المُدونين المُعتقلين من قِبل وزارة الداخلية المصرية -بسبب أرائهم- قيد الاعتقال حتى هذه اللحظة.
ولعل اعتقال المدون المسيحي المصري "هاني نظير" -والذي اعتقلته الداخلية المصرية بدون وجه حق لآراء نشرها على مدونته "كارز الحب"؛ ورأت الداخلية أن تلك الأراء تسئ للإسلام- يؤكد زيف ادعاءات الحكومة المصرية بتطبيق قانون الطوارئ على الإرهاب والمخدرات فقط.
ومع أن وزارة الداخلية أفرجت مؤخرًا عن مدونين ومعتقلين كثيرين؛ أبرزهم الناشط الحقوقي السيناوي "مسعد أبو فجر" وبعض المُعتقلين من بدو سيناء، ومع أنها أطلقت سراح كثير من المعتقلين المُنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن "هاني نظير" ما زال قيد الاعتقال منذ 3 أكتوبر 2008م حتى لحظة كتابة هذه السطور.
وبرغم مناشدات منظمات حقوقية مصرية ودولية كبرى أبرزها منظمة "هيومان رايتس ووتش" و"الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" للداخلية المصرية بسرعة الإفراج عن "هاني نظير"، إلا أن وزارة الداخلية ما زالت مُصرة بل ومتعمدة احتجاز المدون المذكور!
ومن الأمور المُفجعة حقـًا والمثيرة أن "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" بمصر، كانت قد كشفت أن إدارة سجن "برج العرب" بالإسكندرية قد منعت مُحامي وحدة الدعم القانوني لحرية التعبير بالشبكة من زيارة المدون المسيحي 3 مرات، والفضيحة الكبرى التي تؤكد على أن هناك استهداف من قِبل وزارة الداخلية المصرية للمدون المسيحي لدافع "ديني بحت"؛ هو ما أشارت إليه "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" بقولها أنها استطاعت أن تحصل على معلومات تفيد باستمرار اعتقال "هاني نظير" حتى يُعلن إسلامه فيُفرج عنه!!
العجيب أن "هاني نظير" -وبحسب منظمة "هيومان رايتس ووتش"- قد صدر حكم محكمة في 3 أبريل لعام 2010م بالإفراج عنه، إلا أن وزارة الداخلية قد جددت اعتقاله للمرة السادسة بموجب قانون الطوارئ؟
وقالت "سارة ليا ويتسن" -المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش- أن تجديد حبس "نظير" المتكرر يوضح زيف زعم الحكومة المصرية بأنها لا تستخدم قانون الطوارئ لحبس الأفراد ذوي الآراء المُعارضة، والحكومة هنا لا تتعامل مع مسألة أمن قومي طارئة، بل تضطهد كاتبًا قد تُضايق مدونته بعض الناس.
إنني من على منبر صحيفة "الأقباط متحدون" أطالب الحكومة المصرية واللواء "حبيب العادلي" وزير الداخلية بسرعة الإفراج الفوري عن المدون المسيحي المصري "هاني نظير"؛ لتثبت للعالم -على الأقل- حسن نواياها تجاه مسيحيي مصر، وإن لم تفعل الحكومة ذلك.. فهل مطلوب من "هاني نظير" أن ينطق الشهادتين ويعلن إسلامه؟؟ كما طالبه بذلك أحد الضباط بسجن "برج العرب"؟؟
يا للمهزلة..
http://www.copts-united.com/article.php?A=20486&I=508