حزب الوفد وليبرالية جريدته

رؤوف زكري مكارى

بقلم : رؤوف ذكري
ينفرد حزب الوفد عن باقى الاحزاب المصرية بأنه حزب ليبرالى علمانى يؤمن باقتصاديات السوق الحر وبالنظام الديمقراطى الذى يسمح بتداول السلطة بين الاحزاب المختلفة ويكفى التأمل فى شعار الحزب بان " الحق فوق القوة والامة فوق الحكومة " ،
 
وبالنظر إلى تاريخ الوفد العريق وتأثيره فى الحياة السياسية المصرية نلاحظ دوره الواضح فى قيادة الامة فى أحلك فترات تاريخها أثناء الاحتلال البريطانى ومفاوضاته مع سلطات الاحتلال وقتئذ بواسطة زعيمه ومؤسس الحزب الراحل سعد زغلول الذى قاد اهم ثورة شعبية عام 1919 تلاحمت فيها مختلف قوى الشعب فضمت الرجال والنساء ، المسلمون والمسيحيون ، الشيوخ والقساوسة كانت لهم أجندة واحدة لا تحتمل إلا بنداً واحداً وهو طلب الحرية وطرد المستعمر الانجليزى

وتوالت القيادات التاريخية على رئاسة الحزب فتولى الراحل مكرم عبيد رئاسة الوزارة فى وقت لم تكن هناك نعرة طائفية ولا فتاوى بمدى أحقية قبطى فى رئاسة الوزارة وهكذا تأسس الوفد على مبادئ المواطنة الحقيقية قولاً وفعلاً إلا أن حدثت السقطة الكبرى للوفد فى انتخابات مجلس الشعب عام 1987 عندما تحالف مع جماعة الاخوان المسلمين بغية الحصول على اكبر عدد من مقاعد مجلس الشعب وقتئذ وخرج الوفد عن مساره الليبرالى فى سقطة ندم عليها كثيراً فيما بعد.  ثم توالت القيادات المختلفة على رئاسة حزب الوفد ومر بفترات ضعف سياسياً كغيره من الاحزاب المصرية ساعد على ذلك التناحر الداخلى بين فصائله المختلفة وتاه الحزب وأصبح كالماء لا لون له ولا طعم ، إلا ان اجريت الانتخابات على رئاسة الحزب فى مايو الماضى وفاز بها الدكتور/ السيد البدوى وقد أجريت هذه الانتخابات فى ظل ديمقراطية وشفافية حقيقية احدثت تفاولاً بشأن أمكانية تكرار تلك التجربة على كافة المستويات وأصبح هناك ولاول مرة رئيساً سابقاً يهنيء الرئيس المنتخب ويتعهد بالتعاون معه

هذه التجربة أحدثت تأثيراً ايجابياً على المواطنين فوجدنا العديد من الشخصيات العامة تقوم بالتوقيع على طلبات الانضمام للحزب انعكاساً لشفافية انتخاباته فأنضم إليه الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم وحارس الزمالك عبد الواحد السيد والداعية الاسلامية د. سعاد الصالح والشيخ فرحات المنجى و أخرون .
ولان اوقات الفرح قصيرة كما يقولون ففوجئنا بتصريح أو فتوى في منتهي الغرابة للدكتورة سعاد الصالح و المرشحة لرئاسة اللجنة الدينية بالحزب بعدم أحقية القبطى فى تولى منصب الرئاسة., هذا التصريح الذى أحرج الحزب وقيادته كثيراً وسرعان ما نفت الدكتورة هذا التصريح وحاولت ان تجمل كلامها وبين التصريح والنفى أجد نفسى مندهشاً ويدفعنى الفضول لطرح عدة اسئلة علي الدكتورة/ سعاد الصالح.

هلى قمتى يا دكتورة بقراءة مبادئ الحزب قبل التوقيع على طلب الانضمام له وهل ادركتى ان حزب الوفد هو حزب علمانى وليس حزب دينى …….!?!! إلا أن حدثت الطامة الكبرى وقامت جريدة الحزب والقائمين عليها فجاة وبدون مقدمات بحذف التقويم القبطى من ترويسة الجريدة والاكتفاء فقط بالتقومين الميلادى والهجرى دون اى مبررات مفهومة ، نعم لقد عاد مرة اخرى التقويم القبطى بعد حملة ناجحة للاقباط متحدون ، وأنا هنا لا اتكلم عن التقويم القبطى فى حد ذاته و حذفه أو اعادته مرة اخرى ولكنى أتحدث عن محاولة طمث مرحلة من الكفاح المشترك شارك فيها أقباط مصر إخوانهم المسلمون فى طرد المستعمر البريطانى فالمعنى المقصود ليس تاريخاً فنادراً ما يقرأ القارئ التاريخ ولكن المعنى اكبر من ذلك كثيراً ، أننى اشعر بوجود تيار داخل حزب الوفد يريد أن يشق المواطنة وان يتلاعب بمبادئ الحزب.

نعم لقد استجاب مسئولو الجريدة وأعادوا التاريخ القبطى ولكن المطلوب هو سؤال القائمين على الجريدة لماذا حذفوا التقويم القبطى وما هى مبرراتهم وضمان عدم اتخاذ اجراءات من هذا القبيل مستقبلاً.

إن ليبرالية الجريدة لا تنفصل عن حزبها فالجريدة هى لسان حال الحزب.
إن مصداقية الحزب فى خطر كبير وليبراليته فى تحدى أكبر ويظل السؤال معلقاً هل سيحافظ الحزب على شعاره قولاً وفعلاً أم تنشط طيور الظلام هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع