مادلين نادر
"هانى نظير":
- أنا حاليًا فى ضيافة نيافة الانبا "كيرلس" أسقف "نجع حمادى"
- كان جواب اعتقالى قد صدر بالفعل منذ أن كنت فى مركز "ابو تشت" فى 3 أكتوبر 2008 .
- لم يتم السماح للمحامين بزيارتى سوى مرة واحدة فى مارس 2009.
- شكر خاص لجميع الهيئات والمنظمات التى اهتمت بقضيتى وتحدثت عنها كثيرًا، مثل جبهة المليون، وموقع "الأقباط متحدون".
- أسرتى تعرضت فى البداية -بعد اعتقالى- لبعض المضايقات من الجيران بالقرية، ولكن الآن الوضع اختلف.
- من المنتظر أن استمر فى العمل والنشاط ولكن بتوجه مختلف، يكون التركيز فيه على حقوق الإنسان بشكل عام، ومن ضمنها حقوق الأقباط.
حوار : مادلين نادر- خاص الأقباط متحدون
تم الإفراج عن "هانى نظير"- المدون القبطى- يوم الخميس 22 يوليو الجارى من الإعتقال بسجن "برج العرب" بـ"الاسكندرية"، بعد اعتقال استمر لمدة 21 شهرًا منذ 3 اكتوبر 2008.
"نظير" صاحب مدونة "كارز الحب"، هو شاب من احدى قرى محافظة "قنا"، وكان قبل اعتقاله يعمل كأخصائى إجتماعى باحدى المدارس هناك..قصة إعتقاله تحمل الكثير من التفاصيل والمغالطات، والمساندة أيضًا من بعض منظمات حقوق الإنسان، وتجاهل منظمات حقوقية أخرى لقضيته..
ولنتعرف عن قضية اعتقاله طوال ما يقرب من عامين، كان لـ"الأقباط متحدون" هذا الحوار:
* هل عدت إلى منزلك وأسرتك بعد الإفراج عنك؟
حتى الأن لم أعد إلى منزلى، وانا حاليًا فى ضيافة نيافة الأنبا "كيرلس" أسقف "نجع حمادى".
* وكيف تم اعتقالك؟ وما أسباب هذا الإعتقال؟
انشئت مدونة على الإنترنت باسم "كارز الحب"، ووضعت عليها روابط لبعض المواقع الإلكترونية القبطية، وأحد هذه المواقع نشر على صفحته رواية "تيس عزازيل"، والتى ترد على رواية "يوسف زيدان" والتي تسمي "عزازيل". ودخل كثيرون على المدونة الخاصة بى، ثم على هذا الموقع من خلال الرابط الموجود على المدونة، ومن هنا حدثت المشكلة.
وفى نفس هذا اليوم، جاء بعض الجيران المسلمين إلى بيتنا بالقرية وهم متضايقون جدًا، ومعتقدون أننى قمت بوضع هذه الرواية على مدونتى بمجرد أنهم دخلوا عليها من خلال الرابط. وتحدثت إليهم واقتنع بعضهم أنني لا ذنب لى، ولم يقتنع آخرون. وتركت المنزل فى 1 أكتوبر 2008 حتى لا تحدث مشكلات مع أهل القرية إلى أن تهدأ الأمور. واتصل بى تليفونيًا نيافة الأنبا "كيرلس"- أسقف "نجع حمادى"- ودعانى للذهاب إليه لإيجاد حل للموضوع، وكان ذلك فى مساء يوم 2 أكتوبر، وذهبت إليه بالفعل، وقال لى: إننا سنذهب لقسم الشرطة لعمل محضر بهذا الموضوع حتى يتم حله نهائيًا، وبالفعل أخذنى معه فى صباح يوم 3 أكتوبر إلى مركز شرطة "أبو تشت" بمحافظة "قنا"، وبعد أن وصلنا إلى هناك قال لى نيافته: سأتركك الأن وآتى إليك بعد ساعة،ولكنه ذهب ولم أره إلا بعد 21 شهرًا.
بعد ذلك تم ترحيلى لمركز شرطة "بندر قنا"، ثم لمقر أمن الدولة بـ "أسيوط"، فإلى مبنى أمن الدولة بـ"لاظوغلى" بـ"القاهرة"، ومن هناك تم ترحيلى لسجن "برج العرب" كمعتقل، وكان جواب اعتقالى قد صدر بالفعل منذ أن كنت فى مركز "ابو تشت" فى 3 أكتوبر 2008 .
وتم اعتقالى 68 يومًا، وأخذت بعدها إفراجًا من المحكمة، ولكن عند عودتى لمركز الشرطة بـ"قنا" فوجئت بجواب آخر بتجديد اعتقالى، وتكرر ذلك عدة مرات؛ حتى أنهم كانوا يرسلون لى جواب الإعتقال وأنا فى سجن "برج العرب" بـ"الاسكندرية" بالفاكس.
* هل قام المحامون بزيارتك بانتظام وأنت معتقل؟
لم يتم السماح لهم بزيارتى سوى مرة واحدة كانت فى مارس 2009، ثم بعد ذلك تم منعهم نهائيًا من زيارتى، أما فيما يتعلق بزيارة الأهل لى فكانت مسموح بها.
* اهتمت كثير من المنظمات الحقوقية بتبني قضيتك..فما أهم هذه المنظمات؟
هناك محامون قاموا بتبنى قضيتى والإهتمام بها، وبالمثل منظمات حقوقية، من أبرزها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، خاصة "جمال عيد"- مدير المنظمة- والمحامية "روضة أحمد"، وكذلك "هدى نصر الله"- المحامية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية. هؤلاء هم أكثر من وقفوا بجوارى، وتعبوا معى . فشكر خاص لجميع الهيئات والمنظمات التى اهتمت بقضيتى وتحدثت عنها كثيرًا، مثل جبهة المليون، وموقع "الأقباط متحدون". ياليت منظمات حقوق الإنسان تهتم بأوضاع المساجين بشكل أكبر، وأن تسعى لأن يحصلوا على الحقوق البسيطة لهم كتوفير المآكل والملبس، ومكان مناسب للنوم، بالإضافة للرعاية الصحية لهم.
* وهل شعرت بأن هناك من تخلّى عنك في هذه الأزمة؟
حقيقة الأمر أن هناك منظمات لحقوق الإنسان بعضها قبطية توقعت انها تقف بجوارى، ولكنها لم تفعل، بالرغم من معرفتهم بى على المستوى الشخصى، ويعلمون أيضاً أننى ليس لى أى علاقة بموضوع الرواية، إلا أنهم لم يتحركوا واكتفوا بمتابعة الموقف من على بعد، كأى شخص عادى لا يمكنه التدخل بشكل مهنى أو منظم.
* هل تعرضت لأى تعذيب خلال فترة اعتقالك؟
لم أتعرض لتعذيب من قبل جهاز أمن الدولة، لكن المشكلة أننى كنت أشعر بأنه تتم محاسبتى على شىء لم أفعله، كما أننى علمت أن أسرتى تعرضت فى البداية بعد اعتقالى لبعض المضايقات من الجيران بالقرية، ولكن الآن الوضع اختلف، وتفهم أهل القرية خاصة المسلمين أننى لم أقم بالأشياء التى نسبت إلى.
* وماذا عن المعاملة في السجن؟
كنا نجلس (35) شخصًا فى غرفة واحدة، مساحتها لا تزيد عن 4 م * 6 م، فتخيلوا كيف تكون الحياة داخل المعتقل بهذا الشكل.
* هل فكرت ماذا ستفعل في الفترة المقبلة؟ وهل سيكون لك نشاط من جديد؟
الأمر سيختلف، من المنتظر أن استمر فى العمل والنشاط ولكن بتوجه مختلف، يكون التركيز فيه على حقوق الإنسان بشكل عام، ومن ضمنها حقوق الأقباط.
* هل لتجربة الإعتقال ايجابيات؟!
** بالرغم من قسوة هذه التجربة، إلا أنها كان لها بعض الجوانب الإيجابية، حيث أننى تعاملت مع شخصيات متنوعة من محافظات مختلفة، وذات توجهات فكرية متباينة.
* وماذا عن السلبيات؟
أكثر شىء أعتقد أن له أثر سلبى فى تجربتى هذه، هو أن هناك بعض الناس لا يزالون يعتقدون فى أننى قمت بإثارة الفتنة الطائفية فى قريتى، بالرغم من أن ذلك غير حقيقى. ليس ذلك فحسب بل إننى كنت فى مجال عملى كإخصائى اجتماعى بأحد المدارس، وبدأ بعض الطلاب أيضًا يفكرون من هذا المنطلق. بالرغم من تميزى فى مجال عملى، فأنا كنت من أنجح الأخصائيين الإجتماعيين على مستوى مديرية التربية والتعليم بـ"قنا"، كما قمت بأنشطة فى مدرستى حصلت بسببها مدرستى على شهادتي تقدير، حيث كنت أقدّم مجلة بالمدرسة بعنوان "رسالة الأجيال".
http://www.copts-united.com/article.php?A=20750&I=515