عبد صموئيل فارس
بقلم: عبد صموئيل فارس
بالأمس هتفوا له وصنعوا منه بطلاً في مقام صلاح الدين الأيوبي عند العرب، واليوم خرجت الحناجر الإعلامية التي صوبها نحوه النظام المصري لتلعنه من شعر رأسه إلى إخمص قدمه، هو الإرهابي المعروف بسماحة الشيخ حسن نصر الله والذي قام باحتلال لبنان منذ العام 1982، فلم يكتفِ بذلك بل أخذه حماس الشباب حتي قام باختطاف جنديين إسرائليين وظن أن إسرائيل ستتوسل إليه حتى يقوم بإعادة الجنديين ولكن كانت آلة الحرب المدمرة على موعد لدك الجنوب اللبناني في يوليو 2006، وقتل 1300 لبناني وتدمير البنية التحتية للمنطقة الجنوبية بالكامل ليهتف العرب لصلاح الدين ويقولون أنه انتصر.
صدقوني إنني كدت أن أُصاب بالجنون مما يحدث فلم أكن مستوعباً هذه المرادفات الغريبة، إرهابي يدمر دولة ويقولون أنه انتصر وهو تحت الأنفاق يتنعم ويسمونها مقاومة، واحتشد المصريين بإعلامهم الذي وقع فريسه لرجال الثورة الإسلامية في طهران يمجدون في الرجل ويصنعون منه بطل كما في سينما هوليود.
وأتت علينا حرب غزة والتي كانت نسخة كربونية مما حدث في الجنوب اللبناني وقتل نفس القدر الذي تم في لبنان مع تدمير كامل لغزة وخسائر بالمليارات ومن يدفع الشعب العربي من قوته، وكما الحال خرج علينا الإرهابيين من حماس ليقولوا أننا انتصرنا، أي انتصار هذا؟ لا أحد يعلم، المعلوم هو شيء واحد في الحدثين أن نصر الله وغيره تركوا كل شيء وتفرغوا لمهاجمة مصر ويقوم بتحريض الشعب والجيش على قلب نظام الحكم.
والأدهى من ذلك أنه يكوّن خلية إرهابية تعمل داخل مصر ولها عدة أهداف من بينها أعمال تخريبية داخل مصر كما حدث في طابا وشرم الشيخ صيف 2006، وكان معلوماً لدى الجميع أن نصر الله كان سيسقط في هذا الفخ الذي نصبه له النظام المصري بمخابراته التي تتعاون بشكل كامل مع هذه المنظمات، وفي الوقت المناسب تقوم بإسقاطها فأخينا نصر الله صنع منه التطرف بطلاً في الشارع العربي لكن في الواقع هو ضحية كما الملايين مثله.
نصر الله طفل في عالم السياسة وعندما أراد أن يستعرض عضلاته متوهماً في نفسه أنه أصبح بطلاً.
بالفعل فنحن بارعون في صنع الكذب والعيش بداخله على أنه حقيقة، ولكن كان حظ سماحة الشيخ عسراً فقد اصطدم بمصر وهو لا يعلم من هي مصر، فهي أثبتت الأحداث أنها ما زالت تمسك بزمام الأمور وكل أطراف اللعبة بين يديها حتى تنقطع الزيارات بين القاهرة وتل أبيب عندها يكون في الإمكان خروج مصر من الملعب السياسي.
عزيزي نصر الله.. أنت الوحيد الذي هز عرش بن لادن وقرينه الظواهري بعد أن سيطروا على الساحة الإعلامية لعدة سنوات قبل أن يظهر نجمك لامعاً في عالم الإرهاب وسفك الدماء كما الحال معهم.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=2083&I=57