أبو العز توفيق
كتب: أبو العز توفيق- خاص الأقباط متحدون
"انتخبوا ابن الدائرة"، "منكم وإليكم"، "مكتبى مفتوح فى أى وقت"، "من أجلكم رشحت نفسى"...عبارات ومانشيتات نراها ونسمعها فقط قبل انتخابات المجالس النيابية، ثم ما تلبث أن تتبخر، كالماء فى ظهيرة يوم شديد الحرارة. حيث ينجح العضو ثم يختفى، ويصبح من الصعب أن تجد سبيلاً لمقابلته..
كل هذا أدى إلى فقدان الثقة فى أى عضو، وبالتالى فى البرامج الإنتخابية، وقد أكدت إنتخابات الشورى السابقة حقيقة عزوف الشباب عن المشاركة فى العملية السياسية، ورفضهم الذهاب إلى صناديق الإنتخاب للإدلاء بأصواتهم.
النقت صحيفة "الأقباط متحدون" بمجموعة من الشباب؛ لمعرفة أسباب عزوفهم عن المشاركة فى الإنتخابات والعمل السياسى.
الأعضاء يسعون لمصلحتهم فقط
ففى البداية قال د. "أشرف": كلام السادة المرشحين هواء وضجيج، يزول عندما ينجح هذا المرشح فى المجلس ويصير عضوًا به، فهؤلاء الأعضاء يسعون لمصلحتهم فقط، ولا ينظرون إلى مصالحنا.
وأشار "أشرف" إلى ما يحدث فى فرز الأصوات من تزييف لنتائج الإنتخابات، مؤكدًا أن أن أصواتهم ليس لها أى تأثير بالمرة ..
وتساءل "أشرف": لماذا إذن نذهب إلى صناديق الإنتخابات ونجهد أنفسنا؟ طالما أصواتنا لا تقدِّم ولا تؤخِّر؛ فالإنتخابات محسومة مسبقًا لمن يريده الحزب كما يعتقد كل الشباب .
الدور الحزبى لا وجود له
وأشار المهندس "صلاح" إلى أن الفقر والبطالة التى يعيش فيها الشباب، وعدم ثقتهم فى الأحزاب السياسية، وعد تواجد هذه الأحزاب فى الشارع، كلها من الأمور التى أدى إلى عزوف الشباب عن المشاركة، مؤكدًا أنه لا يرى فى "سوهاج" وجود لأى دور حزبى، فقط قد يشاهد لافتات للأحزاب على أبواب مغلقة، لا يرى أبوابها مفتوحة أبدًا، ولا يرى لها أى تحرك سياسى..
وأضاف "صلاح": إنها مجرد أحزاب ورقية، موضحًا أن هذه أسباب كافية لعزوف الشباب عن المشاركة فى العمل السياسى، والإدلاء بأصواتهم فى الإنتخابات.
ضغوط الحياة والظروف المعيشية
ومن جانبه أكد "سامح حلمى"-محامى- أن الشباب أصبح متشائمًا من عدم وجود عامل محفز يعود عليهم من الإنتخابات البرلمانية، فلماذا يقبل على العمل السياسى؟!! بالإضافة إلى ضغوط الحياة، والظروف المعيشية التى يعيشها الشباب، وإحساسه بأن صوته لا يصل إلى الآخرين، وأنه لا أمل فى التغيير للأفضل غير فقدان الثقة فى نواب الشعب والنخبة السياسية، وعدم الإستجابة لمطالبهم.
نائب الدائرة غير موجود بها
وقال "ناصر على"- خريج كليه تجارة- إنه يحلم بالحصول على عمل كمحاسب فى شركة حكومية؛ حيث أنه درس المحاسبة، ودخل الكلية عن اقتناع ورغبة فى هذه المهنة، وعندما تخرج فوجئ بالواقع المهين فلا وظائف، ولا أحلام. مشيرًا إلى أنه لجأ إلى مكتب عضو مجلس الشعب عن دائرته متوسمًا فيه أن يساعده فى الحصول على وظيفة بحسب ما يسمع منه فى كل دورة وقت تقدمه للإنتخابات، لكنه لم يجد فى مكتبه غير السكرتير، والذى طلب منه أن يكتب طلبًا ويتركه. ورغم انه فعل ما قال له، إلا أنه لم يعمل حتى الآن.
وأضاف "على": لماذا إذن أذهب إلى صناديق الإنتخابات، وأعطى صوتى لأى مرشح، مادام هذا المرشح عندما يصير نائبًا تحت قبة البرلمان، لا يخدم أحدًا من أبناء دائرته.
قصور ثقافة فى العملية السياسية
وأكد "نصحى ذكرى"- مدرس فلسفة-أنه لم يجد أى تحرك سياسى لأى حزب من الأحزاب فى "سوهاج" يقيم نداوات ومؤتمرات لتوعية الشباب بضرورة المشاركة فى الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن هذا قد يجعل الشباب لديهم قصور ثقافة فى العملية السياسية فى "مصر"، بالإضافة إلى أن السادة النواب لم يظهروا منذ نجاحهم فى دوائرهم، إلا بعد إنتهاء الدورة البرلمانية، ولا يخدمون أحدًا من أبناء دوائرهم. وكلها من الأسباب التى تجعل الشباب يرفض المشاركة، والإدلاء بصوته فى الإنتخابات.
أحزاب ورقية فقط
وتساءلت "ميرفت"- بكالوريوس خدمة إجتماعية: إلى متى ستظل الأحزاب مجرد لافتات على أبواب مغلقة ليس لها أى تحرك سياسى؟!! مشيرةً إلى أنها كانت عضو فى حزب من هذه الأحزاب، وقد رأت بنفسها أن هذه الأحزاب ما هى إلا أحزاب ورقية ليس لها أى دور فى المجتمع، الأمر الذى جعلنى أترك هذا الحزب، وأظل بعيدة حتى الآن كل البعد عن السياسة نهائيًا؟ مؤكدةً أن وضع الأحزاب بهذا الحال لا يدل على وجود تغيير وإصلاح جوهرى بـ"مصر". وتساءلت مرة أخرى: لماذا نتعب أنفسنا ونشارك فى العمل السياسى؟!
http://www.copts-united.com/article.php?A=20865&I=518