السيد ياسين: البرادعي مجرد سائح سياسي

الأقباط متحدون

السيد ياسين لمانشيت : الوفد قدم تجربة تستحق التكرار من الاحزاب الاخري لاعطاء دفعة للحياة السياسية المصرية
مقاطعة الانتخابات خطأ فادح ..والأحزاب التي تقاطع من الأفضل تغلق أبوابها .
الحديث عن جمال مبارك وعمر سليمان كمرشحان للرئاسة سيناريوهات عبثية والبرادعي مجرد سائح سياسي
الحكومة تسير بمنطق يوم بيوم ولا توجد رؤية شاملة وتخطيط استراتيجي لمستقبل البلد

خاص الأقباط متحدون

اعتبر المفكر الكبير السيد ياسين ان اقتراح بعض الأحزاب مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة فكرة عبثية وغير سياسية لأن الانتخابات تعتبر فرصة تاريخية للأحزاب التواجد بقوة على الساحة السياسية وتدريب كوادرها وعرض برنامجها الانتخابي ، مؤكدا أن موقف حزب الجبهة بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب خاطئ تماما ويتنافي مع دور الاحزاب السياسية التى لابد ان تتواجد فى الانتخابات وتكشف التزوير وتدعو لمراقبة دولية عليها لضمان نزاهتها ، وأضاف ياسين خلال الحوار الذي أجراه معه الزميل جابر القرموطي فى برنامجه "مانشيت" على اون تي في ، الاربعاء، أن مصر تمر بمرحلة تحول تاريخية فى الانتقال من نظام الحكم السلطوي الى الليبرالي وتسير على طريق الاصلاح السياسي بخطوات متعددة مثل التعديلات الدستورية رغم أن السيد ياسين: البرادعي مجرد سائح سياسيبعض هذه التعديلات كانت ضد الديمقراطية ووضعت شروطا أشبه بالمستحيلة لترشيح منافسين للرئيس الحالي .

وقال ياسين انه ليست هناك ديمقراطية بين الاحزاب السياسية رغم عراقتها وتاريخها الطويل وتنظيمها السياسي والامل فى أن تقتدي أحزاب التجمع والناصري وغيرها  بحزب الوفد فى التجربة الديمقراطية الراقية التى قدمها فى انتخابات رئاسة الحزب بين السيد البدوي ومحمود أباظة وهو ما جعل الناس تستعيد الثقة فى الوفد خاصة بعد الخطوات الجيدة التى اتخذها عقب الانتخابات فزاد اقبال المواطنين على الاشتراك فى عضويته ،مؤكدا ان باقي الاحزاب لو جددت نفسها بالشكل الذي نجح فيه الوفد سوف تتغير الصورة العامة للحياة الحزبية في مصر .

. وقال ياسين ان مستقبل الديمقراطية فى مصر يتوقف على حيوية ونشاط أحزاب المعارضة والامل فى هذا النشاط التنافس بقوة مع الوطني فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمطلوب منها التجدد السياسي والتنظيمى ومصر فى حاجة الى احزاب قوية مثل الوفد "القوي والمؤثر" الذي جذب الناس اليه وباقي الاحزاب لو جددت شبابها ستجذب الناس اليها وعلى الاحزاب ان تكون نموذجا مصغرا لتداول السلطة بالشكل المطلوب وأن ترسخ الاسس الديمقراطية داخلها وتترك الفرصة للتغيير يحدث فيها مع ضرورة التنسيق بين هذه الحزاب لزيادة قوتها بأجندة محددة واهداف واضحة تتنافس فيها مع الوطني على اكتساب ثقة المواطن المصري ، معربا عن اسفه لغياب المصداقية فى تداول السلطة فى  الاحزاب المعارضة المصرية .

•الإخوان
وتناول ياسين موضوع زيارة الوفد لجماعة الاخوان المسلمين لافتا الى ان الزيارة ليست فيها مشكلة لكن الأزمة ظهرت فى الاجتماع الذي دعت اليه الجماعة وحضرته شخصيات سياسية راقية لأن المرشد العام ظهر وكأنه زعيم المعارضة المصرية وزاد اليقين بان القطبين الاكبر فى الحياة السياسية المصرية هما الوطني والاخوان ، مضيفا ان ما حدث استسلام مهين للقوي الليبرالية  التى استسلمت لجماعة الاخوان والتي تحمل برنامج الدولة الدينية المناقضة للدولة المدنية التى يطالب بها جميع المصريين ، لان الدولة الدينية تقوم على "الفتوى" كما وصفها بينما تقوم الدولة المدنية على التشريع تحت رقاب الحاكم العام ،لافتا الى انه سأل  المرشد العام عن الفقهاء الذين حددههم ليكونوا فى لجنة تحكم مصر مستغربا ياسين أن يكون للفقهاء دور سياسي  وهم فى الأساس لا علاقة لهم  بالسياسة ، إضافة إلى أن  عصر الدولة الدينية انتهي  وعندما تقف المجموعة الليبرالية خلف الداعيين لدولة دينية لا يعنى الا خيانة للمثل العليا والديمقراطية .

وأضاف ياسين ان الاخوان  لديهم تحربة سابقة فى الوجود بالساحة السياسية من خلال 88 عضوا فى مجلس الشعب لكنهم لم يقدموا أى جديد لصالح المواطن المصري ولا حتي اقترحوا بدائل لحلول المشاكل الحالية وعلاج السياسات الحكومية الخاطئة ، مشيرا الى ان الاخوان منتشرين بين المصريين لانهم يداعبون  الشعور الديني ونحن كمصريين متدينون بطبعيتنا لكن السياسة تختلف عن الدين فيها رؤي وخطط لابد من تحديدها ولا نسطيع تحكيم النصر الدينى فى كل شئ ا، الى جانب موقف الاخوان المتعصب ضد المرأة والمسيحيين وأستطرد .. الاخوان باختصار مشروع ضد الديمقراطية .
وحول الاعلام المصري فى الوقت الراهن أكد ياسين ان مصر تشهد حالة من حرية الرأى والتعبير بشكل كبير لكن للاسف تشوب هذه الحرية والتعددية وجود أصوات غوغائية وفوضي فى الصحف الخاصة والحزبية وفضائيات دينية تنشر الفكر الخرافي وتتسبب فى بلبلة الرأى العام وواجب اى مثقف واعي أن يمارس دوره فى النقد الاجتماعى المسئول من تشخيص السلبيات وتقديم البدائل لها .

وأكد ياسين ان هناك قوي من داخل الحزب الوطني تعارض الاصلاح بشكل كبير حماية لمصالحهم الخاصة وفى نفس الوقت هناك داعيين للاصلاح بشكل واضح أبرزهم الدكتور حسام بدرواي مما يخلف صراع ومنافسة داخل الحزب الوطني ،وأبرز مثال ما يحدث فى بيع أراضي الدولة وما يحدث فيه من تواطؤ بين بعض السلطات الحكومية وملاك الاراضي من رجال الاعمال والقضايا العديدة التى اتهموا فيها بالاستيلاء على أملاك الدولة للدرجة التى نجد مصر تنقسم بعدها الى منتجعات هنا  وعشوائيات هناك  .
وقال ياسين أن مصر تفتقد الى  رؤية استراتيجية لمستقبلها فالحكومة تسير بمنطق "يوم بيوم" ولا يوجد لديها اى تخطيط واضح لاى شئ فى المستقبل وذلك لأن أصحاب المصالح ليس لديهم منفعة فى دولة بها تخطيط واضح لاى شئ فى المستقبل فمصر بها  فوضي فى القرارات وغياب للرؤية المستقبلية مما يعرض حقوق الاجيال القادمة للخطر  .

•البرادعي
وتحدث ياسين عن مشروع الدكتور محمد البرادعي للتغيير فى مصر منتقدا حملة الهجوم الشرسة التى شنتها الصحف ضده  وأيضا الذين كانوا من مؤيديه أصبحوا الآن من منتقديه ، فهو شخص لديه مشروعه الخاص للتغيير الى جانب مسئولياته الدولية ، وأرى  انه ليس لديه الوقت للعمل السياسي الكامل وغيابه عن مصر ورجوعه كل فترة ليس منطقيا لان عمله ليس به استمرارية وتكريسا لمشروعه السياسي وليس لديه برنامج واضح يخاطب الناس من خلاله سوا المطالب السبعة للتغيير والرأى العام المصري لا يعرف برنامجه لكن من الواضح أن البرادعي يمارس السياسة بالطريقة "السياحية" يذهب لاماكن أثرية وسياحية بينما السياسة تحتاج الى مشروع واضح وتفرغ  للعمل والانجاز السياسي .

*خليفة مبارك
ورأي ياسين أن كل ما يكتب عن خليفة الرئيس مبارك سواء السيد جمال مبارك او الوزير عمر سليمان هى سيناريوهات مفتعلة وعبثية من الصحافة وكتابها لانه للآن لم يعلن أى حزب مرشحه للرئاسة التى على أساسها يتم رسم السيناريوهات، داعيا الى وجود اقلام ناقدة بشكل واع مثل الموجودة بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتجية الذي يضم مجموعة من الخبراء المتخصيصين أكاديميا  لا يكتبون مجرد رأي بل معلومات موثقة ومنهج للتحليل.
وأشار إلى أن  ابرز الكتاب الذين يحرص على القراءة لهم سلامة احمد سلامة وفهمي هويدي وجميل مطر ، منتقدا كتاب المقالات الذين يكتبون وكأنهم على القهاوي لا يقدمون معلومة ولا اقتراحات بالحلول ومثلهم بعض مقدمي البرامج الذين ينصبون أنفسهم حكاما على القضايا الاجتماعية المختلفة  قائلا " نريد اعلاما منضبطا يقوم على المعرفة والعلم وتتبع المصارد الحقيقية ومعالجة المنهج العلمي الحقيقي"  .