"مرة 1 مسلم و1 مسيحي" يسخر من الطائفية

عوض بسيط

كتب: عوض بسيط- خاص الأقباط متحدون
 بحرفية الصحفي وتلقائية الشاب "الروّش"، يحوّل "محب سمير" صفحات كتابه الساخر "مرة 1مسلم و1مسيحي" إلى مشاهد سينمائية معبرة عن حالة الطائفية التي يعيشها المجتمع المصري، قراءة واحدة لهذا الكتاب كافية لتعرية أغطية الزيف التي يستر بها الإعلام الرسمي مدى طائفية تفكيرنا، والتي قد تصل إلى السؤال عن شرعية تنفس نفس الهواء مع الآخر!!

اسم مشترك!
 ‘‘مصطلح غريب مش هتلاقيه إلا في مصر.. لو حاولت تفهم الجملة.. ممكن تتخيل إنه بيقصد "اسم مشترك" بين ولد وبنت.. زي "رأفت"، و"رضا"، و"عصمت".. لكن الغريب أن في مصر مصطلح "اسم مشترك" يطلق في المقام الأول على الاسم اللي بيؤدي إلى ديانتين.. زي "باسم"، و"ماجد"، و"نبيل"‘‘.
 وُفق الكاتب كثيرًا في اختيار مشهده الأول ليأخذ القارئ إلى عمق المشكلة، بدون أن يترك له فرصة للاختلاف معه! فأكثر ما يجسد طريقة تفكيرنا الطائفية هو السؤال عن ديانة الأشخاص ذوي الأسماء المشتركة، والتي لا تؤكد هوية صاحبها الدينية.

بلد إشاعات!
 وينتقل "محب سمير" إلى منطقة أخرى في العلاقة بين "عنصري الأمة"، وهي "الشائعات"! ويتناول أكثرها فظاظة وفانتازيا في نفس الوقت؛ مثل تقبيل الرجال للنساء في ليلة رأس السنة، وما يحدث في الأكاليل، ورائحة منازل المسيحيين الغريبة!

عرض الموسم.. غيّر دينك.. واحصل على ده
 في هذا المشهد يتناول الكاتب شائعات التنصير والأسلمة المتبادلة بين الجانبين، مثل تنصير "فايزة الزمر"، والدكتور "مصطفى محمود"، وأسلمة الأميرة "ديانا"، ولاعب الكرة الفرنسي "أنيلكا"!

عندما تفصل "بس" بين عنصري الأمة!
 تلاقي واحد يقولك فلان ده مسيحي بس جدع! بس طيب.. بس راجل.. بس اسكت خالص!! والعكس أيضًا يحدث وبشدة وبحرارة؛ الواد ده مسلم بس أمين.. بس بيحبنا.. بس ابن ناس..".

 هنا الكاتب يجعلنا نستفيق من طائفيتنا قليلاً لنفكر في توصيفنا للناس، الذي يؤكد أن نظرة مَن يستخدم هذه التعبيرات للغير هي نظرة متدنية، فلا ينتظر خيرًا ممَن يخالفه في الديانة!

"مؤمن" والـ CH

 ويسخر الكاتب من امتناع الكثير من المسلمين عن الأكل عند "النصارى"، حتى أن القبطي الذي يريد فتح مطعمـًا خارج شبرا يكون مغامرًا! ويحكي قصة مطعم بوسط المدينة علّق لافتة يطلب موظفين مكتوب عليها "الأقباط يمتنعون"!
 وينتقل إلى الجامعات ليسخر من شارع النصارى الموجود بكل جامعة أو كلية، مثل "شارع دقة" في جامعة القاهرة، حيث يتحول الطلبة المسيحيون إلى مجموعة ذات كيان خاص مغلق، تمامـًا مثل طلبة الإخوان، غير أن الأقباط مسالمون!

عنصرية فتيات الليل!
 أكثر مشاهد الكتاب جراءة، ذاك الذي يصور الجانب الديني في حياة فتيات الليل، فيحكي عن مسيحية ترفض أن تأخذ أجرها من المسيحي، أو المسلمة التي ترفض إقامة العلاقة مع مسيحي باعتبار أن ذلك "حرام"! وإذا وافقت يدور حوار الليلة حول الحلال والحرام في المسيحية والإسلام!

كوكتيل
 38 سؤالاً ساخرًا تتوسط الكتاب، وتكشف القناع منها:
-    اشمعنى المسلمين في مصر يعترضوا ويتظاهروا.. ويشجبوا ويدينوا.. عشان قرار في "سويسرا" مش في "مصر".. يحظر بناء المآذن.. يعني مش المساجد؟!.. لكن المسيحيين في "مصر" برضه.. يعني مش في "سويسرا".. مطلوب منهم يخرسوا خالص وهما مش عارفين يجدّدوا حمام في كنيسة؟!

-    اشمعنى المسلم من حقه يسأل المسيحي عن أي حاجة متعلقة بدينه.. ويشكك فيه كمان؟! لكن المسيحي المفروض عليه مايجيبش سيرة الإسلام أحسنله؟!

-    اشمعنى فيه أمن كتير على الكنايس في مصر.. وماتلاقيش غفير درك حتى قدام مسجد؟!

-    اشمعنى المسيحي اللي ربنا يكرمه ويدخل كلية الشرطة.. يطلع معاش مبكر على درجة لواء.. وشرفية كمان وشرفك.. لكن المسلم ممكن ربنا يكرمه لغاية ما يبقى مسؤول فاسد كبير؟!


-    اشمعنى في مصر "أحمد" ممكن يحب "كريستين" ويتجوزها كمان.. لكن "مينا" ما يقدرش حتى يفكر في "فاطمة"؟!

-    اشمعنى المسيحيين في مصر معظمهم "موبينيل" والمسلمين "فودافون".. ودلوقتي قلبوا على "اتصالات"؟!

-    اشمعنى في مصر "مروة الشربيني" اللي اتقتلت في "ألمانيا" بيقولوا عليها "شهيدة"، وبتوع "نجع حمادي" اللي اتقتلوا برضه بيقولوا عليهم "ضحايا"؟!

 أخيرًا.. "مرة 1مسلم و1مسيحي" أيـًا كانت ديانة قارئه؛ فلابد وأنه سيقرأه في جلسة واحدة، مستدعيـًا مشاهدًا من حياته الشخصية تتطابق ومشاهد الكتاب.