د. ممدوح حليم
بقلم : ممدوح حليم
في بحث أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية للأبحاث والاستطلاع، حول أهمية الدين في حياة الشعوب، جاءت مصر في المركز الأول دون منازع.
بداية نقول إن الدين في مصر تحول من ظاهرة فردية تتعلق بعلاقة الإنسان بربه، إلى ظاهرة جماعية، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى كثير من القلاقل الاجتماعية والتصادمات يكون الدين وقودها وخلفيتها، وهو ما نراه بقوة الآن، مما يهدد أمن المجتمع وتماسكه
لقد فصل الغرب الناضج ذو الحضارة الحديثة المتقدمة، الدين عن السياسة وعن المجتمع، فالدين شأن شخصي، كما أن الدين عندهم أقوى من أن يحتاج إلى مساندة سياسية أو إجتماعية0 من غير اللائق عندهم أن يسأل شخص آخر عن ديانته أو يسعى لمعرفتها أو يميز شخص عن آخر بسببها.
كنا سنسعد بنتيجة البحث هذا لو أن السمة العامة للسلوكيات الاجتماعية غير الواقع الذي يعرفه الجميع من فساد تحتل فيه مصر مركزا ً متقدما ً عالميا ً، ورشوة وكذب وانهيار أخلاقي وغيرها0 الأمر الذي يجعلنا نعتقد أن هذا التدين زائف، وربما كان حيلة نفسية للتغطية على ما في الداخل من فساد وشر، وهي ظاهرة معروفة في علم النفس. لقد وصف الكتاب المقدس هذه الظاهرة بدقة فقال عن أصحابها:
" لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها" 2 تيموثاوس 3 : 5
ليت المصريين يعيدون النظر في تدينهم الظاهري الذي لفت نظر العالم، ليتنا ندرس حالة الشعوب التي لا تعرف الأديان الشرق أوسطية لكنها أحرزت تقدما تكنولوجيا واقتصاديا مذهلا ً.
أخيرا ً أقول إن قول ماركس " الدين أفيون الشعوب"، وقول أتاتورك "الدين سر تخلف الشعوب" ليسا صحيحين إلا في حالة اتخاذ الدين وسيلة للهروب من الذات والواقع والعمل الجاد الذي يؤدي إلى تقدم الإنسانية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=21079&I=524