ومن جبل الهموم نتعلم!!

نسيم عبيد عوض

بقلم: نسيم عبيد عوض 
كتبت السيدة والكاتبة الكبيرة "مارى عبده" مقالًا عن "أسلمة المسيحيات"، وكتب غيرها الكثير من الكتاب. ولكن ما لحظته فيما ورد بالمقال الرقم الذى ذكره رئيس جهاز  التعبئة والإحصاء، وهو(1195) مسيحية تحولت إلى الإسلام بالزواج من مسلمين (2007). وسواء كان الرقم أقل أو أكثر من الحقيقة، وأعتقد أنه أقل بكثير من الرقم  الحقيقى،  فهذا مخطط نعيش فيه من زمن طويل، وخصوصًا بعد نكسة 67. وكأن كل نكسة يسببها قادة "مصر" يكون ضحيتها أقباط مصر. وأنا أذكر أنه فى أواخر الستينات بدأت سياسة خطف البنات والسيدات وأسلمتهم على يد حسين الشافعى- نائب الرئيس جمال عبد الناصر- وفى ذلك الوقت بدأت  تأخذ طريقا واضحا وتخطيطا وسياسة لها أصول وقواعد وقوات تساندها.
 
 ورغم ماقيل وقتها أن الرئيس بنفسه تدخل ليمنع ما يعمله السيد نائبة،  ولكن إستمرت هذه المخططات وخصوصا بعد نشر السلفية على يد الوهابيين العائدين من السعودية , والأموال التى بدأت تنهال على علماء الأزهر ودعاتها،  وحتى يومنا هذا بل إزدادت التحركات  وتنفيذها مع دخول ملف الأقباط تحت سيطرة أمن الدولة وأصبح لكل محافظة مندوب من أمن الدولة مهمتة الأمور الدينية، بل أصبحت إدارة يعمل فيها قطاع كبير من  الضباط ورجال المباحث والمخبرين , ومتخصصين فى الشئون القبطية والمسيحية.
 
وكما قصت علينا  البنت التى خطفوها فى المحلة الكبرى والمنشور قصتها فى جريدة وطنى العدد 2337 عام 2006 وحسب إعترافها شخصيا ان مخططفوها صرحوا بأن مندوب أمن الدولة هو المحرض على خطفها وأسلمتها 
 والمخطط مستمر وبمساندة من أجهزة ورؤوس أموال مخصصة لأسلمة الكثير من بناتنا وسيداتنا بكافة الوسائل .
 
وأعتقد ان المخطط لن يتوقف إلا بعد:
1-  تجريم الخطف والأسلمة القهرية, ومحاكمة الخاطفين سواء تمت الأسلمة ام لم تتم , ووضع عقوبات مشددة على خطف القصر , وعلى جرائم الإغتصاب. 
2- وفى المقام الأول بعد تقنين حرية العقيدة وحرية العبادة , وعدم تجريم من يغير دينه ومعاقبته كمجرم ومرتد , وخصوصا ان هذه العقوبة توقع فقط على المسلم الذى يتحول الى المسيحية ولا تطبق على المسيحى الذى أسلم وحتى بوسائل غير شرعية.
3- بدأ تنفيد تقنين ثوابت للدولة المدنية التى تواكب العصر وتسير فى ركاب التحضر والعيش فى تناغم بين طبقات المجتمع وطوائفه , وإيقاف هذه الجمعيات الشرعية  المنتشرة فى ربوع مصر تنشر السلفية وتدعوا إلى الأسلمة بكافة الوسائل .
4- تقنين قانون حقيقى لحماية الوحدة الوطنية وتوقيع عقوبات واضحة ومحددة على كل من يتلاعب بفتنة طائفية أو بديانات الغير وبعبادته. 
5- كلنا أمل ان تيار التغيير الذى نأمله من واقع خوفنا على أمن وسلامة بلدنا مصر من الوقوع فى  لهيب نار يصعب إطفاءه.
 
وجبل هذه الهموم يثقل على أنفاسنا من زمن طويل ومع ذلك لا نتعلم نحن الأقباط ولا نستفيد من هذه الدروس , مع أن إلهنا يحذرنا بالسهر لآن عدوكم يجول كأسد زائر يحاول أن يبتلعكم , ومع كل هذا فمازال  أمامنا الطريق طويل, ولا مانع ان نستمر فى التعليم والتحذير والسهر من أجل حماية بيوتنا وأولادنا من السقوط بين مخالب قوات العدو وأعوانه المنشرين فى كل بقاع مصر ينتظرون ويخططون لسقوط الفريسة.
 
ومن قبطى شاهد عيان نذكر لكم كيف يتحول الأقباط إلى الإسلام فى بلاد مصر:
أولا: الحب والجنس ثم الإسلام:
إنهم دائما يبحثون عن الشخصيات القبطية الكبيرة فى البلدة , وبالأخص الذين لهم علاقة بالكنيسة, والهدف إحداث فرقعة بأن الإيمان بالإسلام جذب هؤلاء, ولكنهم واهمون فالأسلوب واحد فى الإيقاع بالفريسة للتحول للإسلام , ولكن يجب الحذر فهو مخطط مدروس منهم ولديهم من ينفذونه بكل دقة. 
والقصة هذه تقع أحداثها فى محافظة تشتهر بأقباطها الذين يتركزون بعاصمة المحافظة والقليل منهم  فى بلاد مجاورة, ونسبة الأسلمة فيها أقل من غيرها من المحافظات المجاورة لنشاط الإكليروس بها.
وقد ركز التيار الإسلامى هذه المرة على الكنيسة , فوجد بها (فريسته) إبن معلم الكنيسة شاب أنيق جميل الطلعة معجب بنفسه, معروف فى البلدة بعلاقاته المنتشرة,  فوجهوا انظارهم الى نقطة الضعف عنده, وهو افتتانه وحبه لفتاه مسيحية من أسرة فقيرة , فوجهوا لها شاب مسلم ثرى أوقع بها , فتحولت الى الإسلام ليتزوجها, وبعد ذلك طلقوها منه لتعيش ذليلة وحيدة , ثم دفعوها لتقترب من حبيب القلب إبن معلم الكنيسة.. الذى مازال ولعا بها , وهذه المرة لم يستطيع المقاومة , ولكنها أخبرته أنه لابد وأن يدخل الإسلام ليتزوجها , وإلا قتلوها كمرتدة , وبالفعل تحول للإسلام وتزوجها, وحدثت الفرقعة فى البلد , وتكتمل القصة بان هذا الشاب وجد نفسه وحيدا لا سند له ولا مال يتعيش منه فتحول للسرقة , وكان أول ضحيته بيت كاهن الكنيسة ليسرق المال والمجوهرات  لتزيد الضربة مرتين والمسلمون سعداء به بينهم.
 
ثانيا: مصيدة المراهقة والجنس وبنات بدون رقابة:
أحداث هذه الواقعة فى محافظة تتصاعد فيها حركة الأسلمة لأعداد كبير بين الفتيات والشبان  المسيحيين , وتقع أكبر حركة داخل صفوف الجامعة الذين يتميزون بالحرية الكبيرة فى العلاقات بين الشباب, ولكنها حرية مسموح بها تحت عيون ورقابة قادة الجمعيات الإسلامية فى البلدة,و وقد ركزوا على فريستهم على فتاه فى سن المراهقة من أكبر الأسر القبطية الغنية , والدها من أكبر الجراحين فى المحافظة ومعها فتيات آخرين , حقيقة إنهم يواظبون على إجتماع الشابات كل أسبوع , ولكنهم فى نفس الوقت منفتحون على الآخر , حفلات موسيقى ورقص وشرب الخمور, وهكذا وقعوا فى المصيدة , كانوا أربعة فتيات بنات لأكبر شخصيات قبطية فى المحافظة, وعلى رأسهم هذا الطبيب كما ذكرت, وساقوا لهم شباب متفرنج ومسلم, حتى أوقعوا بالبنات الذين لم يجدوا طريقا للعودة لأهلهم  بعد السقوط, ففروا هاربين مع الشباب المسلم معلنين إسلامهم, ومع جهود أسقف البلدة إستطاع أن يعيد ثلاث فتيات , ولكن الرابعة وصلت الى طريق بلا عودة, وهى التى كانت تعيش فى رفاهية مطلقة وبدون رقابة , وأحدث إسلامها الفرقعة الكبرى لشهرة والدها فى أرجاء المحافظة , وهو المطلوب والمخطط. 
 
ثالثا : الإسلام .. المال أوالفقر..:
محطتنا الثالثة فى قرى إحدى المحافظات التى تشتهر بالسفر الدائم لرجالها الى الدول العربية للعمل وجمع المال والعودة لإقامة مشروع والزواج , المهم وجد الشاب بطل هذا الحدث نفسه وحيدا فى البلد العربى الذى سافر إليه فى وسط أبناء قريته يعيش معهم فهم أصدقاء وجيران , ولكن كلهم مسلمون , عرضوا عليه وظيفة بمرتب مغرى , ولأن هناك شخص مؤمن يحب خدمة المصريين هو الذى أعطاهم وظائفهم , ولكن يجب أن يمر على صاحب العمل فى الجامع, وبالفعل , أخذوه وأعطوه العمل والمال , وبعد أن أوقعوه ,كان من السهل ان يمارس معهم  العبادة فى الجامع ويتحول الى الإسلام, (هذه القصة قد عاصرت وقائعها شخصيا) إنتهت نهاية غير متوقعة, فقد عاد هذا الشخص الى بلدته ولا يعلم أحد  سره  سوى باقى شباب القرية المسلم الذين كانوا يراقبونه فى ممارسة الشعائر الإسلامية و الصلاة ولكنه أخفاها عن عائلته, عاد ليعيش حياته العادية , ثم عرض عليه والده الزواج فتزوج من فتاه مسيحية من أعيان الأقباط , وبعد فترة وبعد حمل زوجته , إكتشف أهله إختفاؤه , وتركه كل متعلقاته , وأرسل إليهم مرسالا يعلن لهم إسلامه منذ ان كان فى البلد العربى, وبعد مشوار طويل , وجد صاحبنا نفسه وحيدا مذلولا ولا حول له ولا قوة ولا سند الا فتيات يدعونها اليه لفعل الرزيلة معهم, وتنتهى قصة هذا الشاب بالندم وظهور السيدة العذراء له, وعودته الى حظيرة الإيمان والى كنيسته وأهله. 
 
وهذه الحالات الثلاثة هى قصص حقيقية وقد عاصرت معظم وقائعها بنفسى ونشرت عنها فى حينها  منذ زمن ليس بالقصير , ولكنها من جبل الهموم الثقيل علينا , وياليتنا جميعا شعب وإكليروس نتعلم منه,  لأن إلهنا القوى يقول لنا " فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " وفى الحقيقة أننا سنغلب العالم بإلهنا المنتصر بنا وبإيماننا , وإذا كانت قضايا تحول الأقباط  للإسلام فى بلاد مصر جبل كبير يخفى تحته ذئاب خاطفة,  لكن سيأتى الوقت على هؤلاء حتى يقولون للجبال غطينا من غضب الخروف لأنه من يستطيع الوقوف.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع