تكفير الثقافة الجنسية

بقلم:خالد منتصر

قامت الدنيا ولم تقعد من رجال الخليج الأشاوس على الباحثة الإماراتية «وداد لوتاه»، الموجهة الأسرية فى محاكم دبى، لأنها تجرأت وكتبت عن أهمية الثقافة الجنسية، بل وصل بها عدم الحياء فى رأيهم، إلى درجة تأليف كتاب «سرى للغاية» عن تجربة السنوات التسع التى قضتها فى محاولة حل المشاكل الجنسية، التى أدت بالكثيرين إلى طلب الطلاق فى المحكمة.

فتم تكفيرها، والتهديد بقتلها، ومحاربة كتابها، والتحرش والتربص بها، لدرجة التلاكيك التى وصلت إلى حد اتهامها بالخروج عن الملة، لأن غلاف كتابها قد رسمت عليه علامة الأنثى، دائرة وفوقها صليب، وبالطبع جعلها هذا الصليب مرتدة وآثمة وفاسقة.

المدهش أن كتاب «سرى للغاية» منطلق من أرضية دينية إسلامية، والسيدة وداد سيدة منتقبة وخريجة كلية الدراسات الإسلامية، وبالرغم من كل هذا تم تكفيرها واستباحة دمائها! ما السبب الخفى والمسكوت عنه الذى حرك ثورة الرجال العرب ضد هذه السيدة؟، لا يمكن بالطبع أن يكون السبب هو غيرتهم على الدين،

للأسف السبب الحقيقى هو غيرتهم على ذكوريتهم التى خدشتها هذه السيدة، عندما أعلنت عن حق الزوجة فى الحصول على اللذة الجنسية كاملة، ورعبهم من أن تتحول المرأة من مجرد كائن مفعول به صامت لا مطالب ولا حقوق له إلى كائن كامل الأهلية له نفس المشاعر والحقوق الجنسية، رعبهم من أن ينطلق لسانها وتطلب حقها، وتكشف عورات العلاقات الجنسية المهترئة والمزيفة فى البيوت العربية، التى تقوم على اغتصاب مقنن، والتى فضحتها وداد حين أعلنت أن معظم المتزوجات لم يعرفن ما هو الأورجازم أو هزة الجماع، وأنهن يمثلن اللذة دون أى إحساس حقيقى!

«زوجة قضت مع زوجها ما يقارب ٣٥ سنة، حتى وصلت ٥٢ سنة، تقول معقول يا وداد أنا متزوجة منذ ٣٥ سنة، ابنى تخرج فى الجامعة مهندس، وابنى الآخر دكتور، وأنا ما حسيت بشىء اسمه لذة جنسية!!»،

هذا جزء من حديث الباحثة «وداد لوتاه» فى برنامج إضاءات، مجرد قمة جبل الجليد القابع فى محيط الجهل والتخلف والزيف والنفاق، المرأة العربية عليها أن تعيش مسرحية بانتوميم صامتة، التعبير فيها عن الحميمية قلة أدب، الرجل هو المايسترو والغضنفر الفحل، وحامى الحمى، ومحرك الأحداث، والصياد الآمر الناهى، الذى لابد ألا يعصى له فرمان جنسى، حتى ولو كانت زوجته على ظهر بعير!،

وإلا لعنتها الملائكة صباح مساء، وبالطبع يأخذ الزوج من تراثه الدينى ما يرضى غروره الذكورى، ويتجنب ويتحاشى أوامر هذا التراث بحسن المداعبة وعدم قضاء رغبته قبل رغبتها، إلى آخر هذه الثقافة التى ستفتح عين المرأة وتفقدها الخشا والحياء، فتتحول من وعاء حمل إلى كيان إنسانى، وهذا مرفوض بالطبع من الرجل العربى، الذى يعد أكثر رجال الأرض صرفاً على الفياجرا لإشعال رغبته، وترويجاً للختان والعزل والحجب لإطفاء رغبتها.

الجنس عندنا مونولوج لا ديالوج، وتناسل لا تواصل.

نقلاً عن المصري اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع