سدوم وعمورة....عذرا كاليفورنيا

زهير دعيم

بقلم : زهير دعيم
 عشق التمثيل وبرع فيه  وظنّه واقعًا ، ونسي أنّه يُمثّل ؛ يُقلّد ، يرمي الى الاقتراب من الواقع ، ويمكن الاقتراب في بعض الحالات ولكن في حالة حاكم ولاية كاليفورنيا آرنولد شوارزينجر في أمر زواج المثليين ( لوطيون وسحاقيات) فظلّ الأمرغريبًا عن أورشليم ، وغريبًا عن الانسانيّة والأهمّ غريبًا عن الله.

   فقد دعا هذا المُمثّل !!! صاحب العضلات المفتولة ؛ دعا احد القضاة قبل أيام الى السماح على الفور بزواج المثليين في ولايته كاليفورنيا، وعلّل هو ومحاموه الأمر بأنّه يصبّ في الصّالح العامّ، وأنّه يتسق مع تاريخ كاليفورنيا الطويل في معاملة الاشخاص وعلاقاتهم على قدم المساواة.
 
سدوم وعمورة...عذرا كاليفورنيا ، ستعطي هذه الولاية الكبيرة الحقّ بزواج الرجل من الرجل والمرأة من المرأة ، ناسيًا هذا المفتول العضلات و " العقل " أنّ الأمر لا يصحّ ، وأنّ الرجل مسيحيًا يُكمّل المرأة والمرأة تُكمّل الرجل، وانّ هذا الزواج مصطنع ، تافه ، مضحك ومحزن في آنٍ واحد ، غريب والأهمّ شاذّ
فبمثله وبأمثاله إنصبّ غضب الله على سدوم وعمورة زمن لوط وجعلها كبريتًا.
 
ادري ..بعكس ايليا أبي ماضي ، أدري بأنهم سيقولون هذا الزهير رجوعيّ لا يعيش الألفيّة الثالثة ولا يعرف الانسانيّة والحضارة ، بل يعيش الغابر والماضي....

وسيقولون إنّها مشاعر خاصّة وأحاسيس لا دخل لنا فيها فهي للغير ، فدعهم يختارون حياتهم ويعيشون كما يرغبون فهذا شأنهم.
  ولكن شأنهم  شأن خطير، فيه من الانحراف الكثير ، يملأ الدّنيا بشرٍّ مستطير.
  إنّه انتهاك صارخ للذوق وللحياة والتواصل الطبيعيّ.
  إنّه ذروة الانفلات ؛ انقلات الشهوات وجموحها.
  إنّه ركوب مركب وعريٍّ ضدّ التيّار وضدّ البشريّة وضدّ الله  الذي خلقهما ذكرا وأنثى.
   إنها فحشاء لا حضارة يا آرنولد...انها مهزلة مبكية ومسخرة دامعة!!!
  إنّها دعوة صريحة للفحشاء ، وقلّة الحياء ، والموت والفناء !!!
إنّها جنون لا يقبله العقل ، ولا يستسيغه المنطق حتّى بعد مليون سنة ، فهناك حقائق وبديهيات كما الموت لا تقبل تحويرًا.

 فزواج الشذوذ هو ضدّ الخطّة الالهيّة في الزواج اذ يقول المسيح له المجد  " من  بدء الخليقة ذكرًا وأنثى خلقهما الله ، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمّه ويلتصق بإمرأته " ( مرقس 10: 6، 7 )
  والكتاب المقدّس يحذّر قائلا : "لا تضلوا، لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور.... يرثون ملكوت الله" (كورنثوس الأولى 10،9:6)
  وكيف لا يكون هذا ، وهذا الزواج !!!يُهدّد استقرار الزواج الطبيعي ، ويُهدّد طبيعة تكوين الأسرة وأخلاقيات المجتمع وكرامة الانسان.
  فليس من الحقّ للإنسان أن يُفسد نفسه ، أو يفسد أخلاق غيره ، فالحرّيّة الحقّة لا تُدمّر الانسان ولا تتعارض مع الوصايا الإلهيّة والأخلاقيات والآداب العامّة.

  وها هو آرنولد شوارزينجر يجعل ولايته سدوم وعمورة ...فالمجال مفتوح والباب على مصراعيه ...اختر ما تريد من الفحشاء وتفنّن باسم الحريّة والطالح العامّ ..عذرا الصالح العامّ !!! فلا كانت العائلة المبنيّة على الايمان ، ولا كان الزواج المقدّس إن كان هذا يعارض النزوات والحرّيّات المنفلتة .
  قلت مرّة وما زلت أقول أنّ الربّ قريب ؛ إنّه على السحاب ،ولعلّ  آرنولد شوارزينجر بعمله هذا يُعجّل بمجيئه.

  آرنولد : تأكد وثق ان التمثيل سينتهي قريبًا وستصطدم بالواقع ، بالصخرة ، وسيثبت لك التاريخ والآتي أنّك لربما كنت ناجحا في افلامك ولكنك في الواقع أنت مُمثِّلٌ ...ممثِّلٌ فاشلٌ .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع