عماد نصيف
* "عبد السيد مليك":
- المواطن الشعبي هو اهتمامي الأول، والسبب الرئيسي الذي دفعني لخوض المعركة الإنتخابية.
- التمثيل الصحيح والصادق لا علاقة له بالدين؛ فاختيارالمرشَّح يجب أن يكون على أساس الكفاءة وليس على أساس الطائفة.
- يجب إعادة تأهيل رجل الشرطة على أن يكون هو المسئول عن الأمن، وليس المتسبب فى ذعر المواطنين.
- إلغاء قانون الطوارئ، إلغاء الخط الهمايوني، قانون موحد لبناء دور العبادة..أهم مطالبى فى البرلمان.
أجرى الحوار: عماد نصيف- خاص الاقباط متحدون
فى إطار حملتها لتعريف الناخبين بمرشحيهم الأقباط فى الدوائر الإنتخابية المختلفة، التقت صحيفة "الاقباط متحدون" مع الناشط السياسى "عبد السيد عازر توفيق مليك"- المُرشَّح المستقل فى الإنتخابات البرلمانية القادمة- وأجرت معه هذا الحوار:
* بدايةً: نود أن نتعرف عليك.
"عبد السيد مليك"، من مواليد 13 فبراير 1968 في مدينة "طما" التابعة لمحافظة "سوهاج". حاصل على ماجيستير علوم سياسية من جامعة "ويلسون الأميركية"، وعضو في حزب CSU (الإتحاد المسيحي الإجتماعي) الألماني، وعضو في منظمة (IGFM) Internationale Gesellschaft für Menschenrechte ( الجمعية الدولية لحقوق الإنسان)، والتى يقع مقرها فى "فرانكفورت" في "ألمانيا"، وعضو في منظمة العفو الدولية Amnesty International.
*
على أى مقعد سوف تُرشِّح نفسك؟ العمال أم الفئات؟ وفى أى دائرة؟ ولماذا؟
إن ترشيحي سيكون على مقعد الفئات عن دائرة "الغردقة" – البحر الأحمر- ودعنى أقول لك: إنى وقفتُ طويلاً أمام سؤالك، ولا أود أن تكون أجوبتي تقليدية، لكنني أولا أخوض الإنتخابات؛ لأنني أرى بعض الفئات من الشعب لا ثمثَّل تمثيلاً صحيحًا في البرلمان المصري؛ ولأن هناك حاجة لتغيير حقيقي في مؤسسات الدولة التي تعاني الكثير من الفساد، والذي بدوره قد أرهق المواطن. وعليّ واجب مواجهته بشكل ديمقراطي.
أما لماذا هذه الدائرة، فأنا صحيح من مدينة "طما"، إلا أنني أعيش منذ عام 1985 في مدينة "الغردقة".
* هل ستُرشِّح نفسك كمستقل؟ أم على قائمة حزب؟
كنت أفضّل الترشح على قائمة أحد الأحزاب، لكن بالطبع ليس كل الأحزاب. وعلى كل حال، لا زال لدينا بعض الوقت لدراسة كل الخيارات. فقد دارت بيني وبين بعض رؤساء الأحزاب بعض الإتصالات، وإذا لم أجد أرضية مشتركة سأكون مرشحًا مستقلاً.
* كيف ستدير حملتك الإنتخابية؟ أى هل ستلتحم بالشارع؟ أم ستركِّز على فئة معينة كما يفعل البعض مثلا بالذهاب للكنائس؟
المواطن الشعبي هو اهتمامي الأول، والسبب الرئيس الذي دفعني لخوض المعركة الإنتخابية. وأنا أحاول بشتى الطرق متابعة نبض الشارع المصري، خاصةً أبناء دائرتي، وسيكون بالطبع هناك التحامًا مباشرًا مع الناس من جميع الفئات، فهذه هي مهمة النائب في البرلمان. وسأكون بصورة دورية قريبًا منهم. لا مانع من الذهاب إلى الكنائس على ألا يكون اللوبي للحملات الإنتخابية مفتصرًا على الكنائس؛ لأنني أمثِّل أبناء دائرتي بمختلف فئاتهم.
* ما هو برنامجك الإنتخابى؟
سيكون هناك برنامج تفصيلي وكامل سأقوم بنشره على الـ web site قريبًا. لكن أستطيع تلخيص بعض النقاط الهامة:
- وزارة الصحة
العمل على تأمين بطاقة صحية لكل فرد بما يضمن خدمة صحية كاملة على نفقة الدولة، والإستعانة بالتقنيات الحديثة لمراقبة الخدمة، والربط بين الطبيب المعالج وبين مركز صرف الأدوية (الصيدليات)، وكذلك الإهتمام بالخدمات التي تمس صحة المواطن، والتى على رأسها مياه الشرب. خاصةً أن حوالي 19.50% من المصريين يعانون من أمراض سببها تلوث مياه الشرب، ومن أخطرها الفشل الكلوي.
- التعليم
الإرتقاء بالمناهج التعليمية وإخضاعها لمعايير دولية إبتداء من دور الحضانة حتى التعليم الجامعي. والإهتمام بتطوير المُعلِّم من خلال البعثات للبلاد المتقدمة، وربط الخريج بالحياة العملية، وإلتزام المؤسسات التعليمية بتدريس المواد العلمية والأدبية على أن تكون العلوم الدينية هي مسئولية رجال الدين من خلال دور العبادة. وأن يكون معدل القبول في الجامعات ثابت لا يتغير من جامعة إلى أخرى. وأن تكون المعايير مرتبطة بالمعايير الدولية، وذلك من أجل خريج قادر على العطاء، يستطيع أن يتعامل مع الوسائل التقنية الحديثة. إلى جانب الإرتقاء بمؤسساتنا التعليمية، خاصةً أن الجامعات المصرية أصبحت الآن غير معترف بها في الخارج، بعد أن احتلت جامعاتنا المركز الـ 3000 في ترتيب الجامعات.
الخدمات الإجتماعية
تحسين وتطوير الخدمات الإجتماعية في ضوء قناعتنا بأن الدولة يجب أن تتصرف بشئ من الوعي تجاه إحتياجات المواطنين في مجال الرعاية الإجتماعية والإسكان وذلك من خلال توفير فرص عمل لشباب الخريجين وأصحاب المهارات التي تعاني من البطالة بأن يلتزم الصندوق الإجتماعي برعاية هؤلاء على أن تلتزم الدولة بكفالة هؤلاء من خلال مرتبات بطالة. وفى ظل التضخم السكاني تلتزم الحكومة بالتوسع فى بناء الوحدات السكنية المُدعمة للشباب.
الداخلية
في ضوء الأحداث التي شهدتها الساحة المصرية مؤخرًا من إنتهاك لحقوق المواطنين، يجب إعادة تأهيل رجل الشرطة على أن يكون هو المسئول عن الأمن وليس المتسبب فى ذعر المواطنين. وأن يُعاد شعار "الشرطة في خدمة الشعب"، وإعادة النظر في شروط القبول في كليات الشرطة.
كما أن تفعيل دور المرأة في المجتمع، وتغيير المادة (67) الخاصة بترشيح رئيس الجمهورية، وتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية..هى من أهم النقاط في برنامجي الأنتخابي.
* هل تفضِّل التحالفات مع الآخرين أم تفضّل أن تعمل منفردًا فى حمتلك الإنتخابية؟
أنا حتى في حياتي العملية أحب العمل من خلال فريق عمل. فالعمل الجماعي بتوجيه صحيح يكون أفضل من دون شك، وأشمل كذلك. وقد قمت بالإتصال ببعض المرشحين، والبعض منهم مد يد المساعدة.
وأنا بدورى أيضًا عرضت عليهم أية مساعدة أستطيع تفديمها لهم، كما إنني قمت بالإتصال ببعض العناصر الشابة، والذين أرى إنهم يستطعيون تمثيل مرشحيهم تمثيلاً مُشرِّفًا، وتشجيعهم في خوض الإنتخابات لهذا العام. كما أرى أن بداية الخروج مما نحن عليه الآن من انحدار وفساد في أغلب قطاعات الدولة يتمثل فى جود فريق برلماني متفاهم مثقف يعمل بروح الفريق ولا ينتمي لأية فئة، ولا يراعي أية مصلحة شخصية أكثر من مصلحة "مصر" وأبناء الدائرة المُرشَّح عنها بالأخص الذين أولوه هذه الثقة.
* كيف ستتعامل مع الشارع عندما يتحول الدين إلى وسيلة إنتخابية لدى البعض؟ أى عندما ينادى مرشح غير قبطى بأنه ينبغى أن يختاروا أخيهم المسلم أفضل من أى أحد آخر؟
أولا أريد أن أوضِّح أن بذرة الطائفية نمت في ظل مناخ نشأ نتيجة عدم الوعي السياسي بين الناس، وهذا نتيجة إحساس المواطن بأن صوته غير مسموع، وللأسف فقد رأينا كيف تم استغلال هذه العوامل من قبل بعض الجماعات التي جاءت لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب. وهنا أريد أن أذكّر حضرتكم بأنه في الخمسينيات لم نكن نرى هذه الظواهر، أي أن النائب المسيحي كان يحصل على أصوات المسلمين والعكس صحيح. والآن يتم استغلال الطبيعة البيئية الدينية للإنسان المصري للعب على هذا الوتر الطائفي.
أما التمثيل الصحيح والصادق فلا علاقة له بالدين، فاختيار المرشح يجب أن يكون على أساس الكفاءة، وليس على أساس الطائفة. فعندما يكون الأمر متعلقًا بمصلحة الإنسان الشخصية فهو يقرّر الذهاب إلى الجهة الصالحة. فمثلاً المريض المسلم يذهب إلى الطبيب المسيحي لأنه يثق بكفاءته. وكذلك المريض المسيحي الذي يذهب إلى طبيب مسلم لنفس السبب. وهنا أريد أن أشير إلى أنه، وبغض النظر عن نجاحي أو فشلي في هذه الإنتخابات، فأنا كل ما أتمناه هو أن أرى المواطن المصري المسلم يعطي صوته للمرشّح المصري المسيحي الذي يراه مناسبًا. والمواطن المصري المسيحي يعطي صوته للمرشَّح المصري المسلم المناسب. عندها أشعر بأن المواطن المصري في طريقه إلى الوعي السياسي.
* متى ستبدأ حملتك الإنتخابية؟ وتحت أى شعار ستخوض الإنتخابات القادمة؟
أستطيع أن أقول: إن بداية حملتي الإنتخابية هو هذا الحوار. لكن في الواقع لا أستطيع أن أبدأ كل هذا إلا بعد تسليم أوراق الترشيح رسميًا.
أما بالنسبة للشعار، لا أحد يستطيع أن يُلخِّص برنامج إنتخابي كامل تحت شعار واحد. وبما إننا إتفقنا على أن الشارع السياسي تحول إلى إنتماءات طائفية؛ فقد اخترت شعار: الكنيسة للمسيحيين..المسجد للمسلمين..الشارع للمصريين.
أما بالنسبة لما صوّره لنا الآخرون بأن الديمقراطية لها أنياب، أود أن أصحح المفاهيم بأن الديمقراطية ليس لها حدود "ديمقراطية بلا قيود". الديمقراطية مسئولة بمعنى إنني أستطيع أن أعبِّر عن وجهة نظري و رأيي الشخصي طالما لا يتعارض مع حرية الآخرين..
* فى حالة نجاحك- إن شاء الله- ما هى القوانين والقضايا التى ستتبناها من أجل المصريين عامة، ومن أجل الأقباط بصفة خاصة؟
ليس همي وحدي بل هم كل المصريين بناء مناخ ديمقراطي سليم يعتمد على أساس الديمقراطية. أستطيع أن أعبٍّر عن رأي 85 مليون مواطن مصري بتغيير المادة (67) من الدستور المصري الخاصة بترشيح رئيس الجمهورية على أن تكون فترة ولاية رئيس الجمهورية لدورتين إنتخابيتين مدة الواحدة ست سنوات، أو ثلاث دورات مدة كل منها أربع سنوات. بالإضافة إلى فتح ملفات إنتهاك حقوق الآخرين، وإلغاء قانون الطوارئ بالكامل.
ومن أجل الأقباط بصفة خاصة: العمل على إلغاء الخط الهمايوني ، حرية بناء الكنائس من خلال قانون موحد لبناء دور العبادة، وحق الاقباط في التمثيل في كافة أجهزة الدولة على رأسها القوات المسلحة (المخابرات – الشرطة العسكرية – أمن الدولة).
* ما الذى تريد أن تقوله للشباب المصرى، وخاصة الاقباط الذين يُتهمون بالسلبية فى ممارسة الحياة السياسية؟
أريد أن أتوجَّه للشباب المصري بالقول بأن التغيير يبدأ من تغيير داخلنا، الأمر الذى يجعلنا قادرين على تغيير سلبيات المجتمع، وذلك بمشاركتنا الفعالة لترسيخ قواعد الديمقراطية، وأن نتعلم الديمقراطية بمفهومها الصحيح. أما بالنسبة لإتهام الشباب الاقباط بالسلبية، فأنا لا أستطيع أن أتوجَّه للأقباط بمثل هذا الإتهام؛ لأني أعلم المناخ الذي جعلهم يبتعدون عن السياسة. وهذا بسبب الإحتقانات الطائفية في الشارع، وغياب المناخ الديمقراطي، والإحباط . لكني أرى أن غياب الأقباط من الساحة السياسية هو في حد ذاته سياسة. وأدعو الشباب القبطي العبور فوق هذه المحنة، وتفعيل دوره السياسي في المجتمع. بل عليه أن يفرض نفسه في الساحة السياسية، وفي كل مؤسسات الدولة.
* هناك إتهامات كثيرة بتزوير الإنتخابات مع إلغاء الإشراف القضائى عليها...هل أنت قَلِق بشأن هذا؟ وما رأيك فى هذه القضية؟ وكيف ستتعامل معها؟
وجود الإشراف القضائي له تأثير فعّال على نزاهة العملية الإنتخابية، لكن مع احترامي للقضاء المصري فعند ظهور نتيجة مرشح بنسبة 99.99% فهذه نتيجة غير منطقية. لا أنا لست قلقًا؛ لأن أملي في أبناء دائرتي، فهم طبقة مُثقفة من المجتمع المصري، وأرى أنهم يستطيعون مواجهة العبث بأصواتهم.
محافظة "البحر الأحمر" لها طبيعة خاصة- سواء من حيث الناخبين أو من حيث وسائل الإعلام الداخلى أو الخارجى- وأعتقد أن أي ظاهرة ستُرصد في التلاعب بالأصوات، سيكون مردودها سلبيًا في الإعلام الداخلي والخارجي.
أما عن رأيي في هذه القضية، فهو غياب الوعي والمناخ الديمقراطي. في حين نرى أن هناك دولاً تناقش عملية التصويت الإنتخابي عبر الإنترنت، ونحن لا زلنا نمارس العمل السياسي بنوع من القبلية والتزوير.
* أخيرًا، ما الذى تحتاجه من الإعلام، وخاصةً المهتم بالشأن القبطى فى تعامله مع المرشحين الأقباط؟
الإعلام له دور مهم فى تفعيل دور المرشحين الأقباط وتقديمهم بصورة مناسبة أمام ناخبيهم. ويأتى ذلك من خلال إبراز برامجهم الإنتخابية في الوسائل الإعلامية سواء المقروءة أو الإلكترونية أو التلفزيونية. ومشاركة الإعلاميين ومندوبي الإذاعات، والتلفزيون الأقباط في ندواتهم الإنتخابية. ونقل نبض دوائرهم الإنتخابية بمتابعتهم يوم الإقتراع، ونشر أو إذاعة أي تجاوزات.
http://www.copts-united.com/article.php?A=21403&I=532