"كمال بولس": لا أثق في نزاهة الإنتخابات، ولكن على الأقباط التواجد بقوة

عوض بسيط

* "كمال بولس":
- تتلمذت على يدي "حبيب جرجس" و"فرج فودة".
- الأحزاب تريد الحصول على مكاسب فردية من الإنتخابات.
- كل المقدمات تؤكد تزوير الإنتخابات!
- برنامجى ببساطة هو تلبية إحتياجات أهالي الدائرة، من خدمات، وبرامج لمكافحة الفقر، وتقديم خدمات ثقافية وتعليمية، خاصة مع انتشار الأمية، والفقر.
- ترشيح نفسي هو مبادرة لضرورة التواجد القبطي في العمل السياسي

كتب: عوض بسيط – خاص الأقباط متحدون

منافسة شرسة يخوضها "كمال بولس باسيلي"، المرشح القبطي على مقعد الفئات بدائرة "شبرا مصر"، في انتخابات مجلس الشعب القادمة.
هو من أسرة عريقة في العمل الكنسي، وأيضًا العمل السياسي والعام، فهو نجل المرحوم "بولس باسيلي"- وكيل الكلية الإكليركية- عايش الأب الروحي لمدارس الأحد المرحوم "حبيب جرجس" وتتلمذ على يديه كنسيًا، كما كان مرافقًا للمرحوم "فرج فودة" في معاركه التنويرية والانتخابية، إلى صبيحة يوم اغتياله، الذي يذكره وكأنه الأمس.

"كمال بولس باسيلي" عضو بأربعة عشر جمعية أهلية، كما يرأس مجلس إدارة جمعية "الرواق الجديد" التي تضم في عضويتها الدكتور "سعد الدين إبراهيم"، وتهدف إلى نشر الديمقراطية والليبرالية.

سألناه:
* ترشُّح قبطي لمجلس الشعب..هل يعكس ثقة في نزاهة الإنتخابات؟
على الإطلاق! قالها بصراحة، واستطرد: طالما يرفض النظام تطبيق ضمانات النزاهة مثل الإشراف القضائي الكامل، والإنتخاب بالرقم القومي، والرقابة، فالواضح أن الانتخابات سيتم تزويرها كالعادة، وذلك لأن انتخابات مجلس الشعب تعتبر مقدمة الانتخابات الرئاسة.

لكن ترشيح نفسي هو مبادرة لضرورة التواجد القبطي في العمل السياسي، حتى لو خسرنا بالتزوير، لن يستطيعوا كل مرة أن يزوروا الانتخابات ضدنا. ماذا لو ترشّح في كل دائرة مرشح قبطي، أليس من الممكن أن ينجح منهم عشرة على الأقل. أعتقد أن هذا كبداية سيكون كافيًا جدًا.

* ما هو برنامجك الإنتخابي؟
ببساطة؛ تلبية إحتياجات أهالي الدائرة، من خدمات، وبرامج لمكافحة الفقر، وتقديم خدمات ثقافية وتعليمية، خاصة مع انتشار الأمية، والفقر.
 
* ولكن هذا دور المحليات بالأولى. لماذا يختلط دائمًا دور نائب البرلمان بدور عضو المحليات؟
لأن المحليات لا تقوم بعملها، فيضطر عضو البرلمان للقيام بدوره. الأصل أن عضو مجلس الشعب دوره تشريعي ورقابي، ولكن هذا لا يحدث في الواقع، فتشريع القوانين أصبح يقتصر على الموافقة عليها! وإلا فأين قانون بناء دور العبادة الموحد؟ وغيره، أما عن الرقابة فحدِّث ولا حرج، لا توجد رقابة حقيقية على الحكومة في تفعيل القوانين التي صدرت بالفعل.
 
* لماذا ترشحت كمستقل ولم تنضم لحزب؟
لأني وكيل مؤسسي حزب "المستقبل" الذي أسسه الراحل "فرج فودة"، والذي مازلنا نكافح من أجل إعلانه، ومن غير المنطقي أن أنضم لحزب آخر.

* في هذه الحالة من يدعمك؟ الكنيسة مثلاً؟
يؤسفني أن أقول أن الكنيسة لا تدعم أحدًا، فهي تتخذ موقفًا سلبيًا من العديد من القضايا..أما رجال الأعمال الأقباط فلا يريدون الزج باسمهم في معارك انتخابية، خاصةً أن لهم حساباتهم ومصالحهم مع الحكومة..المؤسف أنك تجد مرشحي التيار الديني يحظون بدعم غير عادي ولا تعرف من أين مصدره! وأذكر في انتخابات 1995 كانوا يمطرون الشوارع بملصقاتهم، ردًا على ملصقات "فرج فودة"، وكانت حملتهم تصرف 30 ضعفًا أكثر من حملتنا، فمن أين يأتي التمويل؟!

*  وسط كل هذه الرؤى المتشائمة ينادي البعض بمقاطعة الإنتخابات فما رأيك؟
إن لم تقدِّم الدولة الضمانات الكافية لنزاهة الإنتخابات، فأنا مع المقاطعة، شريطة أن تكون كاملة، أي يتفق عليها كل أحزاب المعارضة، وبالذات الكبرى منها (الوفد، الناصري، التجمع، الجبهة). وهذا من الصعب جدًا أن يحدث؛ لأن كل حزب يريد الظهور والحصول على مكسب فردي، تمامًا مثل انتخابات الرئاسة. المفترض أن تُجمع قوى المعارضة على شخصية مُرشح واحد من أجل توحيد القوى، لكن لا أعتقد أن هذا سيحدث، فأضواء الإنتخابات والمليون جنيه (دعم مرشح الرئاسة) تغري كل الأحزاب!

* بعد كل هذا هل ترى أملاً في الإصلاح السياسي؟!
الإصلاح يتحقق بتغيير سياسات النظام.

* قاطعته..تغيير سياسات النظام أم تغيير النظام؟
رد مبتسمًا: النظام لن يُغيّر سياساته، الحل في تغيير النظام، وأن يأتي نظام جديد لديه رؤية مختلفة داخليًا وخارجيًا. يكفي أن يعيد بث مناظرات د. "فرج فودة" ليتغير توجه المصريين، ولا داعي لأن يُعاد عرضها على أنها وجهة نظر الحكومة. ولكن لمجرد النقاش، فهذا وحده يكفي، فمحاضراته في "تونس" غيّرت طريقة تفكير الناس هناك.

أما خارجيًا فهناك دور لابد أن نستعيده، فمثلاً تأثيرنا عربيًا وأفريقيًا الذي فقدناه، وبالذات علاقتنا مع "أثيوبيا" في هذه المرحلة التي نجحت فيها "إسرائيل" أكثر منا في السيطرة على منابع النيل..هناك كميات مهولة من مياه الأمطار تهطل على "أثيوبيا"، دون أن يستفيد منها أحد، تخيل لو نجحنا في استغلالها!