ميرفت عياد
بقلم: ميرفت عياد
"يوحنا النقيوسى"..هذا الاسم عندما نسمعه، نتذكر ذلك الأسقف الذى عاصر الفتح العربى لـ"مصر"، لذلك فهو يُعد شاهد عيان لتلك الأحداث. ولعل هذا ما جعل كثير من المؤرخين الأجانب يتلهفون على ما كتبه "يوحنا" عن هذه الحقبة، ومن أمثال هؤلاء المؤرخون الذين اهتموا بكتابات "يوحنا" على سبيل المثال: المؤرخ الأمريكى "هنرى بريستد"، والمورخ الأوروبى "الفريد بتلر"، والمؤرخ الفرنسى "زوتنبرج" الذى تخصص فى سيرة "يوحنا" وترجم كتابه من الأثيوبية إلى الفرنسية، كما كتب عنه كتاب "يوميات يوحنا النقيوسى"، والذى يوضح فيه أن "يوحنا" نُفى فى آخر أيامه إلى احدى الجزر النيلية، بسبب دفاع "النقيوسي" المستمر عن الإيمان المسيحي ومحبته للمسيح، وأمانته، وقوميته، وعشقه لوطنه وللمصريين، وهناك فقد بصره إلى أن تنيح.
ترجمة مخطوطة "النقيوسي" الأصلية
أما الدكتور "عمر صابر عبد الجليل"- أستاذ اللغات السامية، فقام بترجمة مخطوطة "النقيوسي" الأصلية إلي اللغة العربية بعد أن اطلع عليها في المتحف البريطاني عام 1982، وأشرف علي الترجمة المؤرخ "قاسم عبده قاسم"، وصدرت الطبعة الأولي للكتاب مؤخرًا في عام 2000، وحقَّق الكتاب رقم مبيعات كبير جدًا؛ لأنه يعد مرجعًا هامًا للتاريخ القبطى.
والحقيقة، إن أهمية هذا الكتاب تكمن فى أنه يحمل وجهة نظر مسيحية معاصرة في الفتح الإسلامي لـ"مصر"، وما تلاه من أحداث. وقيمة هذا الكتاب تظهر في رواية الأحداث التاريخية عن الفتح الإسلامي وما تلاه.
كتاب تاريخ العالم القديم
إننا لا نعلم الكثير عن سيرة الأسقف "يوحنا النقيوسى"؛ بسبب الفقد الذى حدث لأهم التراجم التى يتمنى الباحثون العثور عليها. وهو "كتاب تاريخ العالم القديم"، والذى كتبه "يوحنا النقيوسى" بخط يده. فهو يُعد أحد المؤرخين البارزين الذين قاموا بتتبع وسرد أحداث التاريخ في "مصر" بصدق علي مر العصور، بدايةً من بدء الخليفة، وحتي أواخر القرن السابع الميلادي الذي عاصره.
سيرة عطرة لـ"يوحنا النقيوسى"
ولد الأسقف "يوحنا النقيوسى" بمدينة "نيقيوس" التى اشتهر بها، وعندما بلغ مبلغ الشباب قرّر أن يهب حياته لرب المجد، فذهب إلى برية شهيت، وقرّر أن يترهبن بدير الأنبا "مقار"، ونما "يوحنا" فى القداسة والعمق الروحي، وبسبب حكمته وأمانته اكتسب ثقة واحترام كل البطاركة الذين عاصرهم وعمل معهم، ومن هؤلاء البابا "بنيامين" 38 الذى عاش فى فترة حكم الطاغية "هرقل" امبراطور الروم لـ"مصر"، والذى كان شديد الإضطهاد للأقباط، ولعل هذا يرجع إلى أن "هرقل" كان يؤمن بهرطقة "نسطور"، لذلك أراد أن يجبر المصريين بشتى طرق الإضطهاد على الإيمان بالمذهب الخلقيدونى، ومن قسوة الإضطهاد هرب البابا "بنيامين" إلى أن حدث دخول العرب لـ"مصر".
http://www.copts-united.com/article.php?A=21603&I=537