كافرون

مجدي ملاك

بقلم: مجدي ملاك
الدكتورة زينب واحدة من المتخصيصين في جرح المسيحية والمسيحيين بشكل عام، وأنا هنا لا أنتقد التفكير أو النقد بشكل عام، ولكن أبحث فقط عن المشترك الذي يرغب الجميع في الوصول إليه من حيث رفض استخدام المنابر الإعلامية كوسيلة للتقليل من شأن الدين بشكل عام، فهذا ما نسمعه كل يوم وما تطالب به الدول العربية بالشكل الذي أعطانا إيحاء أن الدول العربية والإسلامية تريد بالفعل تغيير استراتجيتها في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى غير الدين الإسلامي، ولكن يبدو أن هذا لا يتعدى مجرد كلام، والدليل على ذلك أن تلك الأكلاشيهات الإعلامية لم تمنع الدكتور زغلول النجار والدكتور محمد عمارة وعدد من الروافد الأخرى مثل الدكتورة زينب أن تستمر في إباحة الديانة المسيحية كوسيلة للشهرة التى يرغب فيها، ومن ثم ففي سبيل المال والشهرة أصبح كل شئ مباح، ومن المعروف أن الكتابة في تلك القضايا التي تشكك المسيحيين في عقيدتهم تتلقى دعم كبير ليس فقط من مؤسسات داخل مصر، بل من دول كبيرة وصغيرة، والهدف بالطبع هو العمل على هدم الديانة المسيحية وإنهاء الوجود المسيحي من منطقة الشرق الأوسط، وهو هدف واضح وجلي، ليس فقط من خلال السلوك المعلن ولكن من خلال الكتابات التي تُبث أو التي تُكتب في كل مكان، وحينما يكتب شخص رداً على ما يقال يعتبروه نوعاً من الإساءة للدين الآخر، ولا أستطيع أن أفهم هذا التناقض الذي يعيش فيها العالم العربي، فإما أن نفتح الباب أو نغلقه بشكل كامل ونهائي، فلا يُعقل أن نواربه أو نفتحه ونغلقه كما نريد.

على أية حال تلك المقدمة كان بسبب ما كتبته الدكتورة زينب في مقال لها بجريدة المصريون الإلكترونية حول قيامة السيد المسيح، وبالطبع الدكتورة زينب أرادت أن تهنئ الاخوة المسيحيين ولكن بطريقتها الخاصة عن طريق تشكيكهم في عملية القيامة من الأساس ومن ثم إعطاء المسيحيين الشعور بأن ما تحتفلون به ما هو إلا وهم كبير من وجهة نظرها، واستخدمت الدكتورة زينب في ذلك كل الوسائل الممكنة بما في ذلك بعض أبحاث من لا ينتمون إلى أي دين، وهو انتقاء بحثي يسمى بالتحيز من أجل إثبات وجة نظر دون أخرى، والحقيقة أن الدكتورة زينب لو أرادت بالفعل أن تطرح قضية كما تقول أو تناقش فكر، فكان عليها أن تأتي بمن هو مع تلك النظرية ومن هو ضدها، ولكن الدكتورة زينب بحثت عن كل الشيوعيين الذين لا يؤمنون بأي دين من أجل إثبات وهم قيامة السيد المسيح له المجد، بالطبع لن أناقش هنا إثبات قيامة السيد المسيح لأنها قيامة لا تعرفها الدكتورة زينب ولن تعرفها كما يقول الكتاب غير للذين كتب لهم، ولكن القضية هنا هي الإصرار في تقديم الشك في الديانة المسيحية كواجب مقدس لدى كل الروافد القادمة من دول الخليج.

الحقيقة التى يجب أن نعرفها أن هناك بعض من يؤمنون أنك لكي يجب أن تعيش وتستمر يجب أن تقتل الآخرين لأن وجودهم يمثل خطر على وجودك، وهذا هو بالطبع المبدأ الذي تعيش به الدكتورة زينب وكل الروافد الأخرى التي تنتمي لنفس التيار، الذين يعتبرون الهجوم على الديانة المسيحية هو الحل الوحيد حتى تعيش الديانة الأخرى التي ينتمون لها، وإلا لماذا لم تهاجم الدكتورة زينب البوذية والكونفوشوسية وغيرها من الأديان الوضعية الأخرى، ولكن بالطبع الديانة المسيحية هي الأكثر إغراء للإنتقاد من جانبها حتى تحقق الغرض من ذلك الإنتقاد وحتى تحقق الهدف الذي من أجله تكتب وبهذا يحق لها الحصول على تمويل ضخم من الجهات المتخصصة في تمويل تلك الحملات والعمل على إضعاف الآخرين.

حقيقة أنا لا أؤمن بصراع الأديان ولكن لم يعد هناك مجال لأدنى شك أن هناك الكثير داخل العالم الإسلامي التي تدفع الآخرين لتلك الأعمال، فأحداث الحادي عشر من سبتمر هي نتاج تلك الثقافة التي يتربى عليها الصغار حتى يجدوا أنفسهم أمام حقيقية واحدة أن تدمير الآخرين نتيجة كفرهم هو السبيل الوحيد من وجهة نظرهم لإرضاء هذا الإله الغبي، فهذا الإله هو إله يعشق القتل والتدمير من أجل إرضاءه عز وجل، وهنا يجب أن نوضح للدكتورة زينب حتى نريحها من الجدل في هذا الشأن، نعم نحن كفار، وكلنا كافرين، ولكننا لا نريد إله القتل هذا الذي تعبديه، ولانحبه ولا نريد يوماً أن ننتمى لإله نخاف منه، ويرى في قتل الآخرين هو السبيل لإخضاعهم لأرادته، فنحن نريد أن نموت كافرين من وجهة نظرك، ولا نريد خلاص لنا على يد هذا الإله.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع