انتخابات 2011 امل مصر

مدحت قلادة

بقلم: مدحت قلادة
منذ انقلاب يوليو عام 1952 مر على مصر ثلاثة رؤساء اختلفوا فى اسلوب حكمهم لمصر فمنهم القومجى والعروبى  ومنهم المؤمن  ولكنهم اتفقوا فى شىء واحد انتمائهم للمؤسسة العسكرية فمن العلامات المميزة لحكم الثلاثة .

ففترة الرئيس عبد الناصر القضاء على مصر الليبرالية ورجال الفكر وليصبح الكل فى واحد ولا صوت يعلو على صوت الرئيس والقانون هو ما ايقولة الرئيس " هذه الكلمات قالها الوزير سعد زايد للمستشار السنهورى بعد ضربة بالحذاءفى عقر دار القضاء العالى .. اما شعار ارفع راسك يا اخى شعار براق استخدم لدغدغة المشاعر ولكسب البسطاء من المصريين ومن رفع راسة اطيح بها وتعلم معظم المصريين الصمت والسكوت كما كتب فى كتاب كليلة ودمنة " تعلمت من راس الذئب الطائر ".

فترة الرئيس السادات القضاء على المعارضين من اليساريين والناصريين للانفراد بحكم مصر واللعب على الدين لكسب الغالبية وتعديل الدستور باضافة المادة ال الى المادة الاولى وعدم تحديد فترة حكم رئيس الجمهورية ليصبح الرئيس مدى الحياة ليجنى الرئيس مبارك ماخططة لنفسة ويحصد من الاسلاميين .

الرئيس مبارك اطول فترة فى رئاسة حكم مصر بعد فترة محمد على ففى فترة الرئيس مبارك تم تكريس الدولة الامنية وتغلغل العسكريين فى كل مناحى المحروسة فالمحافظين والاعضاء المنتدبين ورؤساء الشركات جميعهم عسكريين شرطة او جيش وكرست دولة العسكر واصبحت مصر تدار ليس من افكار اكاديمية بل من خلال افكار عسكرية، ومن نتائحها ايضا شرعية الاسلام السياسى فحركة الاخوان المسلمين بعد ان حطمت حزب العمل وفشلت تجربتها مع الاحزاب الاخرى - منها حزب الوفد كما صرح الدكتور البدوى رئيس حزب الوفد نحن لانريد تكرار تجربة 1984 وتعاون الحزب مع الاخوان " تجربة مريرة " – اصبح الاسلام السياسي ثانى اكبر قوة فى الحياة السياسية ونالوا شرعية حقيقة رغم اصوات الحزب الحاكم الناكرة الواقع المرير فمع المزايدات الدينية انقسم اعضاء الحزب الوطنى  على نفسة واطلق على الكثيرين منهم اخوان الوطنى ومما جدير بالذكر ان شرعية الجماعات الدينية تمت من خلال مفاوضات بين السيد عبد الحليم موسى وزير الداخلية والجماعات الاسلامية واخيرا كما صرح المرشد السابق المهدى عاكف " قبل انتخابات 2005 اتى مسئول كبير وتم الاتفاق على 150 عضو نتقدم بهم لمجلس الشعب ".

مما لاشك فية ان الصورة قاتمة والسواد حالك فمصر ومستقبلها بين سندان النظام العسكرى ومطرقة الاسلاميين فاستمرار الحكم العسكرى تاخر وتخلف والدولة الدينية الموعودة تاخر لمصر لاجيال اخرى ترى ما هو الحل ؟

الحل يكمن فى انتخابات 2011 التى تحدد مصير مصر فتولى رئيس مدنى ستكون بداية لدولة مصر المدنية وانهاء الحكم العسكرى الجائث على قلب ورئة الحروسة مايقرب من سته عقود متتالية وتنتهى خدعة اهل الثقة واهل الخبرة التى بها ورثت مصر ومن عليها لاهل الثقة فمع انتهاء حكم العسكر ستتحول مصر لدولة مؤسسات وتحدد فترة الرئاسة فترتين على الاكثر لنرى رئيس مصر السابق والرئيس الحالى وربما الرؤساء السابقين وينجح المصريين فى القضاء على الصفة المشهورة فى منطقتنا التعيسة  " فترة حكم الرئيس من المهد الى اللحد "  ويعود لمصر وجهها المشرق وتنال مركزها الريادى فى المنطقة وتستثمر مصر ومواردها فى شعبها الطيب المستحق لحياة افضل .

لذا ان انتخابات 2011 ستكون نقطة حاسمة فى حياة الشعب المصرى والمنطقة فاستمرار الحال من المحال ولكن من بيدة الحل.
الحل  بيدى انا وانت بيد كل مصرى مخلص لاتنتظر التغيير وانت ناظر من شرفة منزلك فالمثل الهولندى " يهب الله الطيور غذاءها ، ولكن لابد ان تطير حتى تصل الية .
ترى هل تشارك فى صنع مستقبل مصر القادم ؟ .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع