انقطاع المياه..وعذاب لا ينتهى للمواطنين

ميرفت عياد

* المواطنون:
• مسلسل قطع المياه فى العديد من مناطق "مصر"، هو مسلسل من تأليف وإخراج شركات المياه المعدنية.
•   أواجه الأزمة عن طريق تخزين المياه، ولكن إنقطاعها لفترات طويلة تصل إلى عدة أيام، يجعل الأمر فى منتهى الصعوبة.
•                المياه لا تصل إلى الأدوار العليا.
 
كتبت: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون

اجتمع لدى المواطن المصرى البسيط كل عوامل شقائه، فالشمس فوق الرؤوس تنذر بضربة شمس مؤكدة، وإنقطاع الكهرباء يزيد من حدة المشكلة؛  حيث يفقد ذلك المواطن أى نسمة هواء تأتى إليه من أجهزة التكييف أو المراوح، وتكتمل المشكلة بإنقطاع المياه الذى بات مسلسل يومى متكرر فى جميع أحياء القاهرة، بل والمدن الجديدة أيضًا، خاصة فى فصل الصيف!! الأمر الذى يؤدى إلى عجز المواطنين عن شرب كميات وفيرة وكافية من المياة تقيهم من شدة الحر، وبهذا يفقدون كل سبل الحياة من مأكل ومشرب، ومن جميع استخدامات الحياة اليومية.
 
ومن المناطق التى تعانى بصفة مستمرة من انقطاع المياه، مدينة "أكتوبر"، و"الهرم"، و"الجيزة"، و"الرحاب"، و"القاهرة الجديدة"، و"التجمع الخامس"، و"مدينة نصر"، التى كان لنا لقاء مع سكانها.
 
قال "أحمد"- فنى معمل: إنه تعب جدًا من انقطاع المياه، حيث أن كل مرة تنقطع المياه فيها ويتصل بشكاوى المياه، بجد حالة من الإستغراب وعدم التصديق من قبل الموظف، وكأنه الوحيد فى تلك البلد الذى يعانى من هذه المشكلة، ويخبرونه بأن كل شئ تمام، ويأخذون جميع بياناته، ويعدونه بالإبلاغ عن هذه المشكلة الفردية، مشيرًا إلى أنه عند استفساره عن موعد عودة المياه، لا يجد ردًا على سؤاله.
 
"بقطع من قوتى أنا وعيالى؛ علشان (بق ميه) نشربه.
أما "أمانى"- ربة منزل- فتؤمن بمبدأ المؤامرة،  حيث ترى أن مسلسل قطع المياه فى العديد من مناطق "مصر"، هو مسلسل من تأليف وإخراج شركات المياه المعدنية؛ لكى يتم استهلاك بضاعتهم من قبل المواطنين، ويحققون أرباحًا طائلة، خاصة وأن التجار والبائعين ليس لديهم ضمير(على حد قولها)، ويقومون برفع سعر زجاجات المياه، مستغلين فرصة إنقطاع المياه عن بيوتهم.  وقالت: "بقطع من قوتى، أنا وعيالى، علشان بق ميه نشربه".
 
"هى صحتنا ناقصة نشرب ميه معفنة"؟!!
ويواجه "عادل"- موظف-  تلك الأزمة عن طريق تخزين المياه، ولكن إنقطاعها لفترات طويلة تصل ‘لى عدة أيام، يجعل الأمر فى منتهى الصعوبة؛ لأن المياه تُصاب بنوع من التعفن الذى لم يدركه إلا عندما أُصيب ابنه بنوبة مغص شديدة وإسهال جعلته يذهب به للطبيب. وهناك اكتشف أن المياه المُخزَّنة هى التى أصابته بنوع ما من البكتريا، أو ما شابه، وأن علاجه سيستمر أسبوعًا أو أكثر، وأضاف: "يعنى هى صحتنا ناقصة نشرب ميه معفنة؟!"
 
مياه ضعيفة (أحسن من مافيش)!
وعبّر "حسُّونة"- بواب- عن استيائه من مسلسل انقطاع المياه الذى لا ينتهى، وفى كل مرة الأسباب والحجج كما هى لا تتغير. ففى مرة من المرات المواسير الرئيسية كُسرت وجارى تصليحها، ويتعجب من أن التصليح يحتاج إلى عدة أيام. ومرة أخرى هناك ضعف فى تدفق المياه بسبب زيادة الإستهلاك، مما أدى إلى قلة ضغط المياه، وهكذا الحال انقطاع مستمر، يتخلله بعض الفترات البسيطة من وجود مياه ضعيفة للغاية، "ولكنها أحسن من مافيش" على حد تعبيره.
 
أسعار المياه المعدنية مغالى فيها جدًا
وتساءلت "سهام"- مُدرِّسة: هل يوجد إنسان أو أى كائن حى يستطيع الحياة بدون ماء لعدة أيام؟ كيف نستطيع مواجهة حرارة الجو العالية بدون استخدام مياه، سواء فى الشرب والأكل، أو فى النظافة الشخصية؟! خاصةً وأن أسعار المياه المعدنية مغالى فيها جدًا، ولا تستطيع الأسرة المصرية الكادحة، أن تتحمل عبئها على ميزانيها.
وأوضحت "سهام" أنها تقوم كثيرًا بتخزين المياه، وعند الإحتياج تأخذ العديد من الزجاجات الفارغة لتعيد ملئها من أى محل، خاصةً وأن المياه أحيانا تكون موجودة فى الأدوار السفلى، أما الأدوار العليا فلا تصل إليها. حيث تسكن هى فى الدور الخامس.
 
"الشعب غلبان، يلاقيها منين ولا منين؟"
وفى سخرية لاذعة، قال "تامر"- طالب جامعى:  إن شركة مياه الشرب والصرف الصحى تم تسميتها بهذا الاسم لأن الناس إذا لم تجد مياه الشرب، تستخدم مياه الصرف الصحى فى الإستهلاك الشخصى، خاصةً وأن مياه الصرف الصحى، تُستخدم فى كل شئ: فى رى الأرض، وفى تربية الأسماك..فماذا سيحدث لو اُستخدمت فى الشرب والإستخدام الشخصى؟!!..وأضاف:"ها أقول إيه غير حسبى الله ونعم الوكيل، الشعب غلبان يلقيها منين ولا منين؟!!"
 
حق المواطن فى مياه نظيفة
من جانبه، وافق الدكتور "محمد" المسئولين على أن هناك زيادة فى استهلاك المياه بسبب الكثير من سلوكيات المواطن المصرى غير المسئولة،  مثل: استخدام المياه فى رى الحدائق، وغسيل سلالم العمارات والسيارات، وترطيب الشوارع. مشيرًا إلى أن كل هذا الإستهلاك الزائد،  والإسراف فى استخدام المياه، يُعد تحميلًا زائدًا على شبكة المياه. مضيفًا: "ولكن السؤال: كيف يتم ردع هؤلاء المخالفون دون المساس بحقوق المواطن الذى لم يرتكب جرمًا، غير إنه ينادى بحقه الطبيعى فى الحصول على مياه نظيفة تصل إلى منزله، وإن كان موضوع (نظيفة) هذا أمر مشكوك فى صحته."