البابا شنوده كزعيم وقائد

إيهاب شنودة

تميز  البابا شنوده كقائد وزعيم 
قد يتعجب البعض من كتابتى لمقال يدافع خصائص ومهارات موجوده لدى البابا شنوده وذلك لآنى سبق وان كتبت مقالات ظن البعض منها انى كاره للكنيسه ومهاجم لها ...ولكن فى الحقيقه احب كنيستى واكتب مأكتبه بصوره موضوعيه وان وجد ما مايستحق النقد كتبته والعكس صحيح.
ممالاشك فيه ان البابا شنوده سيكون من باباوات الكنيسه الذين سيذكرهم التاريخ طويلا وذلك لتأثيره الأجتماعى ومواقفه السياسيه العديده وايضا لكونه اكثر الباباوات المصريين الذين حازوا على احترام غير المسيحيين بشكل فيه شبه اجماع ...قد يختلف بعض العلمانيين والكاتب منهم مع بعض مواقف وتصريحات البابا ولكن بدون شك لاينكر الا جاحد امكانيات وقدرات البابا شنوده وانا لااتحدث هنا عن روحانياته ولا قدراته الدينيه بل كزعيم وقائد فى ظل عدم وجود قيادات مدنيه للأقباط.
البابا والروحانيه وروح الزعامه  بالكنيسه
يحدثنى بعض العلمانيين المناوئين لسياسات الكنيسه عن ان البابا شنوده كان لديه شغف بالزعامه من صباه وانه كان يتحايل للذهاب للقاء الزعيم مكرم عبيد وغيره ويقولون انه لم يجلب الروحانيات للكنيسه بل روح الزعامه وفى رأييى ان هذه اشياء تحسب للبابا شنوده وليست ضده ...فقد تولى البابا مهامه فى ظل تولى رئيس ذو اجنده اخوانيه رافضه للأقباط معلنا مافى نفسه ذات مره حين قال ( انا رئيس مسلم لدوله مسلمه) ولم يكن لبابا روحانى صرف ورهبانى التوجه وانعزالى ليستطيع التعامل مع هكذا تحديات ويجب ان لاننسى ان البابا ظهر كزعيم قوى وشبه وحيد ونعلم جميعا انه قد يؤدى هذا الى شئ من احتكار اتخاذ القرار والأنفراد به ولكن الشعب الفبطى معظمه غير ناضج فكريا وقد يتشتت بين الكثيرين من مريدى الزعامه مما يضعف القضيه القبطيه عموما ..وفى المستقبل اتمنى وجود بابا يفسح الباب للرأى الأخر بشكل اكبر ولكن فى فتره التحديات التى مر بها الأقباط ايام السادات وغيره اعتقد ان البابا شنوده كزعيم قد ابلى بلاء حسنا.
البابا والتشدد الأسلامى
البعض يعتبر ان مواقف البابا قد ساهمت فى ازدياد التشدد الدينى الأسلامى والعنف المتزايد الموجه للأقباط  ومن يقول هذا يتجاهل ان التشدد والتطرف الأسلامى والعوده للأصول الأسلاميه بتطرفها قد ضرب العالم كله من باكستان الى كندا ولايعقل ان يكون هذا بسبب مواقف البابا شنوده بل يذكر ضمن التحديات التى واجهتها زعامه البابا انه قاد الكنيسه فى ذروه عنف ونشاط الجماعات الأسلاميه فى مصر.
البابا والعلاقه بأجهزه الدوله
يلوم البعض البابا لعلاقته بأجهزه الدوله وقيامه بموائد الأفطار وغيره وفى الحقيقه فأنه اذا قمنا بأستضافه مائه مسئول بتكلفه خمسمائه جنيه لكل منهم  فأن هذه تكلفه بسيطه مقارنه بالمردود المتوقع اذا ادى ذلك الى تسهيل اجرأات استخراج تصاريح ترميم كنائس وغيره  وكاتب هذه السطور قد لام يوما النبا اثناسيوس مطران بنىسويف المتنيح لقيامه بموائد افطار ولكننى ادركت لاحقا ان تصرفاته كانت منتهى الحكمه لآنه كان يقوم بالعديد من الأنشأات والترميميات بكنائس بنىسويف بسبب علاقته المميزه بأجهزه الدوله بدون ان يفرط فى ايمانه والتزامه المسيحى .
أمكانيات ومهارات البابا شنوده المتميزه
1- سرعه البديهه والتعامل الذكى مع الأعلاميين ووسائل الأعلام.
2- امكانيه تجنب الأسئله المحرجه وعدم الوقوع فى شراك اسئله الأعلاميين 
3- التحكم فى اتخاذ القرار بالهيئه الكنسيه بصوره منفرده وهذا وان كان ميزه مرحليه الا انه له عواقب وخيمه لاحقا.
4- اكتساب شعبيه وقبول الشعب القبطى وخرصه على استغلال الأعلام لزياده قاعدته الشعبيه.
التحديات الى ستنشأ بعد البابا شنوده
- يفترض فى البابا القادم ان يكون ذكيا ولماحا ومتميز فى التعامل مع الأعلام بمثل مهاره البابا شنوده.
- اصبح البابا شنوده هو الزعيم الأوحد والمتحدث الوحيد بأسم الكنيسه ويتم تصعيد كل القرارات المصيريه له لآتخاذ القرار فيها وهذا سيصعب من مهمه البابا القادم لآنه لم يعد هناك صف ثانى مرشح لقياده الكنيسه فى ظل تسلسل قيادى وبالتالى ستظهر العديد من الصراعات الداخليه بعد انتقال البابا شنوده وستكون هناك حيره وصراع على كل شئ بدءا من الشخص المخول بالأتصال بالآعلام لبيان حاله البابا الصحيه الى ماهو اكبر من ذلك من القرارات .
وفى الختام مهما اختلف البعض  مع بعض قرارات البابا ومواقفه الا ان هناك شبه اجماع على ذكائه وحنكته السياسيه ومهارته فى الأحكام على مقاليد الأمور بالكنيسه