د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك عازر
قالوا أن الحكومة والحزب الوطني يصنعان أحزان المواطن، وجماعة الإخوان المسلمين والأحزاب يتاجرون بها، لكن في الحقيقة إن الحكومة تحتكر آلام المواطن من تصنيع، وتجارة، واستهلاك؛ حتى تمتصه لآخر قطرة.
أنا بين نارين، أرفض التوريث أم أقبله؟ لو قبلت فكرته، سيصل "جمال مبارك" لسدة الحكم، وحاشيته معه، ومن ضمنهم مهندس الإحتكار في مصر "أحمد عز". ولو رفضته "مصر" ولم يصل "جمال" للحكم، قد يصل "عز" نفسه.
قالوا أن "مصر" وطنًا يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه، لكن الحقيقة غير ذلك، فإن "مصر" وطن احتكره الحزب الوطني.
الحزب الوطني اسمه ينضح بالإحتكار، فمن قال لهم إنهم الوحيدين الوطنيين، وأنهم الحزب الوطني؟ وباقي الأحزاب ليست وطنية؟!.
لا أفهم للآن حزب "الوفد" لماذا يسمِّي نفسه حزب الوفد، والوفد سافر من أكثر من تسعين عامًا للتفاوض، وعاد. و"مصر" نالت استقلالها وتحررت من الإستعمار. هل يتمنى حزب الوفد الحالي أن يرسل وفدًا ليحرر "مصر" من محتكريها؟!
في "مصر" الكثير من الأحزاب السياسية التي نعرف عددًا قليلاً ومحدودًا منها، يعمل من هذه الأحزاب المعروفة العدد الأقل، وباقي الأحزاب مثل وزراء في وزاراتهم، يقبضون ولا يعملون، ولا يعرفون عملهم.
سامح الله من جعل "عبد الحليم" يترك "مصر" تغسل شعرها في الترعة، فمن يومها أصابتها البلهارسيا، وصارت كسلانة وتعبانة وحالتها صعبة.
وبمناسبة الحر، وما دمنا جبنا سيرة "عبد الحليم"، فالكل يؤكدون أنه سر موجات الحر المتتالية، فمنذ أن مسك الهواء بيديه، و"مصر" لم تر نسمة حلوة.
ونعود للسياسة التي تجمع بين جنبات حزب واحد كبار المتنافسين في ود وتآلف، فصاحب سيراميكا كليوباترا يجلس جنبًا إلى جنب مع صاحب سيراميكا الجوهرة، وكأنهم غير متنافسين. وحظنا حلو، فلولا الحزب الذي جمعهم لكنا رأيناهما يتقاتلا، ويمكن كانا يخفِّضا الأسعار في منافسة لكسب المواطن.
لماذا الكل يعترض على تقسيمة المجلس بين عمال وفلاحين؟ وبين فئات خمسون في المائة لكل قسم؟ ولا يعترض أحد على تقسيمة النواب بين نواب قروض، ونواب مخدرات، ونواب فياجرة، ونواب قمار، ونواب علاج على نفقة الدولة؟ مع إننا يمكننا إجمال ذلك كله بقولنا نواب الحزب الوطني.
اقترح أن نلغي الإنتخابات النيابية، ونُكلِّف الكابتن "حسن شحاتة" بتشكيل مجلس الشعب. فأظن أن حينها قد يُفرح المجلس المواطنين بإحرازه اي قانون لصالحه، بدلاً من تلك القوانين التي تحرز دائمًا لأصحاب النفوذ والسطوى.
إن كانت الجماعة محظورة حقًا مش كده وكده، لماذا لا يطلبها النظام في بيت الطاعة، بدلاً من أن يدفع لها نفقة؟!
المختصر المفيد، لكل داء دواء يُستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها.
http://www.copts-united.com/article.php?A=22063&I=549