د. مينا ملاك عازر
بقلم: مينا ملاك عازر
في هذه المرة سنبتعد عن السياسة، وسنقترب من الإنسان الذي قال عنه "سقراط" إنه حيوان سياسي. والسياسة قال عنها "ميكافيلي": إن السياسة فن السفالة الأنيقة. إذن الإنسان حيوان سافل، وهذا استهلال لابد منه، إن كنت من هواة الإستنتاج. وطبعًا ليس شرط أن يكون كلام "سقراط" صحيح، لكن أكيد كلام "مكيافلي" صحيح، وما بين الإنسان حيوان سياسي أو حيوان ناطق، فأنا محتار والله نفس حيرة المحتارة بين الأهلي والزمالك.
والفرق بين الإنسان الإنساني، والإنسان السياسي، أن الأول لا يلعب سياسة ويبغض الحزب الوطني، والأخير يفضل السياسة وقد يكون من الحزب الوطني. والحزب الوطني ليس تهمة تُتهم بها في مباحث أمن الدولة، لكنه عار أن تقول إنك منتمي له، على الأقل في نظر الناس. وسيبك من إنه الحزب الحاكم، صحيح يجيب لك السلطة، لكن لن يأت لك بالحب، ومن الحب ما قتل.
وبرضه رجعت للسياسة مافيش فايدة، نسيبنا من السياسة ونتكلم في شهر تمانية الشهر إللي تم فيه غزو "العراق" لـ"الكويت" من عشرين عام، وهو نفس الشهر الذي ألقت فيه "أمريكا" على "اليابان" قنبلتين ذريتين بالتحديد على مدينتي "هيروشيما" و"ناجازاكي"، وأعلنت نفسها أول قوة نووية في العالم. وهو الشهر الذي ناقشت فيه الماجستير من عام تقريبًا..عامةً شهر أغسطس شهر من الشهور التي أعتز بها.
وليس هناك من يحب "مصر" مثل المصريين ما داموا ليسوا في الحكم، وما أن يجلس الإنسان على الكرسي، يحب راحته وينسى راحة الآخرين. وحضرتك لو كبير في السن، وطلعت المترو- أو أي مواصلات- لو قام لك حد يبقى من العصر البائد. وكمان كام يوم حاتلاقي الناس لما بتركب بتقوِّم إللي قاعدين بالعافية، ما حدش بيدور على راحة حد.
ونحن نستورد القمح ولن نتعلم زراعته، فنحن نفضّل الصيد في الماء العكر عن الصيد في "بحيرة ناصر"، حتى لا نستثمر الثروة السمكية هناك..وضعاف النفوس يفضلون أن يولعوا الدنيا نار، فما دمت لا تعرف المعلومة سليمة، فهم يستطيعون تشويه الحقيقة في صالح إلهاء المدير ال... عن فشلهم.
والست "مرجانة" ست عظيمة لم يهتم بها أحد، فالكل منشغل بـ"علي بابا والأربعين حرامي"، ونسوا المحرِّضة، وإللي جبرته على سرقة الحرامية، وحرامي يسرق حرامي يبقى حلال. والهرم لما بنوه كان هدفهم منه أن يكون مقبرة وإحنا عملناه مزار سياحي، والمصريين يطلعوا في المناسبات المدافن، والسواح بيطلعوا في كل فرصة على الهرم.
وآخر الكلام، "مصر" مش حاتتحسن إلا إذا غيِّرنا النظام، والشعب، والمكان، فلا توجد عبقرية في المكان لكن توجد عبقرية في الحرام.
المختصر المفيد، ما فيش فايدة وكله محصل بعضه.
http://www.copts-united.com/article.php?A=22117&I=551