السماء لن تمطر حلول

الراسل: ساراى
نحن ذوي عقلية ناضجة ونعرف جيداً ونمارس لغة الحوار التي يدعمها احترام وجهات النظر حتى وإن كانت مختلفة معنا وهو أساس احترام وقبول الآخر، لذا لا بد أن نعلم جميعاً أننا من السهل أن نهوى إلى أسفل الجبل ولكن من الصعب الصعود إلى القمة، لا بد أن يتوفر فينا كلماتي السابقة ونعمل جاهدين على عدم انسياق الفكر وراء الإحساس الخاطئ وهو عدم الراحة والإشمئزاز من كياننا كلما ظهر رأي مخالف، وأن يكون هناك فكر ناضج يعي أنه لا يجب أن تُحجب الرؤى عن الهدف الحقيقي الذى نسعى إليه وهو الحق في ممارسة الحقوق الشرعية، وعندئذ سنسمو عن التفكير السطحي الذي يقودنا إلى التذمر وعدم الرضا وسيؤدي بنا إلى الدمار والتفكك، وهذا هو الهدف الذي يسعى إليه الفكر المتطرف الذي يريد أن نكون مشتتين ليس لنا هوية ولا بمقدورنا أن نسترد ما سُلب من حق ونعجز عن التفكير ومعرفة الأشياء بوضوح.
لا بد أن نتكاتف على عدم التخلي عن الحفاظ على معاني ومقومات الهدف، فمن الممكن أن نكون ناجحين حقاً عندما نعلم جيداً من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟ وما هي أهدافنا؟ وما هو موجود وراء الجدران من خفافيش تريد أن تطيح بتمسكنا واتحادنا؟
فإن السماء لم تمطر علينا بالحلول لكافة المشاكل التي نتعرض لها من عنف وتعصب واضطهاد وقتل كل من نحب وفساد ينتشر في أرجاء الوطن دون السعي وبذل المجهود والفكر البناء، فإن الإجتهاد والسعي ليس من سمة الأشقاء والأدباء والمفكرين ولكن هو فكر وقيم الشرفاء المجتهدين.
ينبغي أن لا نكل ولا نمل حتى نكون مخلصين لهدفنا لنحيي سلوكيات إنسانية تعلو بالنفس لا بد أن نتأمل ذاتنا محاولين إصلاحها وتقويمها وقبول النقد ولا نتخذه على أنه هدماً بل نتخذ منه طريقاً لمعرفة قصور الضعف فنقوى، وأن تكون هناك لفتة تعبر عما يدور في حياتنا والهدف هو رفض السلوك الفوضوي الذي يبعدنا عن الهدف الحقيقي حتى يكون الفرد متفاعلاً مع الفريق متكاتل معه ممسكاً بيده كنسيج واحد مخلصاً له ولا يدع نفسه يهوى وراء أي أفكار دخيلة تربك حياته، مؤمناً أن تكاتل الجماعة هو الذي يغير الأوضاع السلبية في المجتمع وليس الفرد هو الذي يفعل ذلك، عالماً أن البذرة عندما تُغرس في الأرض تكون ميتة ولكنها بالاهتمام والرعاية تصبح شجرة تظلل على كل من تحب، وعندما تحل اللامبلاة في قلب زارعها ظلت ميتة طيلة الحياة ولن تُحصد ثماراً من بذور ميتة.
لذا يجب التخلي عن الأفكار السلبية التي تعارض فقط من أجل الاعتراض أو للفت النظر أو الإنتباه، فكلما طرحنا أفكارنا المختلفة وجدنا أن هناك طريق مفتوح نستطيع من خلاله الوصول إلى الهدف..
على موضوع: عودة الأقباط إلى الساحة