" ولا يخطفها أحد من يدى" يو10: 28

نسيم عبيد عوض

بقلم: نسيم عبيد عوض
أنا لا أرد هنا على "أبو الإسلام" أو أم الإسلام، ولا على باقى العائلة. ولكننى "أبو جورج"، فسأرد على "أبو مرقس", وأقصد كتّابنا المسيحيين, لأن الأول لن يعترف بكلامى, ولكننى أوجّه كلامى للإخوة الكتّاب المسيحيين الذين كتبوا بخصوص موضوع السيدة "كاميليا شحاته" , وبعضهم كتب عن ضرورة إظهارها وإلا سيحرق الوطن بنارها , وبعضهم وجه إتهامات للكنيسة وقيادتها , وأعتبروا إخفائها فتيلة نار قابلة للإشتعال , وغيره الكثير , ولكن رأيى الشخصى ألخصه فى النقاط التالية:

  1-  الأقباط لا ولن يحرقوا الوطن؛ لأن الأقباط هم كوب الماء الذى يطفئ وسيطفئ أى نار يحاول الغير إشعالها, لأن هذا الوطن وطننا, ومخلوط ترابه بدماء شهدائنا, ونحن نعيش فى بيت واحد، ونأكل من طبق واحد, ونؤمن بقول الكتاب المقدس  " لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير"، وبقول الرب: "أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم..". ولكننا فى أزمة إجتماعية, وإقتصادية, وسياسية, وفى حالة احتقان طائفى, ولابد أن نعترف بذلك جميعًا؛ حتى نستطيع إيجاد حلول لكل هذه المعضلات, والله قادر على حلها فى الوقت المناسب, والمشكله أن هناك فضائيات تحتاج إلى إشغال وقت لمدة 24 ساعة, وإلى إشعال فكرى يجذب المشاهدين والمعلنين, وإلى إعداد سريع يشغل وقت البرامج ويلهب الأفكار, والمادة السهلة والجذابة، والتى تشغل الرأى العام وتشعلله الآراء الدينية.

وهناك أيضًا مجلات أليكترونية تصدر بصفة يومية، ولها مساحة نشر عليها أن تملئها لقرائها المنتظرين كل يوم.  وتجد كتاب يتعجب القارئ من أين لهم الوقت حتى يفكروا فيما يكتبون؛ لأنهم يكتبون كل يوم مقال بآلاف الكمات، وحسب ما يخطر على بالهم. وكل الكتابات رد على المكتوب, وكذلك المعلقين الذين ينعسون بجانب هذه الصفحات حتى لا يفوته تعليق أو تأدية وظيفة بالرد على الكتّاب. وهكذا فإن  الموجة الإعلامية هى من أكبر أسباب الإحتقان الطائفى الذى تعيشه الأمة المصرية اليوم, لدرجة إننى أشاهد الآن صورة لامرأة منقبة فى برواز من ذهب، ويقولون عنها: إنها للسيدة المخطوفة بمعرفة الكنيسة من دار الأزهر الشريف!! وهناك أيضًا آلاف البلهاء الذين يصدقون هذه الفضائيات أو مقالات الكتاب الذين يشغلون مساحات خالية, والله يرحمنا جميعًا من هذا وذاك، سواء كان مسيحيًا أو "أبو الإسلام".

ولابد للدولة أن تقنن عقوبات على تهييج الرأى الدينى ضد الطوائف المختلفة, وأن يكون لهذه الفضائيات حدود مشروعة بعيدًا عن الشرائع والأديان واللعب بالنار فى سبيل أغراض تجارية. والعالم ملئ بالفضائيات وبالمجلات الإلكترونية والإنترنت والفيس بوك وغيره, ولكن ليس هناك استخدام يسئ للوطن مثلما يحدث فى "مصر", ونأمل أن يوضع قانون عقوبات يوقف هؤلاء اللاعبون بنار الديانات فى "مصر"، أو المحرضين من قنوات عربية حولنا.

2- بالنسبة للسيدة الفاضلة وما حدث لها, وبالعقل العاقل لو أنها أسلمت برغبتها, فهل هناك قوة ترغمها أن تُخطف, أو أن أمن الدولة قد أجبرها على الخطف, هل يعقل هذا؟ وبالطبع لماذا يتكلمون عن هذه السيدة بالذات, ولا يذكرون مئات العائدات والعائدين لحظيرة المسيح وللكنيسة؟! كذلك أيضًا لا توجد قوة على الأرض تُجبر هذة السيدة لتخرج من بيتها، وتعلن حكايتها على الملأ كما يطالبون! وإذا كان المتكلم مجنونًا، فعلينا نحن التعقل والحكمة..هل لنا نخرج بناتنا وسيداتنا ليعلنوا على الملأ من من أجهزة الأمن المصرى الذى حمى خاطفيها؟ ومن وكيف اعتدوا عليها؟ وقصص بشعة ومؤلمة ومخزية!! وهؤلاء عادوا للكنيسة ويقول الرب: "ولا أحد يقدر أن يخطفها من يدى" يو10: 28".
 
ولا أحد يُجبر الكنيسة أيضًا على هذا؛ لأن الله الآب كان يقف على قارعة الطريق فى الإنتظار، وعندما عاد الابن الضال، وقع على عنقه وقبّله, بل كان هناك فرح فى السماء قبل الأرض لعودته. فهل يقدر أحد أن يجبر الكنيسة على غير أمر الرب الإله؟ الراعى الذى جال يبحث عن ابنته فى الجبال والأودية والأوكار, وبعد أن وجدها يحملها على عنقة ويطلب منكم أن تفرحوا معه, وليس أن تتهموه بإتهامات باطلة. فلا تنسوا أنه الراعى المسئول عن رعيته,." أنا هو الراعى الصالح .. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف". وأما الذى هو أجير وليس راعيًا الذى ليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلاً، ويترك الخراف ويهرب. فيخطف الذئب الخراف ويبددها. والأجير يهرب؛ لأنه أجير ولا يبالى بالخراف. أما أنا فإنى الراعى الصالح، وأعرف خاصتى، وخاصتى تعرفنى.. وأنا أضع نفسى عن الخراف.." يو10: 11-16"

3- إذا كان هناك بعض الضعفاء بالخوف وبالركب المخلّعة, أقول لهم: "لا تخافوا" "لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع"، كما  يقول لنا رب القوات. وإذا كانت مظاهرات مسجد النور فى "مصر" أو "الإسكندرية" قد هزتكم، فلن تهز شعرة من رؤوس أولاد الله. ولو كنتم معنا فى عام 81 عندما خرج المصلون من نفس المسجد قبل أن يكتمل بناؤه, خرجوا وهم على بعد أمتار من مبنى الكاتدرائية, يحملون السيوف والخناجر والمصاحف, ويشتمون فى البابا "شنودة"، وفى المسيحية، وفى الكفار المسيحيين. وعلى بعد قليل، وفى شارع القبة، خرج المصلون أيضًا بعد سماع الشيخ "كشك" يهتفون ويصهللون, وفى حماية قوات النبوى "إسماعيل" و"أنور السادات",  ثم ماحدث للبابا وللأساقفة والكهنة تم وضعهم فى المعتقلات, والنتيجة الآن ذهب هؤلاء وبقى البابا والأساقفة والكهنة وبقيت الكنيسة شامخة وذهب كل هؤلاء, وسيحدث لأمثالهم. وأكرر لكم قول الرب: "فى العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا. أنا قد غلبت العالم." يو16"