هل يخطط السيد البدوي للجلوس على مقعد رئيس الجمهورية؟

الشروق

كل المؤشرات تؤكد على أن السيد البدوي رئيس حزب الوفد يستعد بجدية لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة بكل قوة، خاصة بعد أن أكمل أضلاع المؤسسة الإعلامية التي يملكها بشراء جريدة الدستور ، وبهذا أصبح لديه أكبر قناة من حيث الشعبية والجماهيرية ، وجريدة يومية ، وقبل ذلك حزب قوي يعيد هو بناءه وتشكيله ويضم إليه قوى سياسية مختلفة.
البدوي كان قد وقع في زلة لسان كاشفا خطته عندما قال في تصريح لصحيفة "الجريدة" الكويتية إنه سيقدم نفسه مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إجراؤها في 2011 "إذا أجمعت الهيئة العليا لحزبه على هذا القرار"، وتابع " إذا لم يتخذ حزبي حتى الآن قرارا بخوض الانتخابات هل يخطط السيد البدوي للجلوس على مقعد رئيس الجمهورية؟الرئاسية ، وفي حالة الموافقة فسيكون ترشحي باختيار أعضاء الهيئة العليا، وبالتالي فهذا ليس معناه أنني المرشح الوحيد للرئاسة".

وبعد أن نشرت وكالة الأنباء الكويتية هذا التصريح على لسانه لكل الدنيا وتلقفته صحف حكومية ، نفى رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي أنه أدلى بأي تصريح لصحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه سوف يترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وأن الهيئة العليا ل حزب الوفد سوف تختاره مرشحا للحزب في تلك الانتخابات .
وقال أنه لم يقل هذا الكلام ولا يمكن أن يصادر على رغبة حزبه إذا قرر ترشيح أي شخص من الهيئة العليا للحزب، لكن الحقيقة أن الكلام الذي نفي به ما قاله لا يعني أنه لن يترشح ، هو قال فقط أنه لا يريد أن يسبق الأحداث ويصادر على رغبة الحزب لكنه لم ينفي أنه سيترشح .

ما يؤكد هذا الكلام ما نقلته صحيفة الوفد نفسها عن محمد مصطفى شردي النائب بالبرلمان وعضو الهيئة العليا لـ"الوفد" الذي قال خلال حفل الإفطار الذي نظمه حزب الوفد بالإسكندرية إن حزب الوفد سوف يكشف عن مرشحة للانتخابات الرئاسية بعد انتخابات مجلس الشعب، مشيرا إلى حق السيد البدوي رئيس حزب الوفد في خوض الانتخابات الرئاسية .
أي أنه أراد أن يوصل رسالة تفيد أن البدوي قادم بقوة على انتخابات الرئاسة ، وقد يقلل البعض من كل هذه الاستنتاجات ويقول أن نزول رئيس حزب الوفد في الانتخابات الرئاسية القادمة أمر متوقع وطبيعي ولا يحتاج لكل هذه التأويلات والأدلة ، لكن الحقيقة أن هناك أكثر من طرف قد يفكر في خوض الانتخابات الرئاسية القادمة من داخل الحزب ، أي أنها ليست محسومة للبدوي ، من هؤلاء مصطفى الطويل الرئيس الشرفي للحزب ، فؤاد بدراوي الذي تنازل للبدوي خلال انتخابات الوفد الماضية ، وكذلك قد يفكر الحزب في طرح اسم محمود أباظة مرشحا للتأكيد على ديمقراطية الحزب، أما في حالة رغبته في التأكيد على ليبرالية الحزب وعلمانيته فسوف يطرح منير فخري عبد النور كاسم محتمل .

لكن الدكتور البدوي فاجأ الجميع وقال في برنامج يسري فوده "آخر كلام" على قناة on TV إنه سيعلن سقوط معاهدة السلام إذا تولى رئاسة الجمهورية ، حال عدم قيام دولة فلسطينية، وأنه لا يجب أن يكون هناك سلام مع طرف لا يحترم القرارات الدولية، لأن إسرائيل اعتدت على كثير من الدول العربية، وبذلك فهي لا تحترم المعاهدة.
والمعني الذي أراد الرجل أن يوصله أنه يفكر بعمق في المنصب ولديه تصورات عما سوف يفعله إذا فاز بالرئاسة ، بل ويغازل فئات الشعب المختلفة التي تطالب منذ سنوات بإلغاء المعاهدة .

وتلقف هذا التصريح مجموعات على الفيس بوك طالبت بدعم البدوي رئيسا للجمهورية ، وقالت إحدى المجموعات :" في ظل الزخم السياسي الذي تشهده مصر في الفترة الحالية واقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية ، يطل علينا من كل حدب وصوب من يقدم نفسه لنا بصفته مرشحاُ للرئاسة ، ومن حق الجميع أن يعبر عن رأيه في من يتخذه مرشحاً رئاسياً يرى فيه أنه يصلح لرئاسة مصر، ونحن بدورنا نرى أن الدكتور السيد البدوي ، رئيس حزب الوفد الذي أتى عبر أول انتخابات نزيهة في مصر ليصبح رئيساً للوفد، والدكتور السيد البدوي له تاريخ سياسي مشرق في العمل السياسي المصري".
والسؤال.. ماذا يريد البدوي من الترشح للرئاسة .. هناك عدة احتمالات .. أولها يري أنه يخطط لطموح سياسي غير مسبوق ، فهو وان يرى أن فرصه في الفوز بهذه الانتخابات محدودة أو قليلة ، فهو على الأقل يعد نفسه للانتخابات الرئاسية بعد القادمة في 2017 ، تكون الظروف السياسية قد تغيرت وأصبحت فرصه أفضل، أما الاحتمال الثاني فهو يقترب قليلا من نظرية المؤامرة التي تري في صعود الوفد و السيد البدوي أمرا مدبرا من جانب الحكومة، أولا لإضعاف جماعة الإخوان، وثانيا تقديم مرشح قوي في مواجهة مبارك الأب أو الابن في حال ترشح أي منهما، لكي لا تخرج الانتخابات القادمة بنقد دولي كما حدث في المرة السابقة وحصد أيمن نور 7 % فقط من الأصوات خلف الرئيس مبارك .

الاحتمال الثاني يعززه مباركة الحكومة لتحركات الوفد والبدوي وانضمام الشخصيات السياسية والدينية له دون الاعتراض المعروف من الأمن، لكن هذا التصور يفتقد لسيناريو ما بعد الانتخابات وهل بذلك سينتهي دور الوفد والبدوي .
الاحتمال الثالث هو أن البدوي لا يطمح في الرئاسة ، بل يطمح لان يكون وزيرا في وزارة هامة ، ربما الإعلام وتكون الحكومة قد ضربت عدة عصافير معا بحجر واحد ، فهي قد أكدت على الديمقراطية وعينت ورئيس حزب معارض في منصب وزاري لأول مرة في التاريخ، كما أنها أكدت نظرية رجال الأعمال الوزراء ، وأعطت شخصيا وزارة تتناسب مع تخصصه ، والاهم أنها ستكون مكافأة الإطاحة بالإخوان وتقديم تمثيل مشرف في انتخابات الرئاسة المقبلة.