البعض يقف على ارض مرتعشة العضلات

ماجد رأفت

بقلم : ماجد رأفت
أساء الكثيرون إدراك المعنى الحقيقي لكلمة انتماء .. فجعلوا الانتماء للدين مجرد ألحانا وترانيم وشعارات لأتمت للدين بصلة فنشأت أجيال خاوية في مخزونها الفكري تنساق وراء شعارات لأتفهم معناها والدليل على ذلك تلك الهتافات الغير واعية التي صدرت من بعض الإخوة المسلمين في مظاهرة مسجد عمرو بن العاص بعد صلاة عيد الفطر ...
فقد رفعوا المتظاهرين لافتات تقول ( يا عملاء ...يا عملاء بينا وبينكم دم وفاء ... شيخ الأزهر ساكت ليه ... أنت معاهم ولا إيه ) إن قضية إسلام السيدة كاميليا ليست هي موضوعنا فإذا كانت قد أسلمت فهي حرة تفعل كما تشاء فالدين المسيحي لا يجبر احد وان كانت مازلت مسيحية فإذا الأمر منتهى إن القضية التي أتحدث عنها أهم بكثير من قضية سيدة تحولت من المسيحية إلى الإسلام أو سيدة سعت إلى الإسلام ولكنها لم تفعل

إن قضينا قضية وطن باكملة وطن اقترب من الهاوية وطن ينتظر الانفجار الطائفي في اى لحظة هل أصبح المصرين في هذا الوطن فريقين ...فريق مع وفريق ضد ؟؟؟ هل أصبح الشعب المصري اهلى وزمالك ... مصر وجزائر ؟؟ هل هذا هو الانتماء للدين ؟؟ أين العلة ؟؟ هل العلة في الإسلام أم في المسلمون الإجابة واضحة وضوح الشمس فالعلة في بعض الإخوة المسلمين ...
هؤلاء المسلمين يذكروني بالقصة الشهيرة ... تقول تلك القصة سافر أب إلى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة.. سافر سعيا وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام أرسل الأب رسالته الأولى إلا أنهم لم يفتحوها ليقرءوا ما بها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب.. وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة في علبة قطيفة.. وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم ومضت السنون وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟ قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت قال الأب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال قال الابن: لا.. فسأله أبوه وأين أخوك؟؟ قال الابن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم تعجب الأب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتي إليّ رد الابن قائلا: لا.. قال الرجل: لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك؟ قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة فقال الأب ثائرا: ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا الزواج قال الابن: لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة القطيفة.. دائما نجملها ونقبلها ولكنا لم نقرأه تفكرت في شأن تلك الأسرة .... وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها

هذا ما يفعله بعض الإخوة المسلمين بالضبط لا يقرون القران لأنهم لو كانوا يقرون كانوا عرفوا إن الدين الاسلامى هو دين المودة والرحمة فالله أرسل نبيه بالرحمة والحق وانزل كتابا يدعو إلى نبذ العنف والتاخى لو كانوا يقرون لما كانت هناك مذبحة نجع حمادي لو كانوا يقرون لما كانت إحداث العياط لو كانوا يقرون لما كانت هناك إحداث إسكندرية لو كانوا يقرون لما كانت هناك إحداث سبتمبر ..

أقول لهؤلاء إلى متى سنظل ننتظر الحلم الجميل و لا ياتى؟ إلى متى سيظل عصفور الكناري يغرد ألحانا حزينة؟ إلى متى سننتظر تلك الشجرة حتى تطرح أورق المحبة ..؟ أقول لهؤلاء لا تنسقوا وراء احد فهناك من يستخف بعقولكم هناك من يريد إن يزعزع كيان هذا الوطن هناك من يريد إن يغتال أحلام المصرين مسلمون ومسيحيون .. أقول لهؤلاء إن المصرين فريقا واحد ليس هناك من هو مع ومن هو ضد اتركوا تلك الشعارات الواهية المضللة ... تحركوا بسرعة من على تلك الأرض المرتعشة العضلات تحركوا بخطوات سريعة نحو ارض أكثر ثابتا لان الأرض الذي تقفون عليها ترتعش لان بأسفلها بركان مدمر اقترب على الانفجار ... سيأخذ معه الأخضر واليابس .. من له أذان للسمع فليسمع .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع