مدحت قلادة
بقلم: مدحت قلادة
"كأنها معركة حربية بين منتصر وخاسر.. شحن الجميع أقلامهم وحناجرهم وارتدوا خوذاتهم لدخول الحرب المقدسة وانقسم أبناء الشعب المصرى بين مؤيد ومعارض بعد شحن أيديولوجى لشيوخ التطرف مسخرين الآيات المقدسة والشعارات الرنانة لشحن الغوغاء والدهماء لزيادة شهرتهم إعلامياً.. غير مكتفين بما حصدوه من قنوات الإرهاب ومنابر التطرف .
تحول كل فرد منهم إلى قاض وخصم، قاضِ يصرح بحق كامليا فى اختيار عقيدتها "الإسلام" وخصم لها أيضاً بعد إعلانها تمسكها بمسيحيتها، استمر الجميع فى دق طبول الحرب الداخلية بإيعاز من الأجهزة الأمنية غير مكترثين بأمن الوطن والسلام الاجتماعى بهدف شغل الرأى العام عن أحوال مصر لينشغل الجميع فى مهاترات وصخب وضوضاء حتى لو أدت إلى حرق مصر بالكامل، وارتفعت ألسنة نيران التطرف مع دخول العديد من شيوخ السلفيين المعركة للعزف على وتر الكراهية لكسب الغوغاء، فأعلن الشيوخ السلفيين النقمة على قداسة البابا وفضيلة شيخ الأزهر وسرح أحد شيوخ التطرف بخياله ليخترع سيناريو وهمى معلناً للجميع أنه (أعلم بكل ما حيك فى قصة إسلام كامليا).
فسخروا التكنولوجيا وأجهزة الكومبيوتر وبرامج الفوتوشوب لخلق صورة كامليا بالحجاب وتدخل الشيوخ السلفيين بكل قوتهم وثقلهم الإعلامى من خلال الفضائيات المتطرفة أو كتابات متطرفة فانتهز أحد شيوخ السلفيين "صفوت حجازى" الفرصة وكتب مقالا يطعن فيه فى عقيدة شريك الوطن وكتابه المقدس ويكرر نفس الأكاذيب التى بلا سند مثل إنه كتاب محرف، ويتمادى فى تطرفه فينعته بالكفر والإلحاد، لم يعترف بحق كاميليا فى اختيار دينها بعد ظهورها على شاشات التليفزيون وإعلان إيمانها بالمسيحية ثار أيضاً على الرموز الإسلامية مثل فضيلة شيخ الأزهر فى مقال تحت عنوان "هل يجوز تسليم امرأة مسيحية أسلمت للكنيسة؟ مستشهداً بالآيات القرآنية والناسخ والمنسوخ لنسخ آيات السلم فى القرآن ليعلن رفضه التام لحرية العقيدة ورفضه مبدأ حرية السيدة كامليا فى اختيار المسيحية لها ديناً.
فى محاولة لتجميل الصورة القبيحة لفكره المتطرف أورد كلمات فارغة من المضمون مثل (إن للأقباط نفس الحقوق فى الوطن...) ولكن هيهات ولو استطاع لأفصح عن تمسكه بآية التوبة 29 لتصبح الشعار الدائم له ولأتباعه لتهرق الدماء ويحل الخراب فى ربوع المحروسة ليفوز هو وأتباعه بخراب مصر ربما بعد تمكنهم من مصر سيصرح بأن آيات السلم وحرية العقيدة فى الإسلام نسخت ليضرب سماحة الإسلام وحرية الإيمان فى مقتل معطين فرص لأسامة بن لادن والزرقاوى السنى أو الشيعى وأمثالهم للظهور مرات ومرات.
فرية تحريف الكتاب المقدس: يعزف دائماً الشيوخ الفتنة مثل صفوت حجازى على أوتار التفرقة بين أبناء الوطن الواحد فيطعن فى كتابهم ومعتقدهم تارة بالتحريف وتارة بالشرك مغتصباً حق الله فى الحكم على البشر ويرددون دائماً إن الكتاب المقدس محرف.. ففى حديث مع أحد الكهنة للرد على هذه الفرية قال لى هناك عدة أسئلة لهؤلاء المدعين..
متى حرف الكتاب المقدس؟ هل قبل الإسلام أم بعده؟ أين النسخة الأصلية؟ هل الكتاب المقدس كتاب الله أو كلمات الله؟ هذه التهم كلمات مسترسلة لا سند لها ولا حجة، فإن كان المسيحيون وكتابهم المقدس مرجع لما بين أيديهم فإن كان المرجع محرف فلماذا صرح القرآن أن كتابنا مرجع لما بين أيديهم؟! هل الله ينسى حاشا لله! وأين كتاب اليهود الزبور؟ أليس جزيرة العرب كان بها يهود ومسيحيين قبل ظهور الإسلام والله نفسه فى القرآن مشرعاً أن يحكموا بما بين أيديهم.. أين النسخة الأصلية من التوراة والزابور؟ والقرآن يؤكد على وجوب الإيمان بالإنجيل شرط لصحيح الإسلام.. إن كان الله أنزل الإنجيل قبلاً فكيف لا يحافظ عليه رغم أن الإنجيل هو الذكر طبقاً للآية "ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون" سورة الأنبياء 7 .
أخيراً: إن شيوخ الإرهاب لا يبغون سوى الخراب لمصر دعونا نتحدث عن القيم المشتركة فى الإسلام والمسيحية نزرع روح الإتفاق ليس روح الإنشقاق مقالى ليس بهدف زرع الإنشقاق بل لإثبات امتلاك الأقباط الإجابة المقنعة للرد على فرية تحريف الكتاب المقدس ولشيوخ التطرف كفى تحريضاً ضد أقباط مصر واستهانة بمعتقداتهم فنحن نملك الرد والإقناع ولكن دعونا من تلك المبارزات الكلامية والعواء الفارغ يجب علينا نبذ كل من استعان بقنوات ارهابية تسعى لاشعال نيران الاقتتال بين المصريين جميعا، دعونا نرفض منابر الكراهية التى تبث سمومها لتقتل الحب بين المصريين جميعا، دعونا ممن يبث سمومة تحت مسمى عالم من العلماء أو العلامة والمفكر أن مصر الحب والسلام افضل من مصر الحرب والاقتتال.
ليتنا نتقاتل ليس من ايمانه ودينة افضل بل ليتنا نتنافس من يحب مصر بالاكثر من يقدم صورة ايمانه افضل لان السب والشتم ليس بالامر العسير بل العسير هو العسير هو من يقدم حب للجميع فهو يعمل اعمال خالقة الذى يمطر مطرة ويشرق شمسة على الجميع.
أُنهى مقالى بكلمات القديس يعقوب الرسول "أرنى إيمانك بدون أعمالك وأنا بأعمالى أريك إيمانى لأن الإيمان بدون أعمال ميت فى ذاته".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=22879&I=571