د. عاطف نوار
بقلم: د. عاطف نوار
يتزامن في هذا العام الاحتفال بمناسبتين دينيتين لهما أهمية خاصة في بلدنا مصر، فتحتفل الكنيسة القبطية بذكرى شهداء إيمانها في ذكرى عيد النيروز كما يحتفل الإخوة المسلمين بعيد الفطر كما تأتي في الوقت نفسه ذكرى عالمية يندد فيها العالم كله بالإرهاب اللعين وما أحدثه في الحادي عشر من سبتمبر.
هذه المناسبات تأتي علينا كل عام ولكنها تأتى هذا العام بطابع خاص ملئ بالمتناقضات، فحين تحتفل الكنيسة القبطية بذكرى النيروز إنما تتذكر شهداء إيمانها جميعًا، ليس شهداء العصور القديمة فقط بل شهداء عصرها الحديث من الخانكة وحتى نجع حمادي.
وتأتى في الناحية الأخرى مناسبة عيد الفطر في نهاية شهر رمضان وقد شهد شهر رمضان وعيد الفطر نشاطًا كنسيًا مكثفًا لمخاطبة ود الأخوة المسلمين واستقطاب عدل السادة المسئولين في القضايا القبطية وأيضًا شهد تناقضات لا تليق بما يسمى بالوحدة الوطنية.. فرأينا آباء الكنيسة برئاسة قداسة البابا شنودة يقدمون كل محبة وكرم وعطاء.. وفي الناحية الأخرى لم يقدم هؤلاء المسئولون سوى الكلمات العذبة الجوفاء مديحًا في الوحدة بين عنصري الأمة متجاهلين واجباتهم في حماية قبط مصر من الجور والاضطهاد.. متجاهلين دورهم في إقامة العدل ومعاقبة الجناة المجرمين مرتكبي الجرائم القبطية من القتل وخطف الفتيات إلى أخر هذه القائمة..
أكلوا من مائدة الوحدة الوطنية مبيتين النية عاقدين العزم على أن يأكلوا الحق ويبتلعوا العدل في قضية نجع حمادي المتأرجحة من تأجيل إلى آخر حتى تموت.. فلنقارن يا سادة بين ما حدث من اهتمام في أمر مروة الشربينى وتجاهل في أمر القبطي "جورجى" الذي فُصلت رأسه عن جسده في الباجور!!
تناقض آخر.. قامت الدنيا ولم تقعد في الدعوة لحرق المصحف ولكن.. لم تقم الدنيا ولم يحرك أحد ساكنًا حين خرج بعض علماء الإسلام بكتابات تذم الكتاب المقدس وتطعن في قداسته!
ماذا لو قطع أحد المصحف وألقاه أرضًا؟ لا شك أن الحد سيقام عليه لتقطيعه إربًا إربًا.. ولكن إذا قام أحد بهذا الفعل في الصليب أو في الكتاب المقدس فسيقام عليه المدح.. أقول هذا من واقعة حدثت لأحد المسيحيين العاملين في البلاد العربية حيث قام ضابط الجوازات بتكسير صليبه وطرحه أرضًا، تناقض ممقوت.
ونأتي للتناقض الأعظم.. ففي عام 2001 قامت هجمات إرهابية وحشية على ضحايا أبرياء في مركز التجارة العالمي .. وفي 2010 يعلن الرئيس أوباما موافقته بل ومباركته لبناء مسجد قرطبة مستندًا لما يسمى بحرية الأديان.
سيادة الرئيس أوباما: إن بناء مسجد قرطبة وفي المكان ذاته لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر ملئ بالمتناقضات.. كيف توافق على إقامة راية النصر للإرهاب وفي المكان ذاته الذي اعتدى على ضحايا بلدك الأبرياء؟؟
كيف وأنت رئيسًا لأعظم وأقوى دولة تنادى بحرية العقيدة لأناس أرهبوا مواطني بلدك وقتلوا أبائهم وأولادهم؟؟
كيف يا سيادة الرئيس تُقر حرية الممارسات الدينية لنفر سلبوا هذه الحريات من مسيحيي العالم؟؟
يبدو سيادة الرئيس أنك نسيت ما حدث في بلادك يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 و يبدو أنك نسيت ما حدث ويحدث يوميًا لمسيحيي مصر والعراق وغيرها.
يبدو أنك نسيت هذا نظرًا لثقل المهام الملقاة على عاتقك.. إن كنت نسيت هذا كله يا سيادة الرئيس فعليك بالتاريخ.. أنت تسأل وهو يجيب... حينئذ تزول وتتبدد كل هذه المتناقضات.
http://www.copts-united.com/article.php?A=22889&I=572