عبد صموئيل فارس
بقلم / عبد صموئيل فارس
موجة من العمليات الإرهابية طفت على السطح بعد أجازه ثلاث سنوات من آخر عمل إرهابي والذي تم في منتجع شرم الشيخ في صيف عام 2006، والذي يظن أن هذه الموجة ستنتهي فهو يخدع نفسه وهذا ما تحاول الأجهزة الأمنية أن تبعد شبهة أن هذا عمل منظم وأن هذه العمليات فردية.
وإن كان كذلك كما يدعون تكون المصيبة أكثر خطراً فإن كانت الدوافع هي أحداث غزة كما إدّعت وزارة الداخلية فهذا يعني أن كل فرد داخل مصر سيتحول إلى إرهابي تحت هذه الزريعة، فقد رأينا حجم التعاطف الجماهيري من المصريين مع أشقائنا في غزة.
الغريب في الأمر أن مصر لا تريد أن تتعامل بواقعية مع الأمور ونظراً لأنه لا توجد شفافية فتحاول إبعاد النظر عن السبب الحقيقي وراء هذه العمليات وأن كم التمجيد الذي يتلقاه الإرهاب عبر وسائل الإعلام وتقديمه في صورة مقاومة مشروعة كان له الأثر المباشر في إنتشار نسبة التطرف بصورة كبيرة، مما ترتب عليه هذه العمليات التي حدثت في مصر الأيام الماضية ناهيك عن تغذية الخطاب الديني وما يصاحبه من أدعيه حماسية تلهب مشاعر الجماهير وتجعلهم على إستعداد أن يبتلعوا كل ما هو غير عربي وهم أحياء.
كل هذا بخلاف حالة كبت الحريات والوصاية البوليسية التي يعيش المصريين تحت رحمتها فلا يوجد فكر حر يستطيع أن يعبر عن آراءه بحيادية أو ينتقد وضعاً معيناً أو حتى رواية إبداعية تستطيع أن تخرج للنور إلا وتكون هناك خناجر التكفير مشهرة في وجهها، فكل هذا جزء له تاثير قوي في إستفحال التطرف بإفرازاته الإرهابية وعملياته الوحشية التي تخرج علينا بين الحين والآخر.
كل هذا جزء والوضع الإقتصادي وما يترتب عليه من جرائم إنتشرت في الآونة الأخيرة جزء آخر له أهمية كبرى في إنتشار التطرف والمذاهب التي إخترقت الشارع المصري كالسلفية والجهاد وجماعات التكفير، فالوضع الإقتصادي المتردي كانت إفرازاته بطالة إنتشرت بصورة كبيرة جعلت من الشباب صيد سهل أمام هذه الجماعات في إستقطابه، إما بإدعاءات جهادية أو بتقديم أموال تداعب خيال هؤلاء الشباب الذين يحلمون بأن يكون لهم مستقبل في تكوين أسر، مع كل هذه العوامل والأسباب كان الراعي الرسمي لهذه المنظومة هي الدوله بكل أجهزتها المعنية من إعلام وتعليم وأوقاف...إلخ، جعلت من الإرهاب شبح يطارد بلادنا في كل مكان مستهدفاً شبابنا ومواردنا، فإن أرادت مصر أن تقضي على الإرهاب عليها بمراجعة منظومتها الإدارية سواء عن طريق تنقية مناهجها التعليميه أو تغيير خطابها الديني تجاه الآخر، وأن تميز أيضاً بين الإرهاب والمقاومة، وأن لا تقوم بخلط الأوراق إرضاءاً للمتطرفين.
هذا لو أرادت أن تقضي على الإرهاب الذي أصبح صديقها.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=231&I=6